[ طالب حلف حضرموت السلطات بفرض الأمن ]
شهدت عدد من مديريات وادي حضرموت خلال الشهرين الماضيين أحداثا أمنية متعددة، تمثلت في اغتيالات لمواطنين وجنود، فضلا عن حالات السطو المسلح على محلات الصرافة ونهبها من وقت لآخر.
ذلك الوضع دفع أبناء وادي حضرموت إلى عقد لقاء موسع أمس السبت لمناقشة الانفلات الأمني وتزايد الأحداث الأمنية، وذلك بعد أيام من إعلان المنطقة العسكرية الأولى -التي تتخذ من مدينة سيئون مقرا لها- القبض على خلية إرهابية بمدينة تريم شرق وادي حضرموت.
لقاء شعبي موسع
جاء انعقاد اللقاء تحت إشراف حلف حضرموت وهو حلف يضم كبرى قبائل المحافظة، والذي ناشد التحالف العربي سرعة حل مشكلة الانفلات الأمني بمناطق وادي حضرموت، محملا الحكومة الشرعية والسلطة المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الأولى والأمن العام مسؤولية الاختلالات الأمنية.
وهدد الحلف -في بيان صدر عن اللقاء الموسع الذي عقد بمنطقة تاربة بمديرية سيئون- بأنه سيظل متمسكا بموقفه حتى تحقيق مطالبه على الواقع وفي حالة المماطلة والتسويف فكل الخيارات والسبل مفتوحة لتحقيقها.
اقرأ أيضا: انفلات أمني في مدن وادي حضرموت لا يخلو من توظيف سياسي
ودعا الحلف قبائل وأبناء حضرموت إلى التعاون مع الجهات الأمنية وعدم التستر على مرتكبي الجرائم أو إيوائهم.
وطالب البيان الختامي الصادر عن اللقاء بتجهيز وتسليح أفراد قوة الأمن العام الذين تم تدريبهم من أبناء حضرموت لأمن الوادي والصحراء بكافة متطلباتهم فورا، بالإضافة إلى استكمال تجنيد وتدريب الأعداد المقررة لتعزيز القوة الأمنية الحالية في الوادي.
دفعة عسكرية في خانة الانتظار
وتخرجت في أبريل/نيسان الماضي قوة تضم 475 فردا من الأمن العام في وادي وصحراء حضرموت لإسناد مهام الأمن هناك.
وقال قائد عسكري أشرف على تدريب تلك القوات الأمنية لـ"الموقع بوست" إن تلك القوات لم تتمكن من مباشرة مهامها ميدانيا لعدم اعتماد مرتبات للأفراد من قبل الحكومة اليمنية.
وبحسب قائد الدورة فان القوة التي تضم ثلاثة من حاملي درجة الماجستير، و26 من حملة شهادة البكالوريوس، و20 يحملون الدبلومات المتفرقة، إضافة لـ88 فردا يحملون شهاد الثانوية العامة، خضعت لدروس نظرية وعملية عبر تمارين رياضية وقتالية.
وكان نشطاء تحدثوا نهاية أغسطس/آب الماضي عن وجود دفعة عسكرية في قيادة المنطقة العسكرية الأولى بسيئون سيتم تدريبها بإشراف مباشر من المملكة العربية السعودية، وتتكون من ألف شاب من أبناء وادي حضرموت ينتمون لجميع القبائل والشرائح، وسيتلقون تدريبات عسكرية خاصة على يد 20 من المدربين العسكريين السعوديين المتواجدين بسيئون.
قوة خاصة لحماية الشركات النفطية
وشهد معسكر المسيلة بحضرموت خلال أغسطس/آب المنصرم تخرج الدفعة الأولى للمستجدين من قوة حماية الشركات وعددهم 500 جندي.
وأوضح قائد قوة حماية الشركات العميد أحمد عمر المعاري في كلمة له بهذه المناسبة أن حاجة حضرموت الماسة لهذه القوة عمل على اختصار الدورة، ونقل أحد سرايا هذه الدفعة إلى الجهة الغربية من حضرموت، مؤكدا أن قوة حماية الشركات سوف تدافع عن أمن واستقرار حضرموت وليس فقط عن الشركات.
ودعا العميد المعاري الجنود والضباط والمدربين إلى الحفاظ على هذه القوة، وقال "من أراد أن يخدم بلاده فلتكن يده بيضاء، ويعني هذا أن نمحي 30 عاما من التصرفات السابقة ونخط طريقا جديدا لحضرموت في بناء قوة مسلحة للحفاظ على ممتلكات المحافظة ومقدراتها".
وكشف عن دورات تخصصية قادمة في كل مواقع قوة حماية الشركات مع تزويد الجنود بالأسلحة المتنوعة لحماية المنشآت.
وتعد محافظة حضرموت، أكبر محافظات اليمن مساحة، إذ تمثل ثلث مساحة البلاد، وتنقسم إدارياً وعسكرياً إلى منطقتين هما مدن ساحل حضرموت وتنتشر بها قوات المنطقة العسكرية الثانية وتشهد هدوء في الحوادث الامنية.
أما المنطقة الثانية فهي مدن وادي وصحراء حضرموت وتوجد فيها قوات المنطقة العسكرية الأولى وتزايدت مؤخرا بها حوادث الاغتيالات والاختطاف والسطو.