[ "بادينغتون" من الأفلام الجميلة التي لا يمكن أن تمل مشاهدتها (مواقع التواصل) ]
يعتبر كثير من الناس 2020 صعبا للغاية وربما أسوأ عام في حياتهم، مع أنه لم يشهد حربا عالمية تقليدية، حتى الآن على الأقل، لكنه شهد هجوما شرسا من وباء قاتل، تسبب في وفيات وإجراءات عزل وإغلاق نجمت عنها جميع أنواع الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كل هذه الأسباب جعلت الجميع يشعرون بحاجتهم إلى الهروب من هذه الضغوط، بابتسامة تمنحهم بعض الحيوية المبهجة، أو بعض الشعور اللحظي بالسعادة.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف تبرز الأفلام الكوميدية والرومانسية والموسيقية، كأحد أشهر البدائل وأسهلها، حتى أننا قد نشاهد أفلاما ربما تبدو قديمة أو شاهدناها من قبل، لكن تبقى متعة الأفلام الجميلة في أنها لا تتقادم، بل تشعرنا بالسعادة كلما أعدنا مشاهدتها.
وهذه 5 من الأعمال السينمائية التي لا يمل المشاهد من العودة إليها بحثا عن ضحكة من القلب.
بادينغتون
بعد أن تبنته عائلة براون اللندنية، عام 2014 في فيلم "بادينغتون" (Paddington)، من تأليف وإخراج بول كينغ، عاد الدُب البيروفي عام 2017 بصحبة كينغ وهيو بونفيل، وهيو غرانت وبن ويشاو، في فيلم الكوميديا العائلية "بادينغتون 2" (Paddington 2).
فمع اقتراب عيد ميلاد عمته لوسي (إيميلدا ستونتون) المقيمة في بيرو، أراد بادينغتون (ويشاو) أن يشتري لها هدية، فوقع اختياره على كتاب نادر، وقبل أن يتمكن من تدبير ثمنه، إذا بالكتاب يُسرق، وبدلا من القبض على اللص فينيكس بوكانان (غرانت) يُقبض على بادينغتون كمشتبه به، ويُودع السجن، وتكافح عائلة براون (بونفيل) لتبرئته.
يتحول شراء الهدية إلى عقدة، لكنها مثيرة، جعلت بادينغتون يتعلم التفاؤل رغم الشدائد، ويصبح صديقا لطاهي السجن، نوكلز ماكجينتي (بريندان غليسون) ومسجونين آخرين، لنبتسم نحن مع "فرحة حلوة ولاذعة، مثل مربى البرتقال" كما يقول أولي ريتشاردز.
يوم جرذ الأرض
"يوم جرذ الأرض" (Groundhog Day) أحد أفضل أفلام الكوميديا في التسعينيات، أخرجه وشارك في كتابته هارولد راميس، عام 1993، بطولة بيل موراي، آندي ماكدويل، كريس إليوت.
يفزع فيل كونورز (موراي) مراسل الطقس الأكثر سخرية في العالم، على رنين المُنبه الذي يحاول إيقاظه للمهمة التي يحمل همها كل عام، وهي تغطية مهرجان يوم جرذ الأرض السنوي، في بلدة صغيرة في بنسلفانيا، مع فريقه المكون من لاري (إليوت)، وريتا (ماكدويل) التي يحاول أن يبدو مثاليا أمامها طوال الوقت.
يعاني كونورز من حرمان عاطفي وإرهاق مهني، لكونه يعيش في نفس اليوم مرارا وتكرارا، فيمر بفترات من التمرد والتدمير الذاتي والتهور الساخر، ويفعل أشياء غريبة عن طبيعته، قبل أن يُصبح أفضل، في تجربة كوميدية غنية وساخرة بشكل حاد، لكنها لا تخلو من حبكة رومانسية فرعية.
