بقوالب طائفية قدمت إيران ما حدث في "قرية الصراري" جنوبي محافظة تعز، وسط اليمن، وبنشوة المذبوح على عقيدة "المظلومية" قدمت وسائل الإعلام الفارسية ما يحدث في اليمن.
لم تكن الإدانة التي قدمتها إيران واتهام الحكومة اليمنية بجرائم حرب و"إبادة جماعية" في حديث "بهرام قاسمي" المتحدث باسم الخارجية، إلا انعكاس لما صاغته الآلة الإعلامية للحرس الثوري والنظام الإيراني منذ ما قبل تحريرها من الحوثيين، في وقت حصارها.
بعد تحرير المقاومة لـ"الصراري" نشرت وسائل الإعلام الإيرانية أخباراً عن استهداف "السادة" و "آل البيت" و "الشيعة" في اليمن، "إبادة جماعية" و "تظهير عرقي للسادة الأشراف في اليمن"، "نساء النبي يتم سبيهن في اليمن"، "عاشوراء جديدة في اليمن" "بني أمية يعودون لذبح السادة الأشراف في اليمن". هذا جزء من توصيفات الإعلام الإيراني.
فصحيفة "كيهان" القريبة من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، نقلت عن أحد شيوخ الصوفية في "الصراري": "اليوم قُتل العشرات من السادة من ذرية أهل بيت النبي (ص) وأحرقت منازلهم وسُبيت نساؤهم وأطفالهم في تعز بقرية الصراري.. وفرح بذلك أناسٌ ينتمون إلى بني أمية كما فرح أسلافهم بقتل الامام الحسين (ع) وأصحابه وحرق خيامهم وسبي نساء أهل البيت في كربلاء.. هكذا يكرر التاريخ نفسه.. ويستمر الإنسان في السقوط برغم كل العظات.. ألا لعنة الله على الظالمين".
موقع "رجا نيوز" التابع للحرس الثوري قال: "قام مرتزقة آل سعود من التكفيريين بمجزرة وحشية بحق أهالي منطقة الصراري في تعز، الشيعية وما جاورها، راح ضحيتها (50) مدنياً حرقاً وذبحاً وقتلاً، بينهم أطفال ونساء ونبشهم لقبر أحد أعلام الصوفية الشيخ جمال الدين، وأحرقوا رفاته.. واختطفوا العشرات من الأهالي وسط الخشية على حياتهم من الإعدام".
وتحت عنوان " آل سعود يستهدفون السادة والشيعة في اليمن" كتب موقع "شهيد" التابع للحرس الثوري: "مرتزقة الوهابية قتلوا وأحرقوا البلدة كما حدث في "كربلاء" لأجدادهم أبناء النبي (ص)، حتى الأبقار والأغنام قطعوا رؤوسها".
وكالة أنباء التلفزيون الإيرانية كتبت في عنوان لتقرير تلفزيوني: "التكفيريون ذبحوا عشرات من السادات وذرية النبي (ص) في قرية الصراري باليمن": "جرى قُتل العشرات من السادة من ذرية أهل بيت النبي (ص) وأحرقت منازلهم وسُبيت نساؤهم وأطفالهم في تعز بقرية الصراري."
تلفزيون العالم الناطق بالفارسية نشر مقطع فيديو قال إنه لأهالي "الصراري" خرجوا بالأعلام السوداء والحمراء في "يوم عاشوراء" وأظهر الفيديو جزءً من "طقوس يوم عاشوراء عند الشيعة"، معلقاً أن "عاشوراء" جديدة تحدث في اليمن لإبادة آل البيت!.
كل تلك الأحداث والمواقف العجيبة لما حدث في "الصراري" عارية عن الصحة، زار حقوقيون وصحافيون القرية ولم يقتل رجل واحد يوم تحريرها من المسلحين الحوثيين، أحرق الحوثيون القادمون من خارج القرية، منازل قبل خروجهم أظهرها الإعلام أنها محرقة "وكربلاء" جديدة.
الإعلام الإيراني يواصل على ذات المنوال حديثه عن "المظلومية" كما ينشرها الحوثيون لتحقيق بقاء السلاح بأيديهم لما يعتقدون أنه حماية لأنفسهم من "الإبادة الجماعية" والتطهير العرقي!.