[ فيلم "لا يوجد شيطان" سيعرض للمرة الأولى يوم الجمعة المقبل خلال فعاليات النسخة 70 من مهرجان برلين السينمائي (غيتي) ]
أعلن المخرج الإيراني محمد رسولاف عن منعه من السفر حيث فعّلت السلطات الإيرانية قرار منع صدر بحقه سابقا، بالإضافة لرفض السلطات إصدار جواز سفر جديد له. وجاء هذا الإعلان من خلال البيانات الخاصة بالمكتب الصحفي لمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الحالية، ووفقا لحوارات شخصية أجراها رسولاف مع مجلتي "هوليود ريبورتر" و"فرايتي".
ويشارك المخرج الإيراني الشهير بفيلمه "لا يوجد شيطان" (There is no devil) في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ 70 المنعقدة في الفترة من 20 فبراير/شباط الجاري وحتى الأول من مارس/آذار المقبل.
وسيتم عرض فيلمه للمرة الأولى يوم الجمعة المقبل، وكان من المنتظر حضور المخرج للعرض الخاص والمؤتمر الصحفي الذي يعقبه مثلما جرت العادة مع سائر أفلام المسابقة الرسمية الخاصة بالمهرجان.
الصمت أو السجن
منع رسولاف من السفر أتى عقب إعلانه في خطاب وجهه لجريدة "هوليود ريبورتر" (Hollywood reporter) أن السلطات الإيرانية في طهران رفضت إصدار جواز سفر خاص به، في حين تمت مصادرة جواز سفره السابق في صيف عام 2017 بعد عودته من مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث فاز فيلمه السابق "رجل متسق مع نفسه" ( a man of integrity) بجائزة أفضل فيلم في قسم "نظرة ما".
وتعرض محمد رسولاف أيضا لخطر السجن، وذلك بعد الحكم عليه بعقوبة السجن المشدد لمدة عام بتهمة "نشر دعاية معادية للجمهورية الإسلامية"، لكن عقوبة السجن لم تنفذ في النهاية واكتفت الحكومة الإيرانية بمنع رسولاف من العمل ومنعه من السفر أيضا.
لا يوجد شيطان
ولكن بعد أكثر من عامين ونصف العام فوجئت طهران بفيلم محمد رسولاف الجديد "لا يوجد شيطان" الذي تم إخراجه في السر، وتدور أحداثه في إطار معارضة عقوبة الإعدام التي ما زالت تطبق داخل أرجاء إيران، وذلك من خلال أربع حكايات متداخلة لأربع شخصيات إيرانية تصل في النهاية لمنصة الإعدام.
في حوار خاص مع مجلة "فرايتي" الأميركية، أعلن رسولاف أنه يرى أن فيلمه الجديد "لا يوجد شيطان" في حقيقة الأمر لا يدور فقط حول عقوبة الإعدام، ولكنه يدور حول تكلفة مقاومة النظام في إيران.
وأشار رسولاف أيضا في حديثه إلى حكايته الشخصية، حيث يؤكد أن مقاومته للنظام الإيراني قد كلفته كثيرا على المستوى الشخصي والمهني، لكنه في النهاية ما زال مؤمنا بأن المحصلة إيجابية، وهو ما يدفعه للاستمرار في المقاومة ضد الرقابة على الفن وحرية التعبير في المجتمع الإيراني.
على جانب آخر، صرح رسولاف بأنه ينتظر الآن تطبيق حكم السجن الذي قد صدر بحقه في العام الماضي، حيث استقبل المخرج الإيراني أخيرا رسالة من الحكومة الإيرانية تفيد بأن طلب النقض قد تم رفضه، مما يهدد محمد رسولاف بالسجن لمدة عامين بدلا من عام واحد.
ينتظر رسولاف إذن اليوم الذي يأتي رجال الشرطة لاقتياده إلى السجن، في حين تنافس أفلامه مرة أخرى ضمن أهم المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، ليعبر رسولاف بشكل عملي عن الفن المولود من رحم المعاناة.