[ تعتمد القيادة الجيدة المستمرة على القدرة على التأثير في الآخرين ]
في حين أن هناك الكثير من الصفات المرتبطة بالقيادة الجيدة، فإن الود أحد هذه الصفات التي نفكر بها على الفور. هذه سمة لا تلقى ما يكفي من الاهتمام والتقدير بين الأفراد في المناصب القيادية خاصة أنها تتعارض مع الصورة التقليدية للرؤساء باعتبارهم مسيطرين.
تعتمد القيادة الجيدة المستمرة على القدرة على التأثير في الآخرين بحيث تصبح هناك رؤية مشتركة بين الفرق لتعمل نحو هدف مشترك. لا يمكن تحقيق هذا بنجاح على يد من يعتمدون على الخوف في إدارتهم للناس لأن الناس يميلون أكثر لاتباع فرد ودود. ومن هنا، نجد أن الود من السمات الأساسية لأي قادة طموحين.
فما هي إذا العادات والسمات الأساسية التي تميز الشخص الودود الذي لديه القدرة على التأثير في الآخرين وسط غيره من الشخصيات؟
1. لديه موقف إيجابي يتأثر به من حوله:
التشكك حالة عادية بالنسبة للبعض خاصة في عالم العمل والقيادة التجارية. يسهل جدا أن نصاب بالشك نتيجة تراكم أحداث مختلفة من الاجتماعات المتكررة التي لا تخلو من مشاكل إلى الدوافع الخفية لدى الآخرين. من السهل الاستسلام لهذا الميل لكن الأشخاص الودودين عادة ما يحتفظون بالروح الإيجابية التي تؤثر فيمن حولهم ويساعدون على رفع الروح المعنوية للآخرين.
2. دائما ما يستفيدون من فشلهم:
هذه النظرة الإيجابية تتجلى بطرق مختلفة لكنها تتضح بالتحديد وقت الشدة. الأشخاص الودودون دائما ما يبحثون عن دروس إيجابية من الفشل بدلا من التذمر من النواقص والشعور بالاستياء. يقول نابليون هيل (الذي ألف كتاب: "فكر وكن ثريا") إن الشخصيات الودودة من المرجح أكثر أن تعبر عن امتنانها لأنها اكتسبت خبرة ما لم تكن لتحصل عليها دون هذا الفشل.
3. يحبون البحث وطرح الأسئلة:
الأشخاص الودودون يجيدون التواصل سواء فيما يتعلق بالحديث عن أفكارهم أو الإصغاء للآخرين. لذلك، فبدلا من التركيز على وجهة نظرهم وانتظار الفرصة التالية للحديث، فإنهم يستمعون إلى وجهة نظرك ويستوعبون معناها. يتضح هذا كثيرا من خلال طبيعتهم التي تميل إلى البحث وطرح الأسئلة لأن هذا يزيد من الاهتمام بما يُقال ويبرز مدى اهتمامهم بالآخرين.
4. يتحدثون بنبرة واثقة وودودة دائما:
الأشخاص الودودون الذين يؤثرون في الآخرين يميلون أيضا للحديث بطريقة تدل على الثقة بالنفس. هذا يعطي على الفور شعورا بالطمأنينة سواء كانوا يتحدثون مع فرد أو مع مجموعة. هذه الطريقة في التواصل تشير أيضا إلى القدرة على التحكم في النفس مما يوحي للمستمعين بالثقة.
5. يحافظون على هدوئهم دائما:
أيام العمل مليئة بالإحباطات تماما مثل العالم المحيط بنا، سواء كان هذا المشاكل اليومية التافهة أو وقاحة الآخرين كلها أحداث يمكن أن تصيبنا بسهولة بالإحباط وربما نفقد هدوءنا أمام الآخرين. أما الأشخاص الودودون فقادرون على الحفاظ على هدوء أعصابهم دائما ويتجنبون ردود الفعل المبالغ فيها والمواجهات المحتملة.
6. منفتحون ويقبلون التغيير:
تحدثنا بالفعل على أثر التشكك على الأفراد وعلى من حولهم لكن من المهم الإشارة إلى أن هذه الصفة تؤدي أيضا إلى جعل الشخصية منغلقة ومقاومة لأفكار معينة. كما أنها تمنع الناس من التفاعل مع المختلفين. أما الودودون فليس لديهم هذه المشكلة على الإطلاق لأن موقفهم دائما إيجابي ومنفتح يقبل التغيير والاختلاف.
7. قادرون على كبح الأفكار السلبية:
في حين أن الأشخاص القادرين على التعبير عن أنفسهم عادة ما يكونون صادقين فإن هذه الصفة يمكن أن تكون مضرة لدى التفاعل مع الآخرين. رغم أن الأشخاص الودودين قادرون على التعبير عن أنفسهم إلا أن لديهم أيضا قدرة على الانضباط تمكنهم من كبح أي أفكار سلبية مع تجنب الحديث عنها أمام الآخرين. يحول هذا دون شعور الآخرين بالإهانة مثلا وهو أمر مهم بالنسبة للروح المعنوية المرتفعة والعلاقات المثمرة.
8. لا يحبون لفت الأنظار:
حب لفت الأنظار من الصفات المذمومة سواء في مكان العمل أو في المنزل. ينبع هذا السلوك من رغبة الشخص في أن يلاحظه الآخرون. وبما أن هذه ليست صفة محببة فليس مدهشا إذا أن الأشخاص الودودين من المرجح أن يكون لديهم ميل لعدم لفت الأنظار إلا إذا كانت هناك قضية عامة أو هناك إنجاز تحقق بشق الأنفس.
9. يشيدون بالآخرين بصدق:
رغم أن الإشادة مسألة مرحب به دائما وطريقة ممتازة لتحسين المعنويات فإن الإشادة الزائفة عادة ما تثير الشكوك والافتقار إلى الثقة على نطاق كبير. هنا يتفوق الأشخاص الودودون كأفراد، لأنهم لا يترددون في الإشادة بمن يستحق دون مبالغة أو دون إعطاء انطباع بالكذب. هذه من صفات التواصل الممتازة لأنه لابد أن تكون قادراعلى الإشادة بالآخرين بصدق حتى يلقى كلامك قبولا حسنا.
10. يثقون بشخص ما لدرجة كافية تسمح له بذكر عيوبهم:
من المهم أن نؤكد مجددا أن الود ليس مجرد صفة نزين بها مظهرنا الخارجي، وأن القادة الذين يتظاهرون بالود لن يكونوا موضع تصديق. الأشخاص الودودون عن صدق ينالون الإشادة لأنهم يهتمون بسلوكياتهم وسمعتهم وبالطريقة التي ينظر بها الآخرون لهم