فوق
"فوق" (Up) فيلم رسوم متحركة (أنيميشن) كوميدي شارك في كتابته وإخراجه عام 2009 بيت دوكتر مع بوب بيترسون، وقام ببطولته إدوارد أسنر، جوردان ناغاي، وفاز بجائزتي أوسكار، واعتبره المحرر الفني لصحيفة ديلي تليغراف "هدية خاصة جدا".
فبعد أن استقبلنا في الدقائق الأولى بأجواء مأساوية، تسترجع ذكريات كارل فريدريكسن (أسنر) مع زوجته إيلي (إيلي دوكتر) حتى وفاتها، إذا به يعلقنا بمجموعة من البالونات التي تنقل منزل فريدريكسن إلى الغابة، لنجد أنفسنا نحلّق مع إحساس بالدهشة من جمال الطبيعة وقوة الأحلام، مع طفل وحيد، راسل (ناغاي)، وكارل العجوز مُحطم القلب، وهما يصبحان أصدقاء في مغامرة جنونية، يستلهما فيها مآثر مغامر جريء يُدعى تشارلز مونتز (كريستوفر بلامر) الذي استخدم منطاده لاستكشاف عالم جميل لكائنات مفقودة على هضبة في فنزويلا. لنعيش "قصة دغدغة للخيال ألوانها أكثر إشراقا" على حد وصف روجر إيبرت.
الأميرة العروس
"الأميرة العروس" (The Princess Bride)، فيلم خيال ومغامرة أخرجه روب راينر عام 1987، عن قصة وسيناريو وليام غولدمان، بطولة كاري إلويس، ماندي باتينكين، روبن رايت، ووصفه بيتر برادشو بأنه عودة للعصر الذهبي "حيث الذكاء والمرح والسحر، أعذب من أي وقت مضى".
وفيه يستقبلنا الجد (بيتر فولك)، وهو يروي قصة "أميرة عروس" لحفيده "الولد" وليس لفتاة كالمعتاد، فيحكي له عن ويستلي (إلويس) المزارع الذي كرس نفسه لإنقاذ صديقة طفولته، وسيدته النبيلة باتركاب (رايت)، فيعود مستعينا بالمبارز إينجو مونتويا (باتينكين)، ورجل الجبل فزيك المصارع (أندريه العملاق) الذي يبلغ طوله 7 أقدام و 4 بوصات دون عقل، والساخر فيزيني (والاس شون)، لإنقاذها بعد أن عاشا قصة حب، أفسدتها مؤامرة خطط لها الأمير همبيردينك (كريس ساراندون) مع مرافقه الكونت روغين (كريستوفر غيست)، ليخطف باتركاب ويصر أن يستحوذ عليها.
الغناء في المطر
" الغناء في المطر" (Singin’ In The Rain)، أيقونة موسيقية، أرخت لنضج السينما الناطقة بعد حقبة السينما الصامتة، كتبها بيتي كومدن وأدولف جرين. وأخرجها ستانلي دونين وجين كيلي، عام 1952. بطولة جين كيلي، دونالد أوكونور، ديبي رينولدز.
إذا كان الفن الحقيقي يكمن في الترفيه عن الجماهير، فاللحظات الممتعة في هذا العمل تجعلنا نشعر بالسعادة مع مشهد دون لوكوود (كيلي) السريالي الذي يبدو فيه وكأنه يبعثر همومه بعيدا وهو يتنفس راقصا في الشارع تحت المطر، بعد أن ظفر بقلب كاثي سيلدن (رينولدز).
لم يعد ثمة مكان للبؤس، كما لا توجد فرصة لتسلل المخاوف اليومية، وسط بحر من الموسيقى والأغاني الرائعة، المدهش أن هذا الفيلم السعيد المرح لم يفز بأي جائزة أوسكار، رغم أنه احتل المرتبة العاشرة في قائمة المعهد الأميركي للأفلام التي تضم أعظم 100 فيلم.