[ هل عين بحاح على إزاحة هادي؟ ]
بعد يومين من دعوة الأمم المتحدة لاستئناف المباحثات السياسية بين أطراف الأزمة اليمنية.. وصل المبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ الى العاصمة السعودية الرياض للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي ومسؤولين سعوديين.
سلم ولد الشيخ الرئيس هادي رسالة من أمين عام الأمم المتحدة تحث الحكومة اليمنية على الانخراط في المباحثات المرتقبة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة مع الحوثيين وحليفهم صالح وحددت لها موعدا في نهاية شهر أكتوبر الحالي.
هادي الذي يرفض إجراء أي حوار مع المليشيا وحليفها بعيدا عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 بكافة بنودة أولا قبل الذهاب للحوار أحال رسالة كي مون لنائبه خالد بحاح الذي يبدو أقل تشددا ويميل للذهاب للحوار مع الحوثيين وصالح الذين يفضلون التعامل معه على التعامل مع هادي.
حماس بحاح للحوار ينطلق من عدة أسباب أبرزها إعلان الحوثيين موافقتهم على عودة الحكومة الى صنعاء برئاسة بحاح ورغم اعتراضهم على عودة هادي يعتبر بحاح ان من شأن ذلك إزاحة هادي من طريقه، يستند بحاح في طموحه لدعم خفي من الولايات المتحدة الأمريكية فيما يبدو الراغبة لإنهاء الأزمة اليمنية بشكل يخالف رؤية دول التحالف والسعودية الرافضة لاستمرار بقاء صالح والحوثيين في الواجهه بهذه الطريقة.
ليست هذه المرة الأولى التي تحدد فيها الأمم المتحدة موعدا لإجراء مباحثات بين الأطراف اليمنية دون العودة إليها أو أخذ موافقتها المسبقة وهو لن يعني في أفضل الحالات تكرار ماحدث خلال لقاء جنيف الذي انتهى دون أن تلتقي الأطراف التي ذهبت إلى هناك.
لاجديد في رسالة بان كي مون خاصة وأنها مبنية على موافقة مليشيا الحوثي وصالح على إجراء مباحثات وفق النقاط السبع التي اتفقت عليها مع المبعوث الاممي ولد الشيخ في مسقط الشهر الماضي.
الأمم المتحدة ودول التحالف والحكومة اليمنية تؤكد في كل تصريحاتها أن اي مشاورات لحل الأزمة لن تكون الابناء على ثلاثة مرتكزات هي المبادرة الخلیجیة، وقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر الحوار الوطنی.
تتسارع المتغيرات الإقليمية والمحلية وموقف الأطراف اليمنية من الأزمة ثابت وبلا مرونة وبين تلك الأطراف يبدو ان الأمم المتحدة ومبعوثها فقدوا البوصلة والقدرة على إيجاد حلول خلاقة.
وخلف كل ذلك تتعقد كل يوم أكثر الأمور في الميدان الذي يظهر فيه لاعبون جدد ويتناقص حضور وفرص إمكانية التوصل لاتفاق سلام، كما لم يتمكن أي طرف من حسم الأمور على الأرض، وتظل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات فالسلام يحتاج لشجاعة أكثر من الحرب