ستكون إيران واحدة من أهم التحديات السياسية الخارجية التي ستواجه الرئيس القادم للولايات المتحدة، يُعرف النظام الإيراني بتحريضه على الإرهاب والفتنة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا.
اكتسبت إيران سمعة سيئة من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وهي المسؤولة عن دعم بشار الأسد في قتلة لأكثر من نصف مليون سوري ، وسجلها الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان ضد مواطنيها وخاصة النساء والشباب ،والذي جعل منها التهديد الوحيد للاستقرار الإقليمي والعالمي.
لقد ثبت مراراً وتكراراً أن غض الطرف عن مغامرة النظام الإيراني الخبيثة أو تعزيز الأوهام في إمكانية أن تكون إيران حليفاً في قتال تنظيم الدولة الإسلامية لن يجدي نفعاً لمنع أو تقليص هذا الخطر القائم.
في الواقع لقد فشلت سياسة الاسترضاء وتنازلات الحكومة الحالية ليس فقط في كبح جماح تصدير الإرهاب الإيراني ولكن شجعته على تهديد الأمن العالمي من خلال تصنيع الصورايخ الباليستية وطائرات بدون طيار والاستمرار في دعم وكلائها المتطرفين في المنطقة بمساعدة أموال الفدية التي تتلقاها إيران من الغرب.
في الوقت الذي كان الرئيس الإيراني في نيويورك لإلقاء كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كشفت تفاصيل عن صفقة أمريكية إيرانية ستمنح طهران 1.7 مليار دولار مقابل الإفراج عن أربعة مدنيين أمريكيين ورفع العقوبات عن المؤسسات المالية الرئيسية التي تمول البرنامج النووي الإيراني. وقد أصر النظام الإيراني باستمرار عن حاجته لتخفيف العقوبات ضده لإنعاش اقتصاده المفلس،
لكن أثبت الوقت أن الشعب الإيراني يحتاج كل شيء غير أنه غائب عن جدول أعمال رجال الحكم في البلاد. وحقيقة الأمر هي أن إيران تنفق الأموال التي تم الإفراج عنها بعد الاتفاق النووي لتغذية أنشطتها الإرهابية مثل دعمها لنظام بشار الأسد وحملتها ضد المعارضين والمنشقين في البلاد.
المسألة المثيرة للاهتمام هي تدهور حالة حقوق الإنسان في إيران منذ تولي روحاني منصبة.
أصبحت هذه المسألة تجلب القلق أوساط أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي ،والذي قدم أعضاء بارزون فيه مؤخراً قراراً يدين القتل الجماعي للسجناء السياسيين عام 1988 ويطالب بأخذ العدالة للضحايا. خلال هذه المجزرة البالغ عمرها 28 عاماً والتي تم فيها إعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي بفتوى من الخميني الذي كان المرشد الأعلى للنظام الإيراني آنذاك.
كان معظم الضحايا من أعضاء ومناصري منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي كانت جماعة معارضة للنظام الإيراني.
منظمة مجاهدي خلق هي اليوم جزء من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة "مريم رجوي" التي أصبحت الصوت الرئيسي لتغيير النظام في إيران.
أدت بشاعة المذبحة عام 1988 إلى استنكار نائب الخميني " آية الله حسين منتظري" بنفسه المجزرة واصفاً إياها بأكبر وأبشع جريمة ارتكبت إبان الجمهورية الإيرانية وأن التاريخ سيدينهم عليها. تم تنسيق هذه المجزرة من قِبل مجموعة من رجال الدين الذين يعرفون الآن باسم "لجنة الموت".
ما هو جدير بالملاحظة هو أن هؤلاء الأشخاص أنفسهم يحتلون الآن مناصب رئيسية في جميع أنحاء إيران مثل "مصطفى بور محمدي" الذي يشغل الآن منصب وزير العدل في حكومة روحاني" المعتدل" التي نصبت نفسها بنفسها.
لكن للأسف، لأسباب سياسية واقتصادية ولاسترضاء النظام الإيراني، ظلت هذه جزء من السياسة الخارجية للولايات المتحدة حتى الوقت الراهن ، والذي أدى إلى مزيد من تقويض الإنسانية في إيران وعدم الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط.
أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية فإنه يتوجب علية تصحيح الأخطاء وتوجيه السياسة الخارجية لغرض استعادة السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ،وأن يضع حداً لأكثر من عقدين من الاسترضاء تجاه النظام الإيراني وتحميل المسؤولين الإيرانيين مسؤولية جرائم الحرب التي لا تعد ولا تحصى التي ارتكبت في إيران وجميع أنحاء العالم.
*موقع نيوزماكس الأمريكي