بدأ المثقفون والمفكرون العرب المقيمون في إسطنبول، الأربعاء، لقاءهم الأول من نوعه؛ بهدف التعارف، وتبادل الآراء، والسعي لإطلاق وتطوير مشاريع مشتركة.
إذ تنظم دائرة الشؤون الثقافية في بلدية إسطنبول الكبرى "ملتقى المثقفين العرب المقيمين في إسطنبول"، لمدة يومين، ويشارك فيه أكثر من مائة مثقف وسياسي ومفكر، بحضور تركي رسمي وأكاديمي وإعلامي.
وانطلقت فعاليات الجلسة الافتتاحية للملتقى، صباح اليوم، وشهدت إلقاء كلمات ترحيبة بحضور الملتقى من كل من رئيس بلدية إسطنبول الكبرى مولود أويصال، ونائب رئيس مجلس الأمناء لوقف "نشر العِلم" التركي بلال أردوغان، والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، ياسين أقطاي.
وبعد الجلسة الافتتاحية، سيتم عقد مجموعة جلسات يحصل خلالها المشاركون من المثقفين العرب على فرصة للتحدث.
وبنهاية الجلسات، سيتم جمع الملاحظات، ووضعها في تقرير، لتضمينها في البيان الختامي.
وحسب الجهة المنظمة، فإن الهدف من الملتقى، هو التعارف وتبادل الآراء، في إطار السعي لإطلاق وتطوير مشاريع مشتركة، والمساهمة في دمج خبرات المثقفين العرب في بنية الحياة الثقافية في تركيا.
كما يسعى اللقاء إلى مناقشة فرص التعاون المتبادل في مشاريع ثقافية، من قبيل إعداد أعمال أدبية وشعرية، وإطلاق مجلات، وأعمال مسرحية وسينمائية، فضلا عن خلق جسر ثقافي بين المثقفين العرب والجامعات والمجالس العلمية والثقافية في إسطنبول وباقي المدن التركية الكبرى.
وتتضمن قائمة الحاضرين سياسيين من مختلف الدول العربية، فضلا عن أكاديميين وشعراء ورسامين وخطاطين وموسيقيين وإعلاميين ورؤساء منظمات مجتمع مدني.
ويبرز من الحاضرين رئيس حزب غد الثورة المصري المعارض أيمن نور، والأكاديمي والخبير العراقي صبحي ناظم توفيق، ووزير الإعلام المصري السابق صلاح عبد المقصود، والرسام السوري خيام زيدان، ومديرة ائتلاف المرأة المصرية (أهلي) فاتنة سليمان.
ومن الجانب التركي، يشارك عدد من خبراء وقف الأبحاث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التركية (سيتا)، إضافة لأكاديميين وصحفيين مختصين بشؤون الدول العربية.
النائب في البرلمان التركي ياسين أقطاي، قال في كلمته بالجلسة الافتتاحية: "هذا ملتقى المثقفين العرب المقيمين في إسطنبول، والمثقفون العرب أرادوا أن يعلنوا إسطنبول عاصمة الإنسانية، وليس عاصمة المثقفين فقط، وهم يقصدون كل تركيا وسياستها".
وأضاف أن "تركيا في الدعم الإنساني هي من أوائل دول العالم، وهو شيء نفتخر به، وسنجعله ميراثا لأحفادنا؛ لأن تركيا تستضيف 3.5 ملايين من السوريين ولا نقول عنهم لاجئين بل ضيوف، وبهذا التقارب وهذه السياسة تركيا أصبحت عاصمة للإنسانية في العالم".
واعتبر أن "إسطنبول ليست عاصمة للإنسانية فقط، بل هي عاصمة للثقافة وهذا هو تاريخها، إسطنبول في تاريخها العثماني كانت وأصبحت عاصمة للثقافة؛ لأن اسطنبول تضمن كل الأديان والثقافات. أوروبا تفتخر وكأنها هي وجدت مبدأ التنوع الثقافي، لكن أصلها من الحضارة الإسلامية".
وخاطب أقطاي الحاضرين العرب بالقول: "معظمكم له مشاكل، ونحن جاهزون من أجل حلها، نشعر بمشاكلكم، ونهتم بها لأنكم أنتم المهاجرون ونحن الأنصار، وملتقانا هذا فرصة لتشكيل مهد الحضارة الجديدة".
واستعرض في كلمته المشكلات التي اعترضت البلدان العربية بعد الربيع العربي والثورات المضادة، مبينا أن تركيا نالت نصيبها من ذلك، ورغم المحاولات فشل الانقلاب في تركيا، وكل هذه التطورات جعلت من إسطنبول ملتقى للعرب.