[ وفاة ديانا التي أثارت المشاعر بشكل غير مسبوق في جميع أنحاء المملكة المتحدة (غيتي) ]
كافحت الأميرة ديانا بقوة ضد التقاليد الملكية الصارمة وطبقت أفكارها الخاصة بإصرار كبير، بدءا من طريقة تربية ابنيها وليام وهاري، وصولا إلى اهتمامها بالأعمال الخيرية والقضايا العادلة، وفتحت أبوابا كانت موصدة أمام أفراد العائلة لفترة طويلة، وعندما توفيت في حادث مأساوي في 31 أغسطس/آب 1997 كانت الأميرة الشابة قد تركت إرثا غيّر وجه بريطانيا إلى الأبد.
في تقرير نشرته مجلة "بست لايف" Best Life Online الأميركية، قالت الكاتبة ديان كليهان إن الأميرة ديانا أضفت خلال حياتها القصيرة لمسات من الإنسانية والحداثة على العائلة الملكية البريطانية، وأجبرت أفرادها على إعادة النظر في العديد من التقاليد والبروتوكولات العريقة.
وتستعرض الكاتبة في هذا التقرير كيف غيرت الأميرة ديانا العائلة المالكة إلى الأبد في السنوات القصيرة التي عاشتها.
1. لم تتعهد بطاعة زوجها في حفل الزفاف
على عكس التقاليد التي توارثتها العائلة الملكية لفترة طويلة في حفلات الزفاف رفضت الليدي ديانا سبنسر خلال حفل زفافها من الأمير تشارلز في يوليو/تموز 1981 أن تتعهد بـ"طاعة" زوجها.
ولم يكن من المستغرب أن تتبعها في ذلك كيت ميدلتون وميغان ميركل عندما تزوجتا من الأميرين وليام وهاري ابني ديانا.
2. أنجبت في مستشفى سانت ماري بلندن
في 21 يونيو/حزيران 1982 كسرت ديانا تقليد الولادة في المنزل عندما أنجبت الأمير وليام في جناح ليندو بمستشفى سانت ماري، مما جعله أول وريث للعرش لا يولد في القصر، كما اختارت الجناح ذاته عندما أنجبت الأمير هاري عام 1984.
لم يغير قرار ديانا الطريقة التي يولد بها وريث العرش البريطاني فحسب، بل ساهم في ظهور تقليد جديد، فعندما كانا يغادران إلى القصر بعد الولادة وقفت ديانا وتشارلز أمام المستشفى، مما أتاح للمصورين والمعجبين فرصة التقاط صور للمولود الجديد.
ولاحقا، أنجبت كيت ميدلتون الأمير جورج والأميرة شارلوت والأمير لويس في المستشفى ذاته، ووقفت في المكان ذاته الذي وقفت فيه ديانا لالتقاط الصور.
3 . الأمير وليام مع والديه في الطائرة ذاتها
لطالما حظرت القواعد الملكية سفر اثنين من الورثة المباشرين للعرش على متن الطائرة ذاتها، لكن ديانا كسرت هذا التقليد في عام 1983 عندما أصرت على أن تمنحها الملكة إليزابيث الإذن بالسماح للأمير وليام، البالغ من العمر 9 أشهر آنذاك، لمرافقتها مع الأمير تشارلز في أول رحلة لهما معا إلى أستراليا.
اتبع وليام خطى والدته وسافر مع زوجته كيت وابنهما جورج -عندما كان يبلغ من العمر 9 أشهر- في أول جولة عائلية إلى أستراليا ونيوزيلندا في عام 2014.
4 . الأبناء في مدارس عامة
تاريخيا، كان أفراد العائلة المالكة البريطانية يتلقون تعليمهم في المنزل، مثل الملكة إليزابيث والأميرة مارغريت، لكن ديانا كانت مصرة على أن يعيش أبناؤها حياة عادية ويتلقوا تعليمهم في مدارس عمومية.
وبفضل إصرار الأميرة ديانا أصبح وليام أول وريث مستقبلي للعرش يتلقى تعليمه في المدارس العامة، بدءا من مدرسة حضانة السيدة ماينورز في نوتينغ هيل، والتي درس فيها شقيقه هاري بعد بضع سنوات، ثم مدرسة ويثربي الإعدادية في لندن، ومدرسة لودغروف، ثم كلية إيتون عام 1995.
وسار كل من الأمير وليام وكيت ميدلتون على خطى ديانا، فأرسلا الأمير جورج والأميرة شارلوت إلى الحضانة والمدارس الابتدائية في لندن.
5. أعمال خيرية
كانت الأميرة ديانا مصممة على أن يكتشف ابناها وليام وهاري أن حياة الناس مختلفة تماما عن الترف الذي يعيشانه خلف أسوار القصر، ففي عام 1993 اصطحبت وليام (11 عاما) وهاري (8 أعوام) لزيارة مؤسسة "ذا باسيدج" الخيرية التي تعنى بالمشردين.
ويقول الأمير وليام إن تلك التجربة أثرت فيه كثيرا وعلمته احترام ضعاف الحال والتعاطف معهم، وقد أصبح دوق كامبردج في وقت لاحق راعيا للمؤسسة التي زارها مع والدته في الصغر.
6. علاقة خاصة بالصحفيين
كانت ديانا تقرأ كل كلمة تكتب عنها في صحف "التابلويد"، وبدلا من أن تهاجم الصحافة عندما تقرأ ما يغضبها كانت تدعو محرري "ديلي ميل" و"ميرور" و"ذا صن" إلى القصر للدفاع عن نفسها.
في أوائل التسعينيات، تعرفت ديانا على ريتشارد كاي مراسل صحيفة ديلي ميل، وكانت تتصل به كثيرا لتوضح بعض المغالطات التي تنشر عنها، وعلى مر السنين أضحى كاي صديقا مقربا من ديانا وساعدها في كتابة خطاباتها ومراسلاتها المهمة.
وفي الواقع، كان الصحفي المخضرم أحد آخر الأشخاص الذين تحدثت إليهم ديانا في تلك الليلة المأساوية التي توفيت فيها خلال أغسطس/آب 1997.
وفي الذكرى الـ20 لرحيل ديانا كشف كاي عن الحديث الذي دار بينهما في تلك المكالمة الأخيرة، وقال إنها عبرت عن ضجرها من الرد على الانتقادات المستمرة التي توجه إليها.
7. مصافحة مرضى الإيدز دون قفازات
لطالما كانت الأميرة ديانا رائدة في مجال مكافحة الإيدز، لكن الأمور لم تكن سهلة في البداية، إذ كان عليها أن تتحدى البروتوكولات الملكية الصارمة.
في الفيلم الوثائقي "ديانا.. ذي وومن إنسايد" سلط ريتشارد كاي الضوء على الأسلوب الفريد الذي ابتكرته الأميرة الراحلة والذي أزعج العائلة المالكة.
وعندما انخرطت ديانا في العمل التطوعي لمكافحة الإيدز في منتصف الثمانينيات، كان الكثير من الناس يعتقدون أن هذا المرض يمكن أن ينتقل عبر اللمس.
ويقول كاي إن ديانا غيّرت تلك الفكرة السائدة في مختلف أنحاء العالم من خلال مصافحة المرضى دون قفازات، وهو الأمر لم يرق للعائلة المالكة.
8. التعاون مع مؤلف سيرتها الذاتية
عندما أخبرت الأميرة ديانا صديقها الدكتور جيمس كولثرست بأنها مقتنعة بأن عملاء سريين في القصر كانوا يعملون على الإيقاع بها وتشويه سمعتها في وسائل الإعلام اقترح عليها أن تتحدى الجميع وتكشف كل الحقائق.
وتنقل صحيفة "ذا إكسبرس" عن كولثرست قوله إن زواج ديانا "التعيس" دفعها إلى أن تبوح بأسرارها للكاتب أندرو مورتون الذي أصدر لاحقا كتاب "مأساة الأميرة ديانا.. قصتها الحقيقية".
وفي ذلك الوقت نفت ديانا التحدث مع مورتون، وكانت صادقة إلى حد ما في ذلك، إذ كانت في الواقع تجيب عن أسئلة مورتون في مقابلات مسجلة مع كولثرست الذي كان سيسلمها بعد ذلك إلى مورتون.
9. الحديث للإعلام عن المشاكل الشخصية
في عام 1995 كسرت ديانا أهم قاعدة في العائلة الملكية البريطانية وأذهلت العالم بظهورها في مقابلة تلفزيونية مع الصحفي مارتن بشير على قناة "بي بي سي" (BBC).
وفي الحقيقة كانت الأميرة قد رتبت سرا لتصوير المقابلة في شقتها في قصر كنسينغتون دون أن تخبر أحدا بذلك.
وخلال اللقاء تحدثت ديانا عن مشاكلها الشخصية، بما في ذلك علاقاتها خارج إطار الزواج ومعاناتها من الاكتئاب، وكشفت عن سبب اعتقادها بأنها لن تصبح أبدا ملكة لبريطانيا.
وفي 2019 بدا أن هاري وزوجته ميغان قلدا ديانا عندما تحدثا عن المشاكل التي تواجههما مع العائلة المالكة في مقابلة تلفزيونية على قناة "آي تي في" (ITV) مع الصحفي توم برادبي.
10. وفاة ديانا غيّرت وجه بريطانيا للأبد
خلصت الكاتبة إلى أن وفاة ديانا -التي أثارت المشاعر بشكل غير مسبوق في جميع أنحاء المملكة المتحدة- شكلت لحظة فارقة في تاريخ البلاد وغيرت وجهها إلى الأبد.
وتقول الكاتبة إن الحداد الجماعي -الذي بدأ ليلة وفاة ديانا في باريس في 31 أغسطس/آب 1997 وبلغ ذروته خلال مراسم الدفن في لندن يوم 6 سبتمبر/أيلول- شكل أسبوعا مفصليا في تاريخ البلاد وغيّر تلك الصورة الصارمة التي عرفت بها بريطانيا عبر تاريخها "حتى أن الملكة إليزابيث حنت رأسها تكريما لديانا".