[ احتجاجات غاضبة ضد الشرعية في أكثر من مدينة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي ]
أثار التدهور السريع للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية موجة انتقادات واسعة للحكومة الشرعية ومطالبات بالتغيير في أوساط المسؤولين اليمنيين.
وتصاعدت الاحتجاجات في بعض المحافظات المحررة، اليوم الأحد، بما فيها العاصمة المؤقتة عدن بعد الانهيار المتسارع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، والذي انعكس ارتفاعاً قياسياً لأسعار السلع.
وتظاهر مئات اليمنيين في عدن والضالع، بعد دعوات للإضراب الشامل تم نشرها أمس السبت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية انهيار الريال الذي تجاوز حاجز 600 ريال مقابل الدولار الواحد.
وقطع محتجون غاضبون عددا من الشوارع الرئيسية اليوم في عدن، وأغلقت المصارف وشركات ومحال الصرافة أبوابها، ولم تفتح المحلات التجارية التي تبيع السلع الغذائية بسبب حالة عدم اليقين والتقلبات في سعر الصرف.
ودعت الحكومة الشرعية من المنفى لاجتماع طارئ غدا الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة أزمة العملة.
وذكرت مصادر إعلامية متطابقة أن رئيس الحكومة أحمد بن دغر دعا إلى اجتماع طارئ ومشترك لحكومته مع اللجنة الاقتصادية، غدا الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض حيث مقر إقامته، لمناقشة أزمة العملة وتوقعت الخروج بحلول ومعالجات.
وهبطت أسعار الريال بنحو حاد مقابل العملات الأجنبية، خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما وصل سعر الدولار الواحد 600 ريال من حدود 513 منتصف الشهر الماضي، الأمر الذي فاقم من معاناة السكان.
وشكل استمرار انهيار الريال اليمني أمام العملات الأخرى، خيبة أمل جديدة للمواطنين في البلاد الذين تتفاقم معاناتهم في ظل ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
ويواصل الريال تدهوره الحاد أمام العملات الأجنبية للأسبوع الثاني، وسط مطالبات للحكومة الشرعية بضرورة التحرك الجاد لإنقاذه. كما تسبب هبوط الريال بشكل مضاعف منذ منتصف أغسطس آب/ 2018 في ارتفاع أسعار السلع المستوردة من الخارج، مما أثر على المستهلك المحلي.
وفي سياق ذلك دعا نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر الدول الشقيقة والصديقة إلى دعم اقتصاد اليمن والحفاظ على العملة للتخفيف من معاناة اليمنيين.
مستشار رئيس الجمهورية عبدالعزيز جباري بدوره انتقد موقف وصمت الحكومة تجاه التدهور الحاد للعملة المحلية دون التحرك لإنقاذ الاقتصاد الوطني.
وقال جباري في تغريدة بحسابه على تويتر "حكومة لا تعمل شيئا من أجل وقف تدهور قيمة العملة الوطنية لا تستحق البقاء".
عبدالملك المخلافي مستشار رئيس الجمهورية طالب بإصلاحات من أجل إيقاف تدهور الريال اليمني وقال "لا بد من إصلاحات عميقة في مختلف المجالات لإيقاف التدهور الشامل الذي تعيشه البلاد وخاصة في سعر العملة ومعيشة المواطن".
وأضاف المخلافي أن "ضمان الانتصار على الانقلابيين وتحرير البلاد والحفاظ على الشرعية لاستعادة الدولة لا يمكن أن يتم بدون إصلاح الشرعيّة ليكون أداءها في مستوى متطلبات المرحلة".
وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان دعا إلى إقالة الحكومة وتشكيل حكومة مصغرة من أهل الخبرة والكفاءة بصلاحية كاملة تعمل من داخل اليمن.
وقال قيزان في تغريدة على حسابه في تويتر إن "إقالة الحكومة وتشكيل حكومة مصغرة من أهل الخبرة والكفاءة بصلاحية كاملة تعمل من داخل الوطن هي الحل لإنقاذ انهيار العملة وإعادة اللحمة للصف الوطني المعارض للانقلاب"، مضيفا "ما عدا ذلك حلول ترقيعية سرعان ما تعود الأزمة مجددا" وفق تعبيره.
وغرد الصحفي غمدان اليوسفي، أن "لوبي تجار حول الرئيس عبدربه منصور هادي يمتصون الدولة من كل جانب وليسوا مستعدين لخدمة الوطن ولو حتى بمقابل".
وقال اليوسفي "مستفيدون منذ صالح حتى اليوم وللأسف غدا وبعد غد سيظلون هم هوامير الفساد واللعب بمقدرات الناس".
جماعة الحوثي هي أيضا حملت التحالف العربي الذي تقوده السعودية مسؤولية تدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام في تغريدة على حاسبه في تويتر إن ما أسماه "الاحتلال" يُشعل حرب العملة ويفاقم الأوضاع الاقتصادية على كل الشعب في ظل انتهازية مفرطة لدى بعض أطراف داخلية"، بإشارة منه إلى الحكومة الشرعية.
وأضاف ناطق الحوثيين أن الأطراف الداخلية ظنت أن الأجنبي الطامع عبارة عن جمعية خيرية، فلم يحصلوا حتى على فتات دولة وإنما لخيبة رهاناتهم تسببوا في تفتيتها وتمزيق البلاد".
وكان البنك المركزي قد أقر في منتصف أغسطس/آب من العام الماضي تحرير سعر الريال، وحدد سعر الصرف آنذاك عند 380 ريالا للدولار، قبل أن يحدد سعرا جديدا منذ يوليو/تموز 2018 عند 470 ريالا مقابل الدولار.
ويشهد اليمن حرباً مدمرة بدأت نهاية عام 2014 بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة، وتصاعدت وتيرة الصراع منذ مارس/آذار 2015، عندما قادت السعودية تحالفاً عسكرياً بدعم من الإمارات، شن ضربات جوية مكثفة ضد الحوثيين الذين لا يزالون يسيطرون على نحو نصف محافظات اليمن.
وأصابت الحرب العملة اليمنية في مقتل، ليقفز الدولار بشكل متواصل من 215 ريالاً لدى بدء ضربات التحالف ليصل إلى المستويات الحالية، متراجعا بنحو 188%.