[ احتمالات قوية بتأجيل جائزة أوسكار هذا العام ما لم يتم الإعلان عن صدور لقاح ضد كورونا (رويترز) ]
مع الإعلان عن تأجيل عرض مجموعة من الأفلام إلى العام المقبل، منها فيلم جيمس بوند "ﻻ وقت للموت" (No Time to Die) لأبريل/نيسان2021؛ بسبب ظروف جائحة كوفيد-19، التي تضرب الولايات المتحدة والعالم بقوة، يجادل البعض بأن تحذو أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة حذوه، وتؤجل حفل توزيع جوائز أوسكار الـ93، ما لم يتم تطعيم جميع الأميركيين بأعجوبة قريبا بلقاح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو بلقاح آخر.
تعمل صناعة الترفيه على بيع الخيال والهروب من الواقع؛ لكن مع ما أدت إليه جائحة كوفيد-19 من إغلاق لدور العرض السينمائي وتوقف لإنتاج الأفلام، يكون من الصعب الاستمرار في ذلك حرفيا.
ومع ازدياد انتشار الوباء، بدأت هوليود لا في مواجهة احتمال تعديل توقيتات الإصدارات السينمائية فقط؛ لكن في مواجهة تهديد وجودها نفسها أيضا.
كان من المفترض أن يجذب فيلم "عقيدة" (Tenet)، لكريستوفر نولان -الفيلم الرائد الوحيد الذي تم عرضه صيف هذا العام- عشاق السينما الأميركية إلى دور العرض؛ إلا أن الفيلم جاء متذبذبا بدرجة كافية لأن يتساءل الخبير المحنك "ريتشارد راشفيلد"، ويقول "في مواجهة هذه الكارثة، من الذي يملك عقلا ويخاطر بإنتاج فيلم بميزانية ضخمة، نصف مليار دولار، باعتباره حالة اختبار؟".
حاولت ديزني بيع "مولان" (Mulan) إضافة باهظة الثمن لخدمة البث، على أمل أن تثبت أن العرض المدفوع بالمنازل يمكن أن يحل محل شباك التذاكر؛ لكن لم تنجح المناورة.
وأعلنت مجموعة "سين وورلد" (Seen World)، مالكة ثاني أكبر سلسلة دور عرض في الولايات المتحدة، أنها ستغلق جميع دور عرض أفلامها ريغال سينما، البالغ عددها 536 دور سينما في البلاد.
وبعد عرض إعلان صاخب، تخلت شركة "وارنر بروس" (Warner Bros)، عن إصدار فيلم عيد الميلاد "دون" (Dune)، وهو أحدث ملاحم الخيال العلمي لفرانك هيربرت.
ورغم ذلك، فبالتأكيد، تم إصدار بعض الأفلام الجديرة بالاهتمام في عام 2020، من بينها فيلم لاي وانيل "الرجل الخفي" (The Invisible Man) وفيلم المخرج سبايك لي "دا 5 بلودز" (Da 5 Bloods)، و ما تزال شبكة نتفليكس تخطط لإطلاق فيلم "مانك" (Mank) الذي يعد سيرة ذاتية من إخراج ديفيد فينش.
وهناك أيضا، الدراما التاريخية لآرون سوركين "محاكمة شيكاغو 7" (The Trial of the Chicago 7)، ومع ذلك، ما تزال قائمة الأفلام المؤهلة لجوائز الأوسكار ضعيفة مقارنة بما يراه ناخبو الأكاديمية ومراقبو الأوسكار، هذا في ظل الأخذ في الاعتبار بما كتبته الرابطة الوطنية لمالكي دور السينما ونقابة المخرجين الأمريكية وجمعية الأفلام السينمائية في خطاب مفتوح، دعت فيه الكونغرس لإنقاذ "دور السينما"، وهو ما يؤشر على خطورة الوضع.
ونص خطاب صناع السينما، على أنه إذا استمر الوضع الحالي من دون دعم إضافي، فمن المحتمل إفلاس أو إغلاق 69% من دور السينما الصغيرة والمتوسطة، في الولايات المتحدة.
وهناك أسباب أخرى لعدم المضي قدما في حفل توزيع جوائز الأوسكار، فقد يكون من الصعب إجراء محادثة ثقافية حول مجموعة من الأعمال المرشحة، في ظل وجود الإجراءات الاحترازية والخوف من العدوى، هذا علاوة على وجود خليط من اللوائح التي تحكم العمل بدور العرض، كما لا يعد التحول إلى البث الرقمي بديلا كاملا، فرغم ما نالته نتفليكس بالحصول على ملايين المشتركين في الولايات المتحدة هذا العام؛ إلا أنها لم تصل بعد لكل أسرة، إضافة إلى أن مدى وصول منصات أخرى مثل "آبل تي في" (AppleTV) والخدمات الناشئة الأخرى محدود بدرجة أكبر.
ومن هذا المنطلق فإن الاعتماد على أن الوباء تحت السيطرة بما يمكّن من إقامة حفل عرض جوائز الأوسكار أمر محفوف بالمخاطر، وقد يحدث أكثر من ذلك، ويقرر النجوم بشكل متوقع أنه من الأكثر أمانا لهم عدم الحضور للحفل.
أما إمكانية عرض الأوسكار على إحدى منصات البث الرقمي مثل زوم، في ضوء إعلان أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة في أبريل/نيسان الماضي سماحها بعرض الأفلام عبر الإنترنت، فيعني موت البهجة التي تصاحب عادة حفلات الأوسكار.
ملاحظة أخرى طرحتها مجلة فانيتي فاير، وهي بالاستفادة من الأحداث السابقة، فعلى الأكاديمية أن تلجأ إلى شقيقتها، أكاديمية التلفزيون، وترى كيف نظمت حفل جوائز إيمي، الذي كان ناجحا في الغالب، وتمت الإشادة بتعقيد أسلوب عرضه ومراعاته للوائح؛ لكن ما ساعد حفل إيمي بشكل كبير هو أن العديد من فئات التصنيف تضم مشاهير، فتم تسليم 12 جائزة تمثيلية؛ أي 3 أضعاف العدد الذي سيتم توزيعه في حفل توزيع جوائز الأوسكار في أبريل/نيسان.
هذا مع عدم إغفال تقييمات قالت بأن حفل إيمي هذا العام عانى من قلة الاهتمام، على الرغم من أن البث كان بشكل واسع ويتنافس مع الأحداث الرياضية الكبرى.
لكن الأوسكار ليس حفلا موسيقيا، أو تلفزيونيا عاديا أو حتى فوق العادي؛ لذلك سيتعين على المنظمين، إن أصروا على إقامة الحفل، اكتشاف طرق أخرى للحفاظ على تفاعل الجماهير أثناء إقامة المهرجان، وعدم إيجاد نسخة رديئة للأوسكار في عيده الـ93.
ووفق نقاد ومحللين، ربما تكون أفضل طريقة لتجنب ذلك السيناريو الكئيب، هي الانتظار حتى يصبح من الممكن إقامة حفل حقيقي والإعلان عن لقاح منتج في الأسواق لفيروس كورونا المستجد، وربما تتغير الأمور في الأشهر المقبلة بعدما تم تأجيل حفل توزيع جوائز الأوسكار 2021 من فبراير/شباط إلى 25 أبريل/نيسان.