[ هائل سلام ]
انتقد المحامي والمستشار القانوني اليمني، هائل سلام، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري الأخيرة، التي قال فيها إن الحوثيين أقلية في اليمن.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد وصف جماعة الحوثي، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السعودي عادل الجبير، قبل يومين في مدينة جدة، بـ"الأقلية" في اليمن.
وقال "سلام" في منشور على صفحته في موقع "فيسبوك"، رصده (الموقع بوست)، إن تصريح كيري يشير إلى فشل دبلوماسي، حقوقي، وقانوني ذريع للحكومة الشرعية، من جهة، وإلى حاجة المجتمع اليمني إلى الانتظام على أسس "وطنية دستورية" تحقق اندماج اجتماعي يعترف بالهويات الخاصة، ويتجاوزها إلى هوية وطنية جامعة في آن، كحل وحيد، وأوحد، لضمان الاستقرار والتقدم والنهوض، من جهة أخرى، حسب قوله.
وأضاف: "أبتهج الكثيرون، في اليمن والخليج، بمظنة أن هذه شهادة حق من قبل وزير خارجية الدولة الأكبر والأقوى عالميا، ومن شأنها إعادة الأمور الى نصابها، وأبتئس الحوثيون ربما، لنفس الأسباب".
وتابع، المحامي والمستشار القانوني، هائل سلام: "لا يدرك هؤلاء أن "كيري" حينما يقول ذلك إنما يؤسس، وعلى الأحرى يبرر، لتدخل أمريكي قوي، ومباشر، في الأزمة اليمنية بذريعة الوفاء بالالتزامات الدولية بشأن حماية الأقليات".
وأشار إلى أن احترام حقوق الأقليات كالتزام في القانون الدولي، يتضمن أربعة مبادئ أساسية، منها "حماية وجود الأقليات، وحماية وتعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية للأقليات، وضمان فعالية عدم التمييز والمساواة تجاه الأقليات، وضمان مشاركة أفراد الأقليات في الحياة العامة".
ولفت إلى أن هذه مبادئ عادلة، ولا شك، وتمثل التزام إنساني وأخلاقي رفيع تجاه كل الأقليات المهمشة والمضطهدة، أينما وجدت، في العالم.
وأوضح "سلام" أنه كثيرا ما تكون الأقليات ذرائع مناسبة لتدخلات القوى الكبرى، خدمة لمصالحها هي في الأساس، وليس لحماية حقوق الأقليات، المتذرع بها نفسها، إلا بالتبعية، وعلى حساب الأكثريات بالطبع، على حد قوله.
وأضاف: "إن ذريعة حماية الأقليات تعد إحدى ركائز الأيديولوجيا القانونية المسيطرة في العلاقات الدولية، فإذا كان الحديث عن الأقليات، مفهوما، ومبررا للتدخل، في حالات الأقليات المضطهدة، التي تعاني التمييز والتهميش والتطنيش"، مشيرا إلى أن الحديث عن الأقليات النزاعة للسيطرة والهيمنة والتحكم بأي دعاوى كانت، يغدو أمرا مثيرا للغرابة والعجب.
ولفت إلى أن تدخل القوى المهيمنة، وعلى رأسها أمريكا، لحماية الهويات "الأقلية" الخاصة في كثير من البلدان، لا يؤدي إلا إلى اصطراع " الهويات " في البلدان المُتدخل فيها، وإلى ضمان ديمومة هذا الصراح في جل - إلم يكن في كل حالات التدخل.