[ أعلن موغان فريمان أنه بحاجة إلى تغيير القالب الذي قدم من خلاله أدوار الرجل اللطيف (وكالة الأنباء الأوروبية) ]
عندما يتعلق الأمر بالشباب، فإن نجم هوليود الأسطوري مورغان فريمان (83 عاما)، صاحب الصوت الغني المتفرد كراوٍ مُلهم يُضفي رونقا خاصا على كل ما يسهم فيه من أعمال، لا يتردد في تقديم الدعم لمغني راب (27 عاما) طلب منه دورا صوتيا في ألبومه الجديد.
ففي مقابلة مع موقع "جي كيو" (GQ)، فسر فريمان ظهوره الصوتي المفاجئ -من منزله وعبر هاتفه النقال- في الألبوم الذي أصدره مغني الراب البريطاني "سافاج 21" (21 Savage) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قائلا "لقد سئمت القيام بدور الرجل اللطيف، فهو نوع من الحبس في قالب محدد"، مستشهدا بنجوم حدث لهم هذا، منهم هنري فوندا، وسبنسر تريسي، وجيمس ستيوارت. ويضيف "مضيت قدما في دعم الشباب، بعد أن قرأت النسخة ووجدت فيها حكمة مفادها أن تفعل ما تراه مناسبا ولا تهتم للحمقى".
ظهور فريمان الجديد يدفعنا للعودة لنتتبع التنوع والثراء في أداء هذا الفنان الذي تحلى بالروح الشابة طوال رحلته الفنية.
أعظم ممثل أميركي
اقتنص فريمان أول ترشيح لجائزتي أوسكار وغولدن غلوب، عن دوره في فيلم "ستريت سمارت" (Street Smart) عام 1987، الذي وصفه الناقد الأميركي روجر إيبرت بأنه "فيلم إثارة ذكي، يحتوي على كثير من المشاهد التي تحبس الأنفاس. أدى فيه مورغان فريمان دورا أكثر إشراقا، جعله يظهر فيه ساحرا أو مخيفا، حسب الموقف". وهو الأداء الذي دفع الناقدة السينمائية في صحيفة "ذا نيويوركر" (Newyorker) بولين كاييل، للتساؤل "هل مورغان فريمان سيصبح أعظم ممثل أميركي؟".
فقد ظهر فريمان قوادا قويا (فاست بلاك) يتقن التلاعب، فيهدد أولا بعنف رهيب ثم يتراجع إلى الابتسامات والمصالحات، أمام كاثي بيكر (بانشي) الفتاة التي تقع تحت سيطرته، وتعيش وفقا لقواعد الشارع، ولكن لا تزال لديها مشاعر، وكريستوفر ريف (جوناثان فيشر) الصحفي الذي يدفعه طموحه إلى الشهرة، لاختلاق قصة خيالية عن قواد ملون، تُحدث ضجة كبيرة وينتج عنها محاكمة فاست بلاك بتهمة القتل، تشعل الأحداث.
يحب أن يكون انتقائيا
واصل فريمان الذي "يحب أن يكون انتقائيا، ويضيق بالقوالب الثابتة"، حسب قوله، تنويع أدواره في واحد من أعوامه الذهبية 1989، وهو العام الذي وصف فيه بيتر راينر المحرر الفني لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" (LAtimes.com) أداء فريمان بأنه "من بين أقوى الأسباب لارتياد السينما، حيث يكمن سحره في أن مجرد وجوده يجعلنا نذهب".
ثم شهدنا تحول فريمان من دور القواد إلى دور المدير الحازم في "يمكنك الاعتماد عليّ" (Lean on Me)، ثم المحقق المتشكك في "جوني هاندسم" (Johnny Handsome). ومنه إلى العسكري الشرس في "المجد" (Glory)، ثم في دور الرئيس الأميركي في "تأثير عميق" (Deep Impact).
وتألق في دور السائق الخاص هوك كولبورن أمام النجمة جيسيكا تاندي في "سائق الآنسة ديزي" (Driving Miss Daisy)، وهو الدور الممتلئ بالحب والصبر، الذي منحه جائزتي غولدن غلوب وبافتا. وبدا فيه دقيقا جدا سواء في لغة الجسد أو نبرة الصوت أو نظرة العين خلال مراحل بناء علاقة إنسانية معقدة بين شخصين منبوذين يجمعهما اعتدادهما العنيد بالنفس، "اليهودية" المحافظة ديزي ويرثان، و"الزنجي" هوك السائق الذي استأجره نجلها لكي لا تتلف زهور الجيران بسيارتها.
يرتقي ليحقق حلمه
بحلول التسعينات نرى فريمان في دور المحارب العظيم في "روبن هود: أمير اللصوص" (Robin Hood: Prince of Thieves) (1991).
ثم في دور راعي البقر المُسن في "لا تسامح" (Unforgiven) (1992)، فدور الشرطي المحقق في "سفن" (Se7en) (1995)، والعبد داعية إلغاء عقوبة الإعدام في "أميستاد" (Amistad) عام 1997.
ونجح فريمان في الفوز بالترشح الثالث للأوسكار، بصوت الراوي الهادئ في دور السجين إليس بويد ريدينغ في "الخلاص من شاوشانك" (The Shawshank Redemption) (1994).
وفي محاولة لاستيعاب قيمة فريمان النجم الأسطوري الحائز جائزة أوسكار و63 جائزة أخرى، بالإضافة إلى 79 ترشيحا، يكفي أن نراه في 3 جلسات للإفراج المشروط بعد 20 و30 و40 سنة حيث تبدأ برواية قصته المأساوية، وتنتهي بتحرر روحه ورفضه فكرة إعادة التأهيل، ليطلق المجلس سراحه.
وقبل أن يحقق حلمه بالفوز بالأوسكار، ظهر فريمان في ثوب خبير البحث والتطوير لوسيوس فوكس، مع المخرج كريستوفر نولان في 3 أيقونات، هي "بدايات باتمان" (Batman Begins) (2005)، و" فارس الظلام" (The Dark Knight) (2008)، ثم "نهوض فارس الظلام" (The Dark Knight Rises) عام 2012.
وبرع في تأديته دور مريض سرطان يحتضر في "قائمة الدلو" (The Bucket List) 2007، ودور نيلسون مانديلا في"إنفيكتوس" (Invictus) 2009، والعميل السابق في وكالة المخابرات المركزية، في فيلم "أحمر" (RED) 2010، وصولا إلى دوره في كوميديا الأصدقاء في "آخر فيغاس" (Last Vegas) 2013، وأخيرا دور السياسي الأميركي رفيع المستوى في أفلام الإثارة "أوليمبوس سقط " (Olympus Has Fallen) 2013، و"لندن سقطت" (london has fallen) 2016، و"الملاك سقط" (Angel Has Fallen) 2019.
أما جائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد، فقد انتزعها فريمان عن إبداعه الباهر في دور الملاكم السابق العجوز إدي سكراب مع كلينت ايستوود، وهيلاري سوانك، في "طفل المليون دولار" (Million Dollar Baby) عام 2004.
حيث الطاقة العاطفية الهائلة التي يضفيها فريمان على الأحداث عندما يكون هو الراوي. ونحن نرى هذا الملاكم العجوز السابق يدعم الفتاة الشابة ماجي (هيلاري سوانك) التي كانت تعمل نادلة منذ أن كانت في الـ13 من عمرها، وتعتقد أنها يمكن أن تكون ملاكمة، وترى أن الملاكمة هي الطريقة الوحيدة التي يمكنها بها الهرب من البؤس لبقية حياتها.