قبل يومين نشرت صحيفة عكاظ السعودية خبرا بعنوان "1000 جمعية تمول إرهاب الإخوان"، نقلت فيه تصريحا لعضو فى لجنة حصر وإدارة أموال الإخوان ذكر فيه إن اللجنة أصدرت قرارات بالتحفظ على أموال وعقارات وشركات ١٣٤٥ قياديا في الجماعة ، و١٠٣ مدارس أسندت إدارتها إلى وزارة التربية والتعليم.
وجاء في الخبر ان تحريات أجهزة الأمن كشفت أن هذه الجمعيات تتخذ كستار لأعمال غير مشروعة لتمويل العمليات الإرهابية وإيواء الهاربين من أعضاء الاخوان.

الخبر كتبه مراسل الصحيفة بالقاهرة، لكنه لم يشير الى مصدر مكان الخبر، هل هو في الرياض؟ ام في القاهرة؟ أم بأي دولة؟ ولذلك افتقد لجزئية اساسية من اساسيات الخبر الصحفي، وهو مكان الخبر، ولم يفرق المحرر بين صحيفة محلية صادرة في بلد معين، وبين صحيفة دولية لها جمهور مغاير للصحيفة المحلية.
وبسرعة الريح انتقل الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام بمضمون مختلف، يؤكد بأن السعودية قامت بمصادرة اموال وعقارات لجماعة الاخوان المسلمين داخل اراضيها، وتورطت بذلك صحف دولية شهيرة ابرزها صحيفة الاتحاد الاماراتية، وموقع سكاي نيوز، بل ان جريدة الوفد المصرية صدقت الخبر بأنه داخل السعودية، ونشرته وفقاً لذلك.

الجميع وقع في فخ التضليل، ولم يكلف احدا منهم نفسه بإعادة قراءة الخبر، وفهم محتواه، ولم يضعوا اعتبارا لمدلول الخبر وواقعيته بالنسبة للمملكة التي لا يوجد فيها تيار سياسي للاخوان المسلمين، ولا توجد فيها لجنة لحصر وادارة اموال الاخوان، و الخبر برمته يتعلق بوضع جماعة الاخوان المسلمين في مصر، ولا علاقة للسعودية به من قريب ولا بعيد، سوا ان احدى صحفها نشرت الخبر نقلا عن مراسلها بالقاهرة.

خطأ عكاظ ومراسلها انهم لم يحددوا مكان الخبر، لكن من نقلوا عن الصحيفة حملوا الخبر اكثر مما يحتمل، وفسروه وفقاً لما يشتهون، وعن طريق النسخ واللصق انتشر الخبر بسرعة الريح، لكنها فرحة لم تتم.
لذلك ننصح محرري الاخبار في وسائل الاعلام بأن يعودوا للمصدر الاصل عند عملية نقل الاخبار ولا يكتفوا بالنسخ واللصق، وان يضعوا في اعتبارهم ميزة العقل في عملية التحرير.

- صور :