[ المخرج الأميركي المخضرم مارتن سكورسيزي (مواقع التواصل الاجتماعي) ]
بدأ المخرج الأميركي المخضرم مارتن سكورسيزي -ذو الـ78 عاما- في التحضير لأحدث مشاريعه السينمائية؛ فيلم "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon)، وذلك في أول تعاون بينه وبين شركة "أبل" (Apple)، وبمشروع ضخم بلغت التقديرات الأولية لميزانيته 200 مليون دولار أميركي. وقد بدأت أعمال الإنتاج بشكل رسمي في 19 أبريل/نيسان الماضي.
ويستند الفيلم إلى كتاب غير روائي يحمل نفس عنوان الفيلم، وبعنوان فرعي "جرائم مقاطعة أوساج ومولد مكتب التحقيقات الفيدرالية" من تأليف الصحفي الأميركي ديفيد غران، والصادر عام 2017.
ويتناول الكتاب مجموعة من التحقيقات حول سلسلة من جرائم القتل التي ابتلي بها شعب أوساجي في مقاطعة أوساج بولاية أوكلاهوما خلال عشرينيات القرن الـ20، وذلك بعد اكتشاف النفط على أراضيهم. وكانت المحكمة قد منحت شعب أوساجي الحق في الاستفادة من النفط المكتشف على أراضيهم، مما جعلهم فريسة لأصحاب المزارع الجشعين.
وجذبت جرائم القتل انتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أُنشئ حديثا آنذاك، ومن المتوقع أن تدور معالجة سكورسيزي لقصة الفيلم من وجهة نظر مكتب التحقيقات وشعب أوساجي.
وفي حوار أجراه مارتن سكورسيزي في فبراير/شباط من العام الماضي صرح فيه أن فيلم "قتلة زهرة القمر" سيكون من نوع أفلام الغرب الأميركي، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها عمل من هذا النوع.
وتدور أحداث الفيلم ما بين عامي 1921 و1922 في ولاية أوكلاهوما، ويعلق سكورسيزي بأنه كان هناك رعاة بقر في هذا التوقيت، ولكن كانت السيارات متواجدة بجانب الخيول.
ويدور الفيلم بشكل رئيسي حول الأوساجي، وهي قبيلة هندية منحت إقليما بائسا لتعيش عليه، وأحبت القبيلة هذا الإقليم البائس ظنا منها أن الرجل الأبيض لن يطمع فيه يوما من الأيام. ثم حدث اكتشاف النفط في أعماق هذا الإقليم، فتحول أفراد القبيلة إلى أغنياء، وكما حدث في غيرها من المناطق والأقاليم الأميركية حطت النسور، وحضر الرجل الأبيض الأوروبي ليستولي بجشعه على كل شيء.
يقول سكورسيزي "لقد كان كل شيء تحت السيطرة، لدرجة أنك كنت أكثر عرضة للذهاب إلى السجن إذا ما قتلت كلبا، وليس إذا ما قتلت هنديا".
ويجمع سكورسيزي في فيلمه الجديد اثنين من أقرب الممثلين إلى قلبه، ومن جمعته بهما علاقة صداقة وعمل طويلة؛ هما الممثلان الفائزان بجائزة الأوسكار، روبرت دي نيرو، وليوناردو دي كابريو.
دي نيرو هو الممثل الأكثر تعاونا مع سكورسيزي برصيد 7 أفلام، كان آخرهم فيلم "الأيرلندي" (The Irishman) قبل عامين، أما دي كابريو فقد شارك في بطولة 5 أفلام من إخراج سكورسيزي كان آخرهم فيلم "ذئب وول ستريت" (The Wolf of Wall Street) عام 2013.
وكان فيلم سكورسيزي السابق "الأيرلندي" قد تعرض إلى تعثر في عملية الإنتاج بعدما تضخمت ميزانيته، وهو ما دفع إستديو "باراماونت" (Paramount) إلى بيع حقوق الفيلم لشبكة "نتفليكس" (Netflix)، وهو السيناريو الذي تكرر مرة أخرى مع فيلم سكورسيزي الجديد؛ إذ انتقلت حقوقه من شركة "باراماونت" إلى شبكة بث إلكتروني أخرى هي شبكة "أبل"، ولكن -بالإضافة إلى تضخم الميزانية- كان هناك سبب إضافي دفع باراماونت للتراجع عن المشروع.
وكان من المقرر -وفقا للاتفاق الأول- أن يقوم ليوناردو دي كابريو بدور "توم وايت" عميل مكتب التحقيقات، وهي شخصية البطل في الفيلم، غير أن دي كابريو تحول اهتمامه إلى شخصية أخرى أكثر غموضا وتركيبا؛ هي شخصية "إرنست باكهارت"، الذي يتحول ما بين كونه بطلا وشريرا عبر أحداث الفيلم. وكان تحولُ دي كابريو إلى هذا الدور قد دفع المديرين التنفيذيين بإستديو باراماونت إلى التشكيك في القيمة التجارية والعائد المادي المحتمل، فقرروا بيع الحقوق لشركة أبل على أن تقوم شركة باراماونت بمهام توزيع الفيلم عالميا.
وبعد انتقال دي كابريو إلى دور إرنيست باكهارت؛ كان على سكورسيزي أن يبحث عن ممثل بديل لدور عميل مكتب التحقيقات "توم وايت"، ووقع اختياره على الممثل جيسي بليمونز، وذلك بعد أن تم تعديل السيناريو لموازنة المساحة الممنوحة للشخصيتين، لا سيما بعد طلب دي كابريو إدخال بعض التعديلات على شخصيته الجديدة.
وكان من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم في مارس/آذار 2020، ولكن تم إرجاؤه بسبب جائحة كورونا، وتكرر الأمر أكثر من مرة إلى أن أعلنت شركة أبل أن مرحلة الإنتاج قد بدأت بشكل فعلي في أبريل/نيسان الماضي. ومن المتوقع أن تستمر أعمال التصوير حتى نهاية الصيف، وهو ما يعني أن الفيلم قد يكون جاهزا للعرض بنهاية 2021، غير أن الأكثر احتمالا أن إطلاق الفيلم سيكون خلال العام القادم.