[ يضم المتحف مجسمات فنية قام بنحتها فنانون بعشرات الأطنان من الشوكولاتة (الجزيرة) ]
يرى بعض الأشخاص أن الشوكولاتة نوع من الطب البديل، لكن ماذا لو كانت رحلتهم إلى متحف كل ما بداخله مصنوع من الشوكولاتة، كيف سيكون شعورهم؟
في الواقع بإمكان الزائر لتركيا أن يجرب ذلك، حيث يوجد متحف خاص بالشوكولاتة وتحديدا منطقة أسنيورت بالجانب الأوروبي من إسطنبول، ويحتوي على أبرز معالم المدينة وأشكال فنية أخرى قام بنحتها فنانون وحرفيون مبدعون من خلال عشرات الأطنان من الشوكولاتة.
ويقع المتحف ضمن مصنع "بليت للشوكولاتة" على مساحة تقدر بـ 25 ألف متر مربع، ويتألف من أربع صالات رئيسية تضم مجسمات ونماذج مصنوعة من الشوكولاتة.
صالات المتحف
يواصل الشاب التركي "حكمت" تجوله في صالات المتحف ولا يتوقف عن التقاط الصور لكل ما هو معروض في المكان الذي يزوره للمرة الأولى، وقد جاء لرؤيته من الطرف الآسيوي من إسطنبول بحسب حديثه للجزيرة نت.
يقف حكمت في الصالة الأولى من المتحف والتي تعرض فيها أشجار مصنوعة من الشوكولاتة ومناظر طبيعية، وهيكل لسفينة نوح عليه السلام وعليها مجسمات لحيوانات بألوان مختلفة، ولكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه وهو يشاهد في الطرف المقابل نافورة الشوكولاتة الساخنة المتدفقة على شكل شلال مائي، فقرر الذهاب إليها والتهام بعض الشوكولاتة بإصبعه وهو أمر متاح لجميع الزائرين.
وبالانتقال إلى الصالة الثانية يمكن للزائر مشاهدة أبرز المجسمات لمعالم إسطنبول عن قرب وجميعها مصنوعة من الشوكولاتة، وفي مقدمتها جسر البوسفور وآيا صوفيا ومسجد السلطان أحمد المعروف بـ "الجامع الأزرق" ومركز فتح القسطنطينية وكذلك برج غالاطة وبرج الفتاة.
أما في الجزء الثالث فتوجد صالة خاصة لإبراز تماثيل لشخصيات تاريخية وتركية شهيرة مثل مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك والعالم المتصوف جلال الدين الرومي والسلطان محمد الفاتح وعدد من أمراء وسلاطين الدولة العثمانية، وكذلك ألبيرت أينشتاين والرسام الإسباني بابلو بيكاسو وآخرين.
أما القسم الربع فهو مصمم على شكال صالة طويلة منفصلة وخاصة بالأطفال الذين تستهويهم الشوكولاتة، ويعتبر المتحف مقصدا مفضلا لهم، حيث يمكنهم رؤية الدمى الراقصة والشخصيات الكرتونية المحبوبة مثل السنافر وبياض الثلج والأقزام وغيرها من الشخصيات التي يتابعونها.
إقبال كبير
"يمكنني القول إن المتحف هو ألطف الأماكن التي زرتها في حياتي، أصوات الموسيقى في أرجائه تجعلك تشعر بالاسترخاء والسعادة، لكنني لا أصدق كيف تتم صناعة هذه المجسمات والمعالم بهذه الدقة" هذا ما قاله الكويتي فهد العنجري والذي يزور المتحف برفقة عائلته.
وقبل أن ينتهي فهد من زيارته للمتحف، قال للجزيرة نت إنه سيحرص على شراء هدايا لأصدقائه وأقاربه من متجر المتحف ذاته والذي يوفر للزائرين إمكانية شراء أشكال مختلفة من المنتجات التي يقدمها مصنع الشوكولاتة في إسطنبول.
وحول سر الإقبال الكبير على المتحف، أوضح مسؤولون بالمتحف للجزيرة نت أن أغلب الزائرين يأتون للمتحف من أجل التعرف على كيفية صنع الشوكولاتة بأنواعها وأشكالها العديدة من خلال متابعة عمل الطباخين في مصنع الشوكولاتة في إسطنبول.
وبحسب القائمين على المتحف، فإنهم حرصوا على توفير صور ورسومات توضيحية تحكي عن قصة الشوكولا وطريقة صناعتها وخطواتها، كما يوفر المتحف موظفين مهمتهم مساعدة الزوار وتقديم المعلومات لهم عن حبوب الكاكاو وصنع الشوكولاتة وكذلك التصميمات الموجودة في المتحف.
ويؤكد مشرفو المتحف بأن فكرة هذا المشروع لا تقتصر على الترفيه فقط وجذب الزوار ولكنها تهدف للمساهمة أيضا في تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي من خلال التعريف بأشهر رموز التاريخ والثقافة والفن، وذلك من خلال الشوكولاتة التي يحبها الجميع.
ولعل أبرز المجسمات تلك التي تحاكي هذه الرسالة، وهو ما يعرضه المتحف في قسمه الأول مصورا للزائر قصة خروج الحيوانات -مصنوعة من الشوكولاتة السوداء والبيضاء- من سفينة سيدنا نوح بعد انحسار الطوفان وهو مشهد يصور ميلاد الحياة من جديد وفقا للقائمين على المتحف.