[ الجزيرة أكدن أن الخطوات التي باشرتها تهدف الى الترشيد المالي ]
نفى مصدر مقرب من شبكة «الجزيرة» ومتابع للقرارات الأخيرة، التي اتخذتها الإدارة، المعلومات المتداولة حاليا حول مستقبل القنوات التي شكلت حالة خاصة في المشهد الإعلامي العربي.
وشدد المصدر في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أن ما يدور في الاعلام مجرد معلومات وأنباء متضاربة تستند أساسا إلى تكهنات متخبطة. وشدد على أن بعض هذه المعلومات هي محاولات موجهة من قبل مصادر ـ لم يشأ الكشف عنها ـ اعتبر أنها تحاول جاهدة التأثير على الشبكة ومحاولة إبراز النية للتخلي عنها. وكشف المصدر في حديثه الخاص لـ «القدس العربي» أن الذي يحدث هو مراجعة شاملة ومعمقة للهيكل الإداري والتنظيمي لمختلف المؤسسات التابعة للشبكة، والتي كشفت خللا في أقسام عدة مع وجود تداخل بين إدارات عدة، أفرز فائضا في العمالة تسبب في ترهل جلي.
واعتبر أن شبكة «الجزيرة» إلى وقت سابق وفي عهود ماضية كانت في غمرة توسع سريع ولم يكن هناك مجال لتقييم وتقدير موضوعي لحجم الإحتياجات الحقيقية، وهو ما ساهم في تزايد أعداد الموظفين الذين وصل بعضهم في إدارة واحدة مثل العمليات والهندسة إلى نحو 1250 موظفا، نسبة منهم في تداخل بين مختلف القنوات التابعة للشبكة.
واسـتطرد أن هذه العـمليات نجـدها مـوزعة على القنوات العربية والانكليزية والوثائقية، وأضيف لها مؤخـرا «الجـزيرة للأطفـال» بطواقمها العامة، وهو ما ساهم في وجود تخبط بين مختلف هذه الأقسام التابعة للإدارة المركزية ذاته، التي يمكن إعادة ضبط عملها بشكل عقلاني يقلص من التضخم لتكون أكثر نجاعة.
وفي ذات السياق شدد المسؤول على أن «الجزيرة» ماضية في الوقت الحالي في مسار لتجديد شبكاتها والإعتماد على التكنولوجيا في إدارة بثها وبأعلى جودة باستفادتها من منصات رقمية حديثة تقلل من تدخل العنصر البشري في إدارتها ومتابعتها وتعتمد أساسا على برمجة متطورة.
واعتبر أن القائمين على مشروع إعادة تطوير شبكة «الجزيرة» وتأهيلها ومحاربة الترهل الإداري (بعض الأقسام تم تحديد عشرات الوظائف الثانوية غير المجدية وليست إنتاجية وسجلت تضخما لافتا) فضلوا العمل في صمت ومن دون ضجيج حتى استكمال آخر مراحل الترشيد للنفقات وتقليص البنود الفرعية من الميزانية.
ولجأت – في رأيه – جهات إلى تأويل الأمر، وحاولت أطراف الإعلان عن تخلي قطر عن المشروع لصالح مشاريع أخرى، وهو أمر اعتبر غير دقيق وغير صحيح.
وشدد مسؤول في الشبكة تواصلت معه «القدس العربي» على أن قناة (الرأي والرأي الآخر) ومشاريعها لن تسجل أي تراجع أو تقليص في أدائها وستظل مثلما كانت وستشهد برأيه انطلاقة قوية بوهجِ أكبر مع احترافية أعلى في التسيير. واعتبر أن التوجيهات التي أخطر بها المدراء تؤكد بشكل دقيق (لا تقليص لأي وظائف تتعلق بالشاشة أو بالأقسام التحريرية وما يدخل في إطـارها) والأمـر واضـح وجـلي هو إنهـاء تعـاقدات لحـالات مـحددة فائضـة أو غيـر منتـجة أو لـم تعـد متـأقـلمة مع التـطور الـجديد.
وشددت مصادر «القدس العربي» على أن الخطوات التي باشرتها إدارة شبكة «الجزيرة» تنبع من باب (الترشيد المالي) والتقليل من الإنفاق الزائد أو البذخ غير المبرر أو الفائض وتوجيه الميزانية بشكل دقيق نحو أوجه صرف حقيقية.
وكانت «الجزيرة» استعانت بخبرات مؤسسات دولية على غرار «بوستون كونسلتينغ غروب»، التي قامت بإعادة هيكلة شاملة لمختلف إدارات وأقسام ومؤسسات الشبكة، التي توظف نحو 4650 موظفا في مختلف مكاتبها ومقراتها المنتشرة عبر دول العالم.