"أيام الفيلم القوقازي": استعادة الماضي
- العربي الجديد الثلاثاء, 06 أغسطس, 2019 - 02:09 صباحاً

[ (من فيلم "أم مخيفة" لـ آنا أوروشادزيه) ]

شكّلت منطقة القوقاز التي تقع عند التقاء قارتيْ آسيا وأوروبا، ساحة صراعات لجميع الدول التي حكمت في الجوار بدءاً من الساسانيين والبيزنطيين ومروراً بالسلاجقة والعثمانيين وصولاً إلى الإمبراطورية الروسية ثم الاتحاد السوفييتي الذي مع سقوطه استقلّ جزءاً منها في جمهوريات أرمينيا وأذربيجان وجورجيا.

 

منذ الستعينيات، أنتجت العديد من الأفلام حول التعدد اللغوي والعرقي في هذه المنطقة وأبرزت جوانب من الحياة الاجتماعية وما شهدته من تحوّلات في القرن الأخير، سواء في البلدان الثلاث المستقلة وما نشأ بينها من صراعات، أو في توثيق حياة العديد من القبائل القوقازية التي لا تزال تحت الحكم الروسي".

 

انطلقت عند الثامنة من مساء أمس الأحد في "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام" في عمّان "أيام الفيلم القوقازي" التي تتواصل حتى الثامن من الشهر الجاري، بمشاركة أعمال وثائقية وروائية من جورجيا وتركيا والأردن، وجمهوريات قبرديا وأبخازيا والشيشان (جميعها تتبع موسكو)، أغلبها تستعيد الماضي.

 

وافتتحت العروض بفيلم "أم مخيفة" (2017) للمخرجة الجورجية آنا أوروشادزيه، والذي تدور قصته حول ربة المنزل "مانانا" التي تجد نفسها أمام معضلة كبيرة، إذ عليها أن تختار بين حياتها العائلية وولعها المكبوت بالكتابة منذ سنوات، لتقرر أن تتبع شغفها وتنغمس في الكتابة وأن تضحي في سبيل ذلك على المستويين العقلي والجسدي.

 

كما يُعرض فيلم "كان لديّ حلم" (2018) للمخرجين التركييْن بورسو ايسنيك وكانتيكين كانتيز، اللذين يوثّقان ترحيل قبيلة "الوبيخ" من القوقاز إلى تركيا عام 1864، عبر قصة امرأة تنتمي إلى هذه القبيلة وترغب بتسمية طفلها باسم من بلغتها الأم، ولكن لا أحد يتذكر تلك اللغة بعد رحيل توفيق ايسينك آخر ناطق بها، لنبدأ رحلة حفيدته بورسو ايسنيك لإعادة كتاب تاريخ الوبيخ.

 

أما فيلم "ناميه" (2017) للمخرج الجورجي إخراج زازا خالافاشي، الذي يتناول قصة عائلة "علي" التي ورثت مهمة رعاية مياه الشفاء المحلية ومعالجة القرويين المرضى في المناطق التي يسكنونها، حيث تبقى الابنة الصغيرة "ناميه" حارسة للتقاليد العائلية، وبموازاة ذلك تتم إنشاء محطة محلية لتوليد الطاقة عبر الماء التي تصبح مهدّدة بالتلوث.

 

إلى جانب فيلم "أنهار عميقة" (2018) للمخرج الروسي القبردي فلاديمير بيتوكوف، الذي يصوّر عودة الابن الأصغر لعائلة حطابين الى الوطن لمساعدة والده وشقيقيه في بيع الخشب، ليكتشف أنه لم يتغير شيء منذ رحيله.

 

تختتم التظاهرة بعرض مجموعة أفلام قصيرة، وهي: "النداء" للمخرج الأردني معتز جانخوت، و"اسمي مخاز" للمخرج الأبخازي إينار نارماني، و"الوطن" للمخرج الشيشاني رسلان ماغومادوف.

 


التعليقات