[ قدّم المخرج الراحل علاء الدين كوكش أعمالا درامية ترسخت في أذهان وذاكرة السوريين (مواقع التواصل) ]
توفي المخرج السوري علاء الدين كوكش في العاصمة السورية دمشق، اليوم الاثنين، عن عمر ناهز 78 عاما، بعد مسيرة حافلة بالفن أخرج وكتب خلالها أبرز الأعمال الدرامية السورية التي نالت شهرة واسعة في سوريا والعالم العربي.
ونعت نقابة الفنانين السورية الراحل كوكش، كما نعته ابنته الفنانة سمر كوكش المعتقلة السابقة في سجون النظام السوري، إضافة إلى أخيه الكاتب أسامة كوكش، عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تحدد ابنته أو شقيقه أسباب الوفاة، في الوقت الذي نعاه أيضا عدد من الفنانين عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفقوا لمحة عن مسيرته الفنية الحافلة.
وودّعت ابنة الراحل أباها بمنشور عبر صفحتها على فيسبوك، معبرة عن حالة الشوق التي سوف تشعر بها بعد رحيله، داعية له بالغفران والرحمة. وبادر عدد من الفنانين المعارضين للنظام السوري بمواساتها عبر التعليقات، أبرزهم يارا صبري وجهاد عبدو.
في حين كتب أسامة شقيق الراحل منشورا مقتضبا قال فيه "أخي و أستاذي علاء الدين كوكش في ذمة الله"، قبل أن ينشر لاحقا صورة لنعي ورقي من نقابة الفنانين السوريين.
ونعاه المخرج البارز وزميل المهنة القديم هيثم حقي بمنشور مطول على صفحته الشخصية، متحدثا عن علاقة الزمالة القديمة وخصال الفقيد واصفا إياه بالمخرج الأبرز في الجيل الأول لصناع الدراما التلفزيونية، مؤكدا أنه كان محبًا للجميع ويعمل على مبدأ التنافس الشريف في سباق الدراما السورية.
مسيرة حافلة
ولد الراحل كوكش في حي القيمرية الدمشقي العريق عام 1942، ولاحقا درس الفلسفة في جامعة دمشق خلال فترة ستينيات القرن الماضي.
سافر كوكش إلى ألمانيا للالتحاق بدورة تدريبية في الإخراج التلفزيوني عام 1966، وكانت هذه المرحلة بداية رحلته في عالم الفن والإخراج، وتأسيسه إحدى دعائم دراما التلفزيون السوري.
وقدّم الراحل أعمالا درامية ترسخت في أذهان وذاكرة السوريين منذ مرحلة الأبيض والأسود، كان أبرزها المسلسل الشهير أسعد الوراق، إضافة إلى مسلسلات نالت شعبية كبرى مثل رأس غليص، وحارة القصر، وأولاد بلدي، والمرأة الخضراء.
لكن أبرز تلك الأعمال التي شكلت نقلة نوعية في رحلة كوكش الفنية العمل الدرامي الشهير "أبو كامل" الذي كان من بطولة الممثل السوري أسعد فضة، حيث شغل المسلسل الناس وبات حديثهم اليومي في فترة التسعينيات.
ويوصف كوكش بأنه مبتكر دراما البيئة الشامية التي باتت ظاهرة فنية تلازم المسلسلات السورية في شهر رمضان، ويكاد لا يخلو الشهر إلا من عملين أو 3 من وحي التاريخ الدمشقي.
وفي الجانب المسرحي، تولى كوكش إخراج العديد من المسرحيات للكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس، أبرزها الفيل يا ملك الزمان، وحفلة سمر من أجل 5 حزيران.
وأخرج الراحل 3 أفلام تلفزيونية، كما أصدر كتابين، الأول في المسرح تحت عنوان مسرحيات ضاحكة، والثاني مجموعة قصصية باسم إنهم ينتظرون موتك.
دار مسنين واعتقال
عاش كوكش سنواته الأخيرة في إحدى دور المسنين بدمشق، وكان آخر ظهور إعلامي له في مقابلته مع موقع "7ميكس تي في" (7MiX TV) غير الرسمي، وبثّت عام 2018. ورغم حديثه في تلك المقابلة عن توفر جميع الخدمات في تلك الدار، فإن مسحة الحزن في عينيه كانت واضحة جدا.
وتحدث كوكش عن تأثير هجرة عدد من الممثلين السوريين، آملا في عودة الأعمال الدرامية السورية إلى التألق.
يشار إلى أن الراحل كوكش قضى أيامه الأخيرة في الدار تزامنا مع فترة اعتقال ابنته الفنانة سمر كوكش من قبل سلطات النظام السوري، بسبب مناصرتها للثورة السورية، حيث اعتقلت عام 2013 وحكم عليها بالسجن 5 سنوات، قبل أن تخرج عام 2017.