أجمع مختصون سعوديون في الدراسات الأمنية ومكافحة الإرهاب أن النجاح المشهود الذي حققته دولة الإمارات بعملية تحرير الرهينة البريطاني يؤكد القدرة الاستخباراتية الكبيرة التي مكنت القوة الإماراتية من تحرير الرهينة من براثن تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، الذي اختطفه في فبراير من العام 2014، مؤكدين أن العملية الأمنية التي نفذت بكفاءة عالية أثبتت الكفاءة الأمنية والعسكرية الفائقة للقوات الإماراتية التي تشارك ضمن التحالف العربي في عملية عاصفة الحزم في اليمن.
وأكدوا في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن عملية تحرير الرهينة البريطاني جاء في إطار انخراط الإمارات في الجهود الإقليمية والدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب انطلاقاً من نظرتها بضرورة أن تكون محاربة الإرهاب مسؤولية دولية تضامنية.
وشدد المستشار المتخصص في الدراسات الأمنية د. مسفر بن عبد الرحمن الشمري على أن العملية النوعية التي نفذتها القوات الإماراتية في اليمن التي تمكنت من خلالها من تحرير الرهينة البريطاني سيكون لها اثر كبير على مسار الحرب.
وأضاف الشمري بأن دولة الإمارات العربية، واحدة من اكثر الدول التي تتبع سياسات استباقية في مكافحة الإرهاب إقليمياً ودولياً، مشيراً إلى أن ذلك ما تؤكده مشاركاتها في التحالفات الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب بالتوازي مع سياسة داخلية لتعزيز الأمن الوطني ووجودها على خط المواجهة المباشر ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وقال إن الإمارات ومنذ انطلاق عمليات «عاصفة الحزم» في 26 مارس الماضي باليمن أعلنت مشاركتها بـ30 مقاتلة كثاني أكبر قوة جوية في التحالف الذي تقوده السعودية، مشيراً إلى أن ذلك تأكيد قوي على الدور القيادي للإمارات في مكافحة الإرهاب في المنطقة، حيث يعتبر احتلال المدن اليمنية من قبل الحوثيين وقوات المتمرد صالح احد ابشع أنواع الممارسات الإرهابية.
نجاح ورؤية
ومن جهته، قال الباحث في العلوم الأمنية ومكافحة الإرهاب د. سعود القحطاني إن نجاح القوات الإماراتية في تحرير الرهينة البريطاني روبرت دوغلاس ستيورات سيمبل في عملية عسكرية استخباراتية بالغة الدقة ونقله إلى مكان آمن في عدن ثم نقله بطائرة عسكرية خاصة إلى أبوظبي «يعد نجاحاً امنياً يضاف الى سلسلة النجاحات المتتالية لقوات الأمن الإماراتية التي ظلت تبهر العالم».
وأضاف القحطاني ان نجاح القوات الإماراتية في إطلاق سراح الرهينة البريطاني «يشير الى دخول منظومة الأمن الإماراتي بشقيه الاستخباراتي والعسكري منعطفاً جديداً تطلب رؤية مختلفة عن المسار الأمني المعتاد خاصة في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة».
أمن ومكانة
أما المحلل السياسي فارس الشعلان، فأكد ان «العمل البطولي بتحرير الرهينة البريطاني رسالة خير من أبناء الإمارات إلى العالم، وانه أكبر دليل على اصطفاف الدولة مع كل الدول التي تسعى لتعزيز الأمن والسلم الدوليين وصون كرامة الإنسان أينما كان». وأشار إلى أن مشاركة القوات المسلحة الإماراتية في مهام خارجية خليجياً وعربياً ودولياً «كان ولا يزال يمثل دوراً مهماً في تعزيز مكانة الإمارات عالمياً، وبات ينظر إليها على أنها طرف فاعل في تعزيز السلام والاستقرار العالميين».