[ المشاهير يتضامنون مع جورج فلويد، من اليمين: أوبرا وينفري وريان رينولدز وليدي غاغا - الفرنسية ]
انفجر المجتمع الأميركي مؤخرا بسبب مقتل جورج فلويد ذي البشرة السمراء في 25 مايو/أيار الماضي، على يد أحد رجال الشرطة من ذوي البشرة البيضاء، وذلك أثناء إلقاء القبض عليه، حيث وضع الشرطي ركبته على رقبة فلويد، ليموت خنقا، وصُوّر الأمر كاملا بالفيديو، وأصبحت جملته الأخيرة قبل الموت "لا أستطيع التنفس" شعارا للمظاهرات التي اشتعلت بعد مقتله.
ورغم الخوف من انتشار فيروس كوفيد-19 والتوصيات الطبية بالحفاظ على التباعد الاجتماعي، فإن هذا لم يمنع المهتمين بمستقبل الولايات المتحدة ومن هم ضد العنصرية من النزول في مظاهرات مرتدين الكمامات، ومنددين بأداء الشرطة والحكومة معا، ولم تقتصر المظاهرات على مدينة مينيابوليس حيث قتل فلويد أو حتى في ولاية مينيسوتا فقط، بل امتدت إلى عدد كبير من المدن والولايات الأخرى.
المشاركة في الاحتجاجات
شارك عدد كبير من الفنانين والمشاهير في هذه الحركة الغاضبة، سواء بالنزول الفعلي في الشوارع أو عن طريق إظهار الدعم والتشجيع عبر الحسابات الرسمية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
فبينما تعرض الممثل جون كوزاك إلى مضايقة من الشرطة أثناء تصويره مظاهرة في ولاية شيكاغو، أعلن الممثل كندريك سامبسون أنه أصيب بسبع رصاصات مطاطية أثناء مشاركته في احتجاج بمدينة لوس أنجلوس.
كما أن الممثل جايمي فوكس الحاصل على جائزة الأوسكار، سافر إلى مدينة مينيابوليس للمشاركة في الاحتجاجات، قائلا إنه في هذه اللحظة ليس رجلا شهيرا، بل مجرد مواطن من ولاية تكساس، وعليه مساندة إخوته وأشقائه، وحمل ابنة جورج فلويد فوق كتفيه، معلقا "والدي غيّر العالم".
أما المغنية أريانا غراندي فقد شاركت في مسيرة سلمية تحت شعار ووسم "حياة السود مهمة" (Black lives matter)، ونادت بأن تتم تغطية هذه المسيرة السلمية كما تتم تغطية باقي المسيرات التي يلجأ فيها المحتجون إلى استخدام العنف.
تنديد إلكتروني
وعلى منصة إنستغرام، أعلن الزوجان ريان رينولدز وبلايك لايفلي مدى استيائهما من اضطهاد ذوي البشرة السمراء في أميركا، وشاركا مع الجميع مخاوفهما بشأن تربية أطفالهما في بيئة عنصرية، كما أعلنا تبرعهما بمبلغ مئتي ألف دولار للرابطة الوطنية لذوي البشرة الملونة (NAACP)، ودعا الجميع إلى التبرع للرابطة والدخول على موقعها في حالة الرغبة في معرفة المزيد من المعلومات.
وتشابهت ردود الفعل على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، فقد ندد الجميع بهذه المعاملة العنصرية التي تسببت في مقتل فلويد، وفي مقتل العديد من الأشخاص السود من قبل، وعبروا عن ذلك إما بكلماتهم الخاصة أو بنشر فيديو الحادث أو بنشر أغنية لطفل أسمر البشرة، أو بدعوة الناس للتبرع لمختلف الجمعيات المعنية بأمور ذوي البشرة الملونة، أو حتى بنشر قائمة طويلة تضم أسماء عدة قتلى من ذوي البشرة السوداء.
منشورات يومية وتهديد لترامب
وشارك في هذا التنديد الإلكتروني العديد من الفنانين والمشاهير مثل ذا روك وجيمي لي كرتيس وجين فوندا وكيت هدسون وريس ويذرسبون والمذيع جيمي كيمل وليدي غاغا.
وتبنى آخرون هذه القضية بشكل نشط على مدى أيام، من هؤلاء كانت الممثلة والناشطة سوزان سارندن التي هاجمت عمدة نيويورك عقب بيانه الصحفي قائلة "عار عليك"، والممثل مارك رافلو الذي اعتبر مقتل فلويد والعنصرية ككل أمر غير صحي في أميركا.
أما الممثلة والمغنية تايلور سويفت فقد لجأت مباشرة إلى الرد على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحديدا على تهديده بأن قوات الحرس الوطني ستطلق النار على المحتجين، قائلة إنه سيطاح به في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
كذلك حرصت الممثلة كريستين بيل على نشر العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تدعم المتظاهرين، وتدعو كل من يتابعها على حسابها على إنستغرام إلى فعل المثل، وإعادة نشر الاحتجاجات السلمية التي يقال إنها لا تبث على شاشات الأخبار.
وبالطبع لم يكن أمرا غريبا أن تتحدث المذيعة "الأيقونية" أوبرا وينفري عن الأمر، فقد استغلت لقاءها الأسبوعي الذي تجريه على منصة "زووم" مع عدد من المواطنين للتحدث عن قضية "فلويد"، وعن قضية العنصرية بصورة عامة، وكيفية الحياة في بيئة عنصرية وغير عادلة، خاصة أنها من ذوي البشرة السوداء، وعانت قديما قبل الشهرة من العنصرية.
كما أعلنت المذيعة إلين دي جينرس عن تعهدها بتكريس حساباتها على المنصات الإلكترونية لإحداث تغيير والوقوف في وجه العنصرية ودعمها المتظاهرين.