[ فكرية شحرة في ندوة بالقاهرة لمناقشة روايتها صاحب الابتسامة ]
احتفى المركز الثقافي اليمني بالقاهرة بالروائية فكرية شحرة أمس السبت، في ندوة نقاشية حول رواية "صاحب الابتسامة" والتي نظمها المركز الثقافي اليمني بالقاهرة.
وفي الندوة التي قدم أوراقها الشاعر والناقد علوان الجيلاني والروائي وليد دماج قالت الأديبة فكرية شحرة بأن أول قصة قصيرة كتبتها وهي في الثانية عشر من العمر، وإن قراءتها للروايات العربية والروايات العالمية المترجمة من الأدب الروسي والفرنسي والألماني وغيرها شكلت عندها نزعة للكتابة.
وأضافت "لا وقت معين عندي للكتابة ولا طقوس، أجد نفسي فجأة أترك تنور الغاز أو الغسالة وأقوم بكتابة ما لاح بخاطري سواء كان سطرا أو صفحة من الورق".
وكشفت شحرة بأنها تزوجت في سن مبكرة وهي لا تزال في الصف التاسع، وأضافت "وأكملت دراستي الثانوية والجامعية في بيت زوجي". ورغم أنها أنجبت ستة من الأولاد إلا أن ذلك لم يحول دون تحقيق رغبتها في كتابة الأعمال الأدبية.
وأشارت شحرة والتي عاشت وترعرت في مسقط رأسها بمحافظة إب بأنها لا تقوم بعمل خطة لكتابة الرواية "أنا الرواية تكتبني، لهذا تظهر الشخصيات والأحداث تباعا لا أعرف لماذا بدأت ولا أعرف كيف وصلت للسطر الأخير".
وتفسر شحرة ذلك بقولها: "هناك كتاب يكتبون بأرواحهم وقلوبهم.. أنا من هذا النوع".
وعن سبب صاحب الابتسامة تقول: "زرت صنعاء في منتصف ديسمبر 2014م للمشاركة في حفل توقيع مجموعتي القصصية، وهناك تلقيت صدمة عنيفة وأنا أرى مليشيات الحوثي وهي تحكم سيطرتها على عاصمة البلاد، شعرت بأن أحلامي تتبدد.. لقد دمروا أحلامنا على المستوى الشخصي، حلمي أن أكون روائية عالمية ها هو يبدو كسراب بعيد المنال".
وفي الندوة التي حضرها نخبة من المثقفين والمفكرين اليمنيين قالت شحرة: "كان عندي رغبة لكتابة رواية عن شخص يشبه أخي حميد -تقصد الصحفي الراحل حميد شحرة- وعندما شرعت في الكتابة وجدت وحيد بطل روايتي، فنسيت حميد وتملكني وحيد".
وكشفت الكاتبة فكرية شحرة بأن العدد الكبير من الشخصيات في رواية صاحب الابتسامة "كل شخص منهم يمثل شريحة واحدة من اليمنيين"، وعن وفاة أغلب أبطال الرواية تقول: "هو أمر طبيعي لحالة الحرب التي فقدنا فيها الصديق والجار والقريب"، مضيفة بأنها لم تقم بإخفاء أي شخص من أبطال الرواية قسريا، في إشارة لما قامت وتقوم به مليشيات الحوثي.
وتعتبر رواية صاحب الابتسامة وثيقة تاريخية حاولت عبرها المؤلفة التوثيق لأبرز الأحداث والوقائع التي عاشها اليمنيون خلال الحرب "نقلت الواقع بحذافيره عبر شخصيات الرواية المقيمة في صنعاء وعدن وتعز ومأرب والجوف وغيرها"، قالت شحرة.
رواية صاحب الابتسامة صدرت في جزئين الأول عام 2017م ويقع في 192صفحة من القطع المتوسط، والثاني عام 2018م ويقع في 253 صفحة من القطع المتوسط أيضاً.
وفي ورقته المعنونة بشاعات الحرب في بدائع السرد قال الشاعر والناقد علوان الجيلاني: "تبدأ الرواية بتمهيد فلسفي مبسط قبل أن تحتدم أحداثها عند دخول الحوثيين صنعاء، يرتكز الاشتغال فيها على ثلاثة محاور المحور الوثائقي الذي يقدم مشهد الحرب في اليمن بكثير من التفاصيل يستوجبها الوضع ويستوجبها السرد نفسه وهو سرد يقدم إدانات قوية لما يحدث من خلال التفاصيل المرعبة للاعتقالات والقتل والقصف والموت الجماعي والمجاعات والخوف والتمزق النفسي وعبث الإنسان بالإنسان".
واعتبر الجيلاني في ورقته أن المحور الثاني هو المحور العاطفي الرومانسي المتمثل في علاقة الحب الملتهبة بين بطل الرواية وحيد وعفراء العدنية وهو محور وجودي تتحكم فيه الحرب وتطبعه بطابعها قرباً وبعداً.
ومضى الجيلاني في تقسيمه لمحاور الرواية وصولا للمحور الثالث والذي يتشكل من وقود العمل وهم مجموع الشخصيات حد قوله، "والتي تظهر في العمل هنا وهناك مثل عبد الله اليمني أو تعزية الرصيف أو عاطف صاحب الدكان أو محمد مدرب التنمية البشرية أو أحمد النويرة أو حاتم ومراد وأنور المجند أو شايف وسماح حيث يبني السرد من تلك الشخصيات سرديات مؤازرة ومساندة كثيراً ما تتأسس بها وجهة النظر تجاه المشهد العام أو المشهد الحياتي الذي يخلقه السرد".
واعتبر الجيلاني بأن المؤلفة نفسها قد ملأت صفحات روايتها الكثيرة بضجيج الجمال والفن والأحاسيس الإنسانية النبيلة وكانت مجنونة بشكل كاف لتقدم لنا جنون الحرب وتدين وقائعها المحزنة، حد قوله.
هي أفضل رواية يمنية على الإطلاق، هكذا وصف الروائي وليد دماج الكاتبة والروائية فكرية شحرة.
وقال دماج وهو روائي يمني مرموق "إن الرواية من أجمل الروايات التي توثق للمرحلة وإن الراوية لغتها وعباراتها جزيلة"، مستدركا بقوله: "إلا أنها أكثرت من التقريرية بسبب نزعتها الصحفية".