ظل الإماميون ينظرون إلى تاريخ اليمن وتراثه وفنونه بأنه تهديد للهوية الإمامية، وهذا ما دفعهم للهجوم على الموروث اليمني ومحاولة طمسه، هذه الحقيقة المرة التي سعى وثائقي من انتاج شبكة وتلفزيون يمن شباب يحمل أسم "تراثنا الملغوم"، إلى ازاحة الستار عنها، عبر تتبع حثيث لذلك الموروث السلالي الذي شمل كل مناحي الحياة.
شواهد كثيرة قدمها الفيلم عن محاولة الوافدين إلى اليمن خلال القرن الخامس والسادس للميلاد محو الهوية اليمنية وتجريفها.
ويمزج الفيلم بين السرد التاريخي لمراحل الطمس والتشويه التي تعرض لها الموروث اليمني، وبين استعراض لنماذج من ذلك الموروث بشقيه اليمني والسلالي.
وهذا هو ما يميز هذا الفيلم الذي يعد الاول من نوعه من حيث الفرز والتصنيف في محتوى وجذور هذا الموروث الذي بات أغلب اليمنيون ضحية لثقافته العنصرية والسلالية.
ويحاول الفيلم وهو من إعداد وإخراج الزميل عمر العمقي تقديم جزء من تلك التفاصيل المغيبة عن الذاكرة اليمنية الذي تعرض له تاريخ اليمن وموروثه وطقوسه وتقاليده.
وبحسب مخرج الفيلم الزميل عمر العمقي فلم يكن من السهل فتح هذا الملف الذي ينظر اليه اليمنيون كجزء من معتقداتهم وموروثهم الشعبي، خصوصا مع ذلك الكم الهائل من الكتب والمراجع التي قامت بتدوين هذا الموروث العنصري، دون أن تقوم تلك النخب اليمنية التي اسهمت وساهمت في توثيقه بفرزه أو مواجهته أو كشف مضمونه.
ويستعرض الفيلم على مدى ساعة تلفزيونية ذلك التشويه والتزوير الذي طال الازياء والحكايات والاساطير الشعبية والاهازيج والمغارد والامثال والفلكلور والاناشيد والاغاني بمختلف أنواعها، وكيف وقع الكثير من الفنانون والمثقفون ضحية لهذا التراث المزيف.
وتطرق الفيلم والذي ستعرضه القناة لمشاهديها في العاشرة من مساء الاربعاء القادم إلى نماذج مختلفة من تلك الطقوس والمناسبات التي يحتفي بها اليمنون في حياتهم على امتداد جغرافيا اليمن، وكانت السمه المشتركة هي تمجيد وتقديس هذا النسل والاحتفاء به وتنظيم المشاعر والطقوس لأجله.
ويتسأل الفيلم هل يخفق اليمني فعلا في التفريق بين تراث حضارته الخالدة وذاك الموروث السلالي.
ويتنقل الفيلم مع نخبة من الخبراء والمثقفين والمختصين بهذا المجال بانسياب وسلاسة بين محاوره وصولا للبحث عن موقع اليمن واليمنيين في الموروث السلالي والثقافة الإمامية.
يأتي هذا الفيلم بالتزامن مع احتفالات بلادنا بالذكرى التاسعة والخمسون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي سعت إلى القضاء على هذه الخرافة والموروث السلالي.