ربما يرى البعض أن الأقوال المأثورة حول قلة حظ الطيبين صحيحة، "فالأشخاص اللطفاء دائما يخسرون" (Nice guys finish last)، قد يبدو ذلك حقيقيا في العلاقات الرومانسية، ولكن العكس صحيح بالنسبة لشخصيات الأفلام، حيث تشير الأبحاث التي أُجريت على الأفلام التي صدرت في الـ 20 عامًا الماضية إلى أنه كلما كانت الرسالة الأخلاقية للفيلم إيجابية، زاد احتمال أن يكون الفيلم مربحا.
في تقريره الذي نشرته صحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية، قال الكاتب جاك مالفرن إن فيلم "فيلومينا" (Philomena) من بطولة جودي دينش في دور امرأة تبحث عن ابنها الذي أجبرت على التخلي عنه للتبني، حصل على بعض أعلى التقييمات حول الرسالة الإيجابية التي يروج لها، وحصد 99 مليون دولار في دور السينما مقابل ميزانية قدرها 12 مليون دولار.
وبالمثل، تشمل الأفلام الإيجابية الناجحة فيلم "شخصيات مخفية" (Hidden Figures) الذي يروي قصة نساء من أصول أفريقية لعبن دورا أساسيا في كفاح وكالة ناسا للفوز بسباق الفضاء في الستينيات. هذا بالإضافة إلى الدراما الصحفية "ذي بوست" (The Post)، من بطولة توم هانكس وميريل ستريب، وفيلم "المتسابق الحوت" (Whale Rider) النيوزيلندي.
وذكر الكاتب أن منتج الأفلام ستيفن فولوز تتبع رسائل مجموعة كبيرة من الأفلام وقارنها بأرباحها في دور العرض مقارنة بميزانية إنتاجها، ووجد أن الأفلام التي صُنفت على أنها تتضمن رسالة إيجابية كانت الأكثر ربحية مقارنة بالأفلام الأخرى.
ولكن ربما لا تحقق بعض الأفلام ذات الرسائل الإيجابية إيرادات كبيرة، من بين الأفلام غير الناجحة التي تضمنت بعض الرسائل الأخلاقية الإيجابية فيلم "رعاة البقر والكائنات الفضائية" (Cowboys & Aliens)، وهو فيلم خيال علمي من بطولة دانيال كريغ وأوليفيا وايلد. حقق الفيلم 176 مليون دولار مقابل ميزانية إنتاج قدرها 163 مليون دولار.
ومن الأمثلة الأخرى الفيلم المقتبس عن الرسوم الهزلية للأبطال الخارقين "الحراس" (Watchmen) و"توتال ريكول" (Total Recall) و"زولاندر2″ (Zoolander2)، والفيلم المقتبس من المسلسل التلفزيوني "ميامي فايس" (Miami Vice). وحسب فولوز، لا تعني الإيجابية مجرد نهاية سعيدة.
في المقابل، تستند المواقع الإلكترونية السينمائية في تقييم الإيجابية على ما إذا كان أحد الوالدين سيسمح لأطفاله بمشاهدة فيلم ما، وذلك من خلال قياس مدى استعدادهم لتقبل فكرة اتباع أطفالهم لخطى شخصيات الفيلم.
من جهته، يتوقع فولوز أن صانعي الأفلام سيجعلون الأفلام أكثر إيجابية بشكل متزايد، على الرغم من أن هذا يرجع أساسًا إلى أن الجماهير التي تعاني من الكآبة بسبب الوباء تسعى للهروب من الواقع.
وأوضح فولوز أن أستوديوهات الأفلام تدرك بالفعل أهمية الرسائل الأخلاقية والإيجابية ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنها ستتسابق لجعل الأفلام أكثر تفاؤلاً.
مع ذلك، قد يكون صانعو الأفلام المستقلون الذين صادف أن امتلكوا قصة إيجابية لكي يرووها، أكثر قدرة على كسب الممولين إذا قدموا لهم دليلًا على أن هذه الأفلام ستكون مربحة أكثر من غيرها.