أعلنت أكاديمية فنون وعلوم السينما في الولايات المتحدة الأميركية، وهي الجهة المنظمة والمانحة لجوائز الأوسكار السينمائية الرفيعة، عن قبول ترشح فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة" الذي تقدمت به اليمن لتمثيلها في المسابقة العريقة لأول مرة في تاريخها.
وذكر موقع الأكاديمية الرسمي أن الفيلم مرشح لنيل الجائزة عن فئة أفضل فيلم أجنبي، في المسابقة التي ستقام للمرة الـ89، عام 2017.
ونوّهت بأنها المرة الأولى في تاريخ اليمن، إلى جانب 85 فيلماً أجنبياً، منها أفلام عربية، نذكر منها "اشتباك" من مصر للمخرج محمد دياب، و" 3000 ليلة" من الأردن من إخراج الفلسطينية مي المصري، و"بركة يقابل بركة" من السعودية من إخراج محمود صباغ، بالإضافة إلى أفلام من العراق والمغرب وفلسطين والجزائر.
الفيلم اليمني من إخراج خديجة السلامي، يحكي قصة واقعية لفتاة يمنية تبلغ من العمر عشرة أعوام تزوجها عائلتها لرجل يبلغ الثلاثين من العمر، لعدم قدرة أسرتها على الإنفاق عليها في ظل واقع فقير مرير تعيشه العائلة يجسد حالات آلاف الأسر اليمنية في بلد طحنته الحروب.
تتمرد الطفلة على واقعها وتلجأ إلى قاضٍ شاب مستنير تطلب منه مساعدتها على طلب الطلاق، لكن المحامي مثلها مكبل بقانون لا يجرم زواج القاصر.
من المشاهد الأولية للفيلم الدعائي للعمل، يقع المشاهد في حيرة أوصلته إليها المخرجة بذكاء، فلا بد أن تتعاطف مع نجوم الضحية، ولكن أهلها أيضاً ضحية الفقر، وزوجها يقول إنه لم يرتكب جريمة فهو قد تزوجها بموافقة أهلها على سنة الله ورسوله، صغيرة أم كبيرة هذا هو العرف!
قصة حقيقية
القضية التي بنيت عليها القصة نالت شهرة عالمية، بعد أن نجحت بطلتها الحقيقية اليمنية نجود علي عام 2007 بالحصول على حكم قضائي بالطلاق وصف بـ " التاريخي" في المجتمع القبلي الذكوري وتقاليده الصارمة، بمساعدة مواطنتها المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان.
ووصفتها هيلاري كلينتون والتي كانت تشغل منصب سيناتور حين التقتها عام 2011 في صنعاء، خلال مؤتمر لحقوق المرأة مع محاميتها بـ " البطلة".
الكتاب الذي ألفته نجود عام 2009 تمّ بمعاونة الصحافية الفرنسية دلفين مينوي، يحكي سيرتها الذاتية كأصغر طفلة مطلقة في العالم.
وترجم الكتاب إلى أكثر من 16 لغة ووزع في 35 بلداً، وتكفلت دار النشر بتكاليف دراسة نجود وتوفير منزل لها ولأسرتها من مبيعاته.
إلا أنها لم تكمل دراستها رغم كل هذا، بل وطردها والدها من البيت ليتزوج عدة مرات بعد ان استحوذ على المصروف الشهري الذي كانت ترسله دار النشر لها وهو ألف دولار شهرياً.
كما ذكرت نجود أن والدها مازال مصّراً على قبول زواج القصّر، حيث أنه يريد تزويج أختها التي تصغرها إلي شخص أكبر منها بعقود!
وفي عودة إلى الفيلم فقد سبق له المشاركة في مهرجانات عربية ودولية كثيرة، وفاز بجائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2014.
ومن المنتظر إعلان قوائم مختصرة لجوائز المهرجان في 17 يناير/كانون الثاني 2017 ثم قائمة نهائية تضم خمسة أفلام عن كل فئة في 24 من الشهر نفسه.
أما حفل إعلان وتوزيع جوائز الأوسكار لعام 2017 فسيقام على مسرح دولبي في لوس أنجلوس يوم الأحد 26 فبراير/شباط.