بدأ بث منصة "آبل تي في بلس" (+Apple TV) منذ نهايات عام 2019، وذلك عبر مسلسلين منتظرين بالفعل، هما "سي" (See) و"ذا مورنينغ شو" (The Morning Show)، الأول من بطولة جايسون موموا النجم الذي حقق نجاحا كبيرا عبر أفلام "دي سي" (DC) خاصة فيلمه "أكوامان" (Aquaman)، والمسلسل الثاني بعودة النجمة جينيفر أنيستون للمرة الأولى إلى الشاشة الصغيرة بعد انتهاء مسلسل "فريندز" (Friends) حيث اتجهت بعد ذلك إلى السينما.
كلا المسلسلين استقطبا قاعدة جماهيرية مختلفة، فالأول ينتمي إلى عالم المغامرات، بينما الثاني مسلسل اجتماعي نسوي، يتناول قضايا المرأة العاملة في الإعلام، وكلاهما حققا نجاحا كبيرا بالفعل، مما جعلهما معيارا للمقارنة بالنسبة لمسلسلات المنصة، التي ظهرت بعد ذلك، ولم يستطع أي منها التفوق عليهما بعد.
تجديد قبل العرض
قبل العرض الأول للموسم الثاني، طلبت خدمة "آبل تي في بلس" موسما ثالثا من المسلسل الدرامي "سي"، وتم الإعلان عن التجديد الأسبوع الماضي من خلال ظهور موموا في برنامج "ذا تونايت شو" (The Tonight Show) مع جيمي فالون.
أصدرت آبل أيضا مقطعا دعائيا للموسم الثاني يقدم فيه عضو فريق التمثيل الجديد ديفيد باتيستا دور إيدو فوس، شقيق شخصية موموا بابا فوس.
حددت شركة آبل يوم الجمعة، 27 أغسطس/آب، بداية عرض الموسم الثاني من المسلسل، حيث سيتم عرض حلقة كل أسبوع كما حدث في الموسم الأول.
هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تمنح فيها "آبل تي في بلس" مسلسل "سي" تجديدا قبل الظهور الأول للموسم السابق، حيث يجري تصوير الموسم الثالث حاليا في تورنتو، كندا.
يشمل طاقم الممثلين العائدين ألفري وودارد في دور باريس، وهيرا هيلمار في دور ماجرا، وسيلفيا هوكس في دور الملكة كين، وكريستيان كارماغو في دور تاماكتي جون.
مسلسل سي والمستقبل المظلم والظالم
ينتمي مسلسل "سي" إلى عدة أنواع متداخلة، ما بين الخيال العلمي والفانتازيا والمغامرات، حيث تدور أحداثه في مستقبل يفقد فيه البشر حاسة الإبصار، ويتأقلمون عبر الأجيال على الحياة بدون بصر، ويقيمون المجتمعات التي تحميهم من الطبيعة القاسية التي يعيشون فيها، والأخطار المختلفة من المستعمرات البشرية الأخرى التي تسيطر على أحدها ملكة مهووسة.
وتتحول حاسة البصر بمرور الأجيال إلى أسطورة أقرب إلى اللعنة، وعندما يولد طفلان مبصران يصبح إخفاء الأمر واجبا حتى سن المراهقة، وعندما اكتشفا أنهما ليسا مجرد طفرة جينية؛ بل وجودهما له دلالات كثيرة وتأثير على مستقبل البشر على الأرض، تبدأ مغامراتهما بمصاحبة بابا فوس والدهما بالتبني، وقائد القبيلة الذي عليه أن يحمي عائلته من الشتات، وأطفاله من الموت، ومجتمعه من الدمار.
في الموسم الثاني، يقاتل بابا فوس من أجل لم شمل عائلته الممزقة والابتعاد عن الحرب والسياسة التي تحيط بها؛ لكن كلما ابتعد أكثر، كلما تعمق في الانغماس في الصراعات خاصة مع ظهور شقيقه وعدوه في الوقت ذاته، والذي يهدد عائلته أكثر.
تضارب بين النقاد والجمهور
بالدخول على صفحة المسلسل على موقع "الطماطم الفاسدة" (Rotten Tomatoes) سنجد أن هناك تضاربا كبيرا بين تقييم النقاد للمسلسل وتقييم الجمهور، فقد أعطى المتخصصون المسلسل نسبة 43% فقط، بينما المتفرج العادي أعطاه 85%، ليظهر ذلك بوضوح مدى التباين في مستوى المسلسل، الذي استطاع استغلال القصة المشوقة التي تحتوي على الغموض والإثارة لاجتذاب الجمهور، ليعتبر أهم أعمال المنصة الناشئة، خاصة عند دمج القصة بالمؤثرات البصرية المميزة للغاية، والتصوير في غابات كندا مع الممثل الشهير في الدور الرئيسي.
لكن في الوقت ذاته كان المسلسل من الناحية الفنية حافلا بالمشاكل، مثل عدم وضوح قصة المسلسل ودور الولدين المبصرين وعلاقتهما بالأب البيولوجي حتى الحلقات النهائية من الموسم الأول، كذلك ضعف الأداء التمثيلي للطاقم كله تقريبا بمن فيهم جايسون موموا، الذي يمكن تفهّم شهرته الكبيرة بسبب قيامه بدور مهم في فيلم أبطال خارقين؛ لكن ذلك لا ينفي أنه ممثل متواضع الموهبة.
ويبقى الموسم القادم في الميزان حتى عرضه، هل يستطيع الاحتفاظ بذات الجماهيرية؟ هل سيصلح أخطاء الموسم الأول؟ والأهم هل سيكون الموسم الثالث استثمارا جيدا من آبل لنجاح المسلسل، أم مغامرة تحيط بها عوامل الفشل أكثر من النجاح؟.