[ صراعات بين أجنحة مليشيات الحوثي على الإيرادات ]
كشفت مصادر محلية في محافظة ذمار عن صراع بين محافظ المحافظة المعين من الحوثيين محمد حسين المقدشي، وبين المدير الجديد لمكتب ضرائب ذمار، عباس المطاع، على خلفية تعيينات إدارية في السلطة المحلية.
وذكرت المصادر أن المحافظ المقدشي طرد اليوم الأحد، عباس المطاع مدير ضرائب ذمار المكلف بقرار صادر من قبل رئيس مصلحة الضرائب ونائب رئيس الوزراء وزير المالية التابعة للجماعة، خلال زيارته اليوم للمحافظ، بغرض عرض القرار وتسليمه العمل، كما هدده بالسجن والاحتجاز، وفق مصدر محلي لـ "الموقع بوست".
وقالت المصادر إن المقدشي انتقل إلى مكتب الضرائب، واجتمع بالموظفين والمدير المعين من قبله، عباس العمدي، وهدد وتوعد، وقال "أصحاب المصلحة يبلوا قرارهم ويشربوا ماءه".
وتابعت، أن المقدشي توعد خلال اجتماعه بموظفي الضرائب وقال "لو علقت المالية توقيعات المحافظ والمدير التابع له في البنك، بأنه سوف يأمر بالصرف المباشر من الإيرادات دون الحاجة للتوريد للبنك، ولا للشيكات".
وبحسب المصادر، فإن المقدشي ذكر أنه قابل رئيس ما يسمى المجلس السياسي، مهدي المشاط، مشيرا إلى أن المشاط أعلن دعمه لقرارات المحافظ.
يذكر أن المحافظ المقدشي أصدر عددا من القرارات قبل شهر رمضان في مخالفة لقانون السلطة المحلية، على اعتبار أن هذه المكاتب، مثل الضرائب ومياه الريف والموارد المائية وغيرها مؤسسات مستقلة لا تتبع السلطات المحلية.
وفي السياق ناقش مكتب الضرائب بذمار اليوم برئاسة المحافظ المقدشي, آليات تحصيل الإيرادات الضريبية وسبل تنميتها، وفقا لوكالة سبأ التابعة للحوثيين.
وفي الخبر الذي نشرته الوكالة التابعة للحوثيين عن اجتماع محافظ ذمار تضمن تصريحات لمدير مصلحة الضرائب المعين من قبل المحافظ "عباس العمدي" لكنه كشف مدى التخبط والصراع الذي تعيشه الجماعة.
وكان وزير المالية ورئيس مصلحة الضرائب اعترضا على قرار المحافظ بتعيين مدير لمكتب الضرائب في ذمار، خاصة وأنه ضابط في الحرس الجمهوري، ولم يعمل من قبل في أي منصب حكومي مدني، كما أنه مخالف للقانون، حسب المذكرة.
ويُتهم المدير المكلف من قبل المحافظ "العمدي" بأنه أبرز المسؤولين عن الوشاية بالمتعاطفين مع الحوثيين في ذمار خلال الحروب الست، حيث كان يرفع التقارير ضدهم، ويتم حبسهم على ضوء تقارير العمدي، وفق مصادر محلية خاصة تحدث لـ"الموقع بوست".
وبحسب تلك المصادر فقد أصبح العمدي الآن من أبرز القيادات في حركة الحوثيين بذمار، ويرأس مجلس التلاحم القبلي، كما أنه متورط في نهب سيارات من مدينة تعز.
الجدير بالذكر أن المدير الذي أقاله المحافظ، رفض التسليم، واضطر المحافظ للذهاب إلى منزله مع مرافقيه وانتزاع الختم منه بالقوة.
وتتطور الصراعات داخل أجنحة المليشيا فيما بينها على الإيرادات المالية بما فيها الضرائب في المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ومارست مليشيات الحوثي منذ الانقلاب، عبث منظم في مؤسسات الدولة عبر سلسلة من التعيينات العبثية، غالبا ما تكون التعيينات من أبناء الأسر المعروفة بتبعيتها للمليشيات وخاصة من أبناء السلالة "الهاشمية"، لتبرز مؤخراً صراعات أجنحة داخل المليشيا نفسها نتيجة الخلافات على تقاسم الموارد المنهوبة من الإيرادات.