[ ما الخيار الذي سيسبق العسكري أم اليساسي ]
هل بات اليمن اليوم أقرب إلى خيار الحسم العسكري لإجبار الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 دون قيد أو شرط ..؟
تساؤل يفرض نفسه بعدما أعلنت الرئاسة اليمنية رفضها المشاركة في أي لقاء مع ممثلي الحوثي وصالح قبل الالتزام بتطبيق القرار الدولي.
تلى هذا الإعلان تطور مهم، حيث شاركت قوات برية تابعة للتحالف العربي لأول مرة في عملية عسكرية في محافظة مأرب إلى جانب المقاومة الشعبية اليمنية والجيش الوطني، وتهدف هذه العملية إلى قطع طرق إمدادات الحوثيين وتضييق الخناق عليهم في صنعاء.
ويلزم قرار مجلس الأمن 2216 الحوثيين بالانسحاب من المدن اليمنية التي سيطروا عليها.
وناقشت حلقة 13/9/2015 من "حديث الثورة" قرار الحكومة اليمنية عدم المشاركة في أي مفاوضات مع الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي قبل تنفيذ قرار 2216 وخيارات اليمن بين التفاوض والحسم العسكري، ومواقف كافة الأطراف في ظل التطورات الأخيرة.
دوافع القرار
ومن وجهة نظر رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبد السلام محمد فإنه يجب الفصل بين المسار السياسي والعسكري في ما يجري في اليمن. مشيرا إلى أن قرار الحكومة بقبول التفاوض في البداية كان نتيجة ضغط دولي ودليل كذلك على حسن نواياها.
أما أستاذ العلوم السياسية إبراهيم النحاس فيرى أن الحكومة قد تكون اتخذت هذا القرار بشكل مستقل دون استشارة التحالف العربي.
لكنه يعتقد أن تبرير الحكومة هو محاولة لتمرير بنود معينة للحوثيين بطريقة كانت متعمدة لشراء الوقت, واصفا ذلك بالاحترافية السياسية.
في المقابل يرى الكاتب والباحث السياسي أحمد الزرقة أن قرار الحكومة بعدم الذهاب إلى المفاوضات كان استدراك للقرار الذي أعلن الجمعة الماضية بالذهاب إلى المفاوضات باعتباره كان خطأ دبلوماسيا وسياسيا فاضحا.
ولفت إلى أنه لا يجب الفصل بين موقف الحكومة اليمنية والتحالف العربي ملمحا إلى إمكانية وجود قصور في التواصل والتنسيق بينهما وفي آلية اتخاذ القرار.
حسم عسكري
من جانب آخر أعرب النحاس عن اعتقاده بأن الأمور تتجه نحو الاستمرار في الحسم العسكري من قبل قوات التحالف بسبب مناورات الحوثيين واستمراراهم في قصف المدن
.
وقال إن قرار الحسم متعلق بقوات التحالف وعلى رأسها السعودية التي تريد إعادة اليمن إلى وضعه السابق كبلد خالي من أي نفوذ خارجي.
كما يرى أن جماعة الحوثي لا تملك استقلاليتها وهي تعمل بإملاءات من طهران.
بدوره يعتقد الزرقة أنه لا يمكن التفاوض مع الحوثيين في ظل استمرار قصفهم المدن وعدم اعترافهم بشرعية الحكومة مشيرا إلى أنهم أمام منطق ثأري من صالح والحوثيين.
وأضاف أن الإيرانيين لديهم نوايا لإطالة أمد الحرب ويستخدمون في ذلك العديد من اللوبيات على الصعيد الدولي لمحاولة إيجاد حل تفاوضي مع الحوثيين.
وقال إنه يجب أن يكون هناك مسار سياسي واضح ومن قبل الأمم المتحدة وضغط دولي على الحوثيين.
لكنه يعتبر أن الحوثيين هم جزء من النسيج الاجتماعي ولكن عليهم التخلي عن السلاح والعودة الى الساحة السياسية كحركة سياسية.
أما عبد السلام محمد فيتصور أن الحوثيين يريدون حسم الامور على الأرض وليس سياسيا.
وقال إن نوع الحسم يتوقف على موقف جماعة الحوثي وإذا ما كانت ستدخل المشاركة السياسية كحركة سياسية أم كميليشا مسلحة.
لكنه يعتقد أن الحوثيين يريدون مواصلة العمل دون التحلي عن سلاحهم على شاكلة حزب الله. وهذا يعني انهم يريدون ابتلاع الدولة.
وتوقع أن يدخل اليمن في حالة فوضى كبيرة في حال طال أمد الحرب معتبرا أن ذلك ما هو تريده إيران.