[ ضابط إماراتي قال إن جنود بلاده في اليمن 4000 ]
كتب محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة الإتحاد الإماراتية مقالا تحت عنوان لماذا ذهبنا الى اليمن جاء فيه:
الإجابة ببساطة ومن دون كثير من التحليل والتفسير والتعقيد، ذهبت دولة الإمارات وشاركت ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى اليمن، حتى لا تأتيها المشكلات المتراكمة في اليمن، وحتى لا تخرج وتنتشر المجموعات الإرهابية «الحوثية» منها و«الداعشية» و«القاعدية» في المنطقة، ذهبت الإمارات إلى اليمن لتحمي الشعب اليمني وتعيد الشرعية، ولتحمي أيضا أمنها الوطني، هكذا ببساطة ذهب جنودنا الأبطال إلى الجبهات في اليمن، لأننا أدركنا حجم المخطط وخطورته، المخطط الذي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار اليمن، ومن ثم زعزعة أمن واستقرار المنطقة ودولها.
وقد كانت نقطة البداية لحماية أمن أوطاننا، وأمن المنطقة، بحماية اليمن واستعادة الشرعية فيه، وإعادة الأمن والاستقرار إليه، ومن ثم نكون قد حافظنا على حجر الأساس لحماية دول المنطقة.
من المهم أن ندرك أن مفهوم الأمن الوطني أو الأمن القومي للدول أصبح مختلفاً في الألفية الجديدة التي نعيش فيها، فلم تعد الدولة الحديثة تنتظر العدو حتى يصل إليها فتحاربه على حدودها، فالدول التي تمتلك المعلومات والاستخبارات القوية، والدول التي تمتلك قرارها، تستطيع أن تستشعر مكان الخطر وتوقيته، وبالتالي تتحرك مبكراً لمواجهته في مكانه، وهذا ما لا يستطيع أن يستوعبه البعض ممن يرون في دور التحالف العربي تدخلاً في الشأن اليمني أو على الأقل يتساءلون مستنكرين هذا العمل ضد فئة ارتكبت الفظائع في اليمن.
الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد عندما شعرت بأن أمنها القومي مهدد، عبرت بقواتها وجيوشها البحار والمحيطات من أجل الوصول إلى أفغانستان والعراق بحجة حماية أمنها القومي، لم تنتظر أن يصل إليها العدو مرة أخرى داخل أراضيها لتحاربه، بل ذهبت إليه لتحاصره في أرض المعركة، وهي بذلك تحمي أراضيها، وتحمي مواطنيها من الأخطار المُحتملة، وإذا كانت أميركا بناء على افتراضات قامت بكل ذلك، فما بالنا بدول المنطقة التي رأت العدو يعبث بها الواحدة تلو الأخرى، ووصلت الوقاحة والصفاقة بمسؤوليه أن أصبحوا يتكلمون على الملأ وبكل ثقة عن احتلالهم أربع عواصم عربية، وأنهم سيكملون على بقية العواصم التي اعتقدوا أنها لن تكون صعبة عليهم.
«عاصفة الحزم» جاءت لتحطم تلك الأحلام على هدير طائرات التحالف العربي، لكن الخطر لا يزال قائماً، وأوطاننا يجب أن تبقى على أهبة الاستعداد. لذلك جنودنا هناك، ولذلك جنودنا يضحون بأرواحهم فداء للوطن ونصرة للمظلوم، ولذلك وقف شعب الإمارات وقيادتها صفاً واحداً عندما فقدنا جنودنا البواسل غدراً في مأرب في بداية الشهر، ولذلك صبرنا وتحملنا الألم وتجاوزناه وحوّلناه إلى قصة عزّ وفخر وكرامة... لكل ذلك ندرك كشعب وكأهل للشهداء وكقيادة أن جنودنا يعرفون تماماً لماذا هم هناك، ويعرفون أن وجودهم على تلك الثغور في ظروف الحرب إنما هو من أجل أن تعيش بقية الشعب في سلام، أن نعيش أنا وأنت والآخرون في أمان لا نشعر بخطر. بعد كل هذا، لا نملك إلا أن نقول للذين لا يزالون لا يعرفون لماذا ذهبنا إلى اليمن: «هذه مشكلتكم»، فالأهم عندنا أن جنودنا الأبطال والبواسل يعرفون لماذا هم هناك.