الحياة في الوقت الحالي تتطلب دائما جزءا من أوقاتنا واهتماماتنا وطاقاتنا. نضغط أنفسنا للتعامل مع أكثر من مهمة في وقت واحد ونزيد من أعبائنا. بدلا من إنجاز ما يكفي من العمل لنشعر بالرضا عادة ما نشعر بالإرهاق وتكدس المهام وعدم الإشباع.
هذا النمط السريع في الحياة لا يقلل من نتائجنا فحسب بل من المستحيل الاستمرار فيه إلى الأبد. لابد من انهيار عنصر ما في نهاية الأمر. فإن لم تكن علاقاتك وسعادتك، فستكون صحتك.
فالإنسان مثل السيارة يحتاج إلى الصيانة حتى يكون أداؤه أفضل. ولابد من شحن البطاريات. لذلك، فأجسامنا في حاجة إلى الراحة والاسترخاء.
ورغم أن عيش مثل هذه الحياة التي تتطلب انشغالا شديدا سهل جدا عندما تكون لديك العديد من المهام التي يتعين إنجازها، فإن الأبحاث تظهر أن العاملين لا ينجزون شيئا إضافيا عندما يعملون 50 ساعة في الأسبوع مقارنة بـ 40 ساعة في الأسبوع. ماذا إذاً عن العمل 70 ساعة في الأسبوع؟ هذه الساعات الزائدة غير المنتجة عادة ما تتعلق بأداء مهام غير منتجة مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والاجتماعات غير الضرورية أو محاولة التعافي من التوترات وقلة النوم.
أفضل طريقة لتحقيق التوازن والإنتاجية الأكبر هو التعامل أساسا مع طاقتنا. قم بأنشطة أكثر تعيد شحن طاقتك حتى يمكنك أن تصبح أكثر نجاحا فيما تختار أن تركز طاقتك عليه.
فيما يلي خمس طرق يمكن أن تقوم بها لتكون أكثر وضوحا وإنتاجية ونجاحا في حياتك:
1- ابدأ يومك صح:
الطريقة التي تبدأ بها يومك لها أثر كبير على مدى إنتاجيتك خلال ما تبقى من اليوم. حاول جعل ذهنك صافيا وتأكد من أن جسمك ومخك يحصل على ما يكفي من الغذاء حيث إن هذا أمر حيوي للقدرة على الإنتاج. إذا استيقظت قلقا أو خائفا أو كنت تشعر بأي انفعال آخر سلبي، ابذل كل ما في وسعك لتعود إلى هدوئك. تذكر أنت الذي تختار كيف تشعر ولا يمكن لأي أحد آخر تحديد ذلك. عبر عن أفكارك في كراسة أو تأمل أو مارس الرياضة.
بعد ذلك، تناول أكلا صحيا للإفطار ولا تلجأ إلى الوجبات التي تعطي جرعة مفاجئة من السكر. غذِ جسمك وعقلك بما يلزم حتى تحقق النجاح.
2- تصور النجاح:
تصور النجاح يمهد الطريق لتحقيق النجاح الملموس. وكما أن الرياضيين يتصورون السباق مرارا وتكرارا في أذهانهم، فإن تصور يومك على أنه سيسير على ما يرام وسيكون مفعما بالطاقة يجعلك قادرا على تحقيق أهدافك.
ضع خطة كل صباح للطريقة التي تريد بها أن يمضي يومك من خلال تصور كل الأهداف. تصور المهام الأساسية أو الاجتماعات أو المناقشات طوال اليوم مع اللجوء إلى الأفكار والانفعالات الإيجابية فقط. من الناحية العصبية، فإن مخ الإنسان لا يفرق بين ما يحدث بالفعل وما نتصوره. لذلك، فإن تصور النجاح يمكن أن يحد من القلق والخوف.
3- التزم بموعد الانصراف بكل صرامة:
قبل أن تبدأ العمل ضع وقتا محددا للانصراف لأنك عندما تعرف أن وقتك محدودا لتنهي كل مهامك عادة ما يجعلك تركز بدرجة أكبر، لهذا فإن الطلبة الذين يذاكرون قبل الامتحانات بوقت قصير يتمكنون من الإنجاز بدرجة أكبر لأنهم ليس لديهم خيار آخر أمامهم.
4- تأمل أو مارس الرياضة خلال فترة الراحة:
أخذ قسط من الراحة البدنية والذهنية من العمل يتيح لك الاسترخاء وإعادة شحن الطاقة والعودة للتركيز بدرجة أكبر. هذه الراحة إذا أمضيتها بشكل سليم سوف تزودك بمزيد من الطاقة وستتمكن من التركيز مرة أخرى لتكون أكثر إنتاجية. اختر التمرينات الرياضية أو الجري لزيادة الأدرينالين مما سيعطيك الطاقة.
5- ضع حدودا والتزم بها:
القدرة على قول "لا" ووضع الحدود الخاصة بك توفر لك الطاقة وتزيد من الإنتاجية. كن واضحا فيما يتعلق باحتياجاتك حتى تؤدي عملك على ما يرام وقل: "لا" للناس والاجتماعات والعمل الإضافي والأنشطة المشتتة والمهام التي لا تحقق لك أي فائدة ولا تؤدي في النهاية إلى نجاح شركتك. إذا كان هناك شخص يقول إن هناك اجتماعا مدته ساعتان، كن واضحا وقل إن أمامك 20 أو 30 دقيقة فقط ثم انسحب من الاجتماع. إذا كان هناك شخص يريدك أن ترد على رسالة أو مكالمة هاتفية قل إن أمامك مهلة محددة ولابد أن تنجز مهمتك في أسرع وقت.