[ أعضاء فريق "لأجل فلسطين" يجمعون بين الخلفية التراثية والاندماج في إيقاعات الموسيقى العصرية (الجزيرة) ]
داخل أزقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يسمع المارون ألحان آلات اليرغول والشبابة والطبل من أحد البيوت، حيث يتدرب شبان على العزف في الحفلات التراثية الفلسطينية البدوية القديمة ضمن مبادرة لإحياء التراث البدوي ودمجه بالموسيقى المعاصرة.
يتجمع شبان غزيون من العائلات البدوية التي نزحت من النقب في جنوب فلسطين التاريخية، داخل منزل عبد الله عبيد (23 عاما) ويتدربون بشكل يومي على إحياء التراث المحلي ويتبادلون فيه الأشعار والأهازيج والأغاني التراثية القديمة.
أسس عبد الله عبيد فريق "لأجل فلسطين" المكون من سبعة أفراد أساسين و27 شابا وشابة في الاحتفالات الكبيرة بداية هذا العام، بهدف الحفاظ على التراث الفلسطيني خلال إحياء الاحتفالات والمناسبات والعروض الموسيقية خصوصا مع الثقافة البدوية التي يعتزون بها بحكم انتمائهم لتلك المنطقة.
يقول عبيد "غالبيتنا في الفريق من البدو، 17 شابا و10 شابات، يتخصصون في إحياء الحفلات والمناسبات السعيدة وغيرها بالطابع البدوي والعمل مع المؤسسات المحلية والدولية إلى جانب التدخل النفسي عبر الفنون والألعاب التي تسهم في معالجة فئات الأطفال والكبار بالفن".
وينوه عبيد لرغبتهم الشديدة في الحفاظ على اللهجة البدوية الموروثة عن الأجداد، ويقول إن "اللهجة البدوية هي لغة الصحاري، تختلف عن العامية لا يفهمها الجميع سوى من عاشرهم".
من جانبه، يشير جبر بلال (25 عاما) أحد أعضاء الفريق إلى أنهم يعبرون عن تراثهم عبر الأغاني والقصائد والدبكة الشعبية والدحية والتطريز البدوي وصناعة الأدوات والأواني المطعمة بالأقمشة التراثية.
ويضيف بلال أنهم يقدمون زوايا حضارية في السيرك، ورقص "البريك دانس" والاستعراض والرقص المعاصر ورياضة الجمباز والباركور.
ويقول بلال إن "حياة البدو في فلسطين عريقة جدا وقدموا نضالا كبيرا ضد الاحتلال الإنجليزي والإسرائيلي، إلى جانب ثقافتهم الاجتماعية التي توحد الجميع في الفرح والحزن، لكن الجيل الجديد من البدو يجهلون الأمثال البدوية وحياة البادية والخيل والدحية، لذا قلنا نحن هنا نثبت أصولنا..".
استقلالية وهوية
ويقول محمد العالول، عازف اليرغول، إنهم مجموعة مستقلة لا تتبع أي فصيل أو مؤسسة أو قبيلة محددة، وقد استخدموا عروضهم داخل مؤسسات محلية لفائدة الأطفال المصابين بالتوحد وغيرهم من فئات المرضى والأطفال في المناطق المهمشة، ويقدمون عروضهم في الزي البدوي القديم بمعدات وأدوات من وحي حياتهم القديمة.
ويضيف العالول أنه "لا يوجد جسم رسمي أو ثقافي يجمعنا في ظل غياب الدور الرسمي لوزارة الثقافة في قطاع غزة والمؤسسات المجتمعية التي تعنى بالثقافة والفن والشباب، نحن نرفض الانخراط في أي عمل سياسي".
ويتابع "لو كنا سياسيين لتبنتنا الأحزاب، لكننا نحافظ على ما هو تراثي فلسطيني بدوي، ما نطمح له هو أن نزرع في ذهن الأطفال والكبار المعدات وطريقة الغناء البدوية وهذا يكفينا أن نرى الأطفال يرددون العزف ورقص الدبكة والدحية وراءنا".