أعلن اليوم في مدينة فرانكفورت الالمانية عن وفاة الدكتور عبدالكريم الارياني مستشار رئاسة الجمهورية في اليمن.
وتوفي الإرياني عن عمر ناهز 81 عاماً بعد صراع مع المرض امتد لفترة طويلة.
ويعد الارياني احد السياسيين اليمنيين المخضرمين الذي كان لهم دوراً مؤثراً في السياسة اليمنية منذ عقود.
وهو واحداً من مهندسي السياسة في اليمن، وله تأثير كبير في قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام.
وبعد صعود الرئيس هادي للحكم وقف الإرياني الى جواره في حزب المؤتمر الشعبي العام، وانتقد اكثر من مرة جرائم الحوثي وصالح، وعرف عنه تمسكه بالمبادرة الخليجية، وهو مادفع بصالح الذي يقود الحزب الى تجميد عضويته، وخلعه من الحزب مع الرئيس هادي.
وينتمي الى بيت الإرياني بمحافظة إب والمعروفة بشهرتها في مجال القضاء والسياسة، وكان عمه الرئيس الراحل عبدالرحمن الإرياني ثاني رئيس لليمن عقب ثورة سبتمبر، والرئيس المدني الوحيد في تأريخ الثورة اليمنية.
وولد في 20 فبراير 1935م في حصن إريان بمحافظة إب، وحصل على الشهادة الثانوية عام 1958 من مصر، ثم أكمل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة، وأكمل درجة البكالوريوس في الزراعة في جامعة تكساس، ثم حضر الماجستير من جامعة جورجيا، والدكتوراة من جامعة ييل بكونيتيكت عام 1969م.
وتولى الإرياني العديد من المناصب الحكومية اثناء حكم عمه للبلاد.
وفي عهد الرئيس الحمدي أسندت إليه وزارة التنمية ورئاسة هيئة التخطيط المركزية خلال الفترة 74م-76م، ثم تولى وزارة التربية والتعليم ورئاسة جامعة صنعاء من 76م- الى 78م، وغادر بعدها الى الكويت حيث عمل كمستشار لصندوق الكويت للتنمية الاقتصادية والعربية.
وعندما تولى الرئيس المخلوع (صالح) للحكم استدعى الدكتور الإرياني وعينه رئيساً للوزراء خلال الفترة 80م-83م، وفي 1984م عين رئيس المجلس الأعلى لإعادة إعمار مناطق الزلزال الذي ضرب مناطق الجبال الوسطى في اليمن، ثم تعين نائباً لرئيس الوزراء وزير الخارجية حتى العام 1990م.
وفي اول حكومة بعد الوحدة عين وزيراً للخارجية(90-93م)، ثم وزيرا للتخطيط (93-94م)، ثم عين من جديد نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للخارجية خلال الفترة (94-97م).
وفي يونيو 1995 م عين أمين عام لحزب المؤتمر الشعبي العام. وفي مايو 1997 م عقب الانتخابات البرلمانية أعيد تعيينه نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية. وفي 29 أبريل 1998 م وبشكل مفاجئ عين رئيسا للوزراء للجمهورية اليمنية بالوكالة عقب استقالة الدكتور فرج بن غانم و خدم في هذا المنصب حتى 31 مارس عام 2001 م.
وفي السابع من مايو 2012م عينه الرئيس عبدربه منصور هادي مستشارا له، وفي 18 مارس 2013 م عٌين نائباً لرئيس مؤتمر الحوار الوطني.
كان له دوراً بارزاً ومحوريا في العديد من المواقف والتحولات والصراعات التي شهدتها اليمن منذ ثلاثة عقود من الزمن، وكان من ابرزها هو عندما كان ممثل ومبعوث اليمن أمام مجلس الأمن الدولي حيث استطاع اقناع مجلس الامن الدولي بعدم أصدار أي قرارت قوية من شأنها أيقاف المعارك التي كانت تدور بين شمال اليمن وبعض قوى الجنوب في حرب صيف 1994 بعد اعلان الرئيس على سالم البيض الأنفصال وأصدرا مجلس الامن في حينها قراريين رقم 924 و 931 لعام 1994 م أكتفى فيهما بالتعبير عن قلقة بسبب المعارك الدائرة و بدعوة جميع الاطراف إلى وقف القتال، واستطاعت بذلك القوى التي تقاتل من اجل بقاء الوحدة كسب مزيد من الوقت لتحقيق الانتصار.
في 24 ديسمبر 2013 م كان من أول الموقعين على وثيقة حل القضية الجنوبية رغم معارضة قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام وبعض اعضائه الشديدة لبعض بنود الوثيقة، وكان هو ممثل بارز لحزب المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار الوطني ولقي حينها انتقاداً واسعاً من قبل قيادة حزب المؤتمر و من قبل العديد من اعضائه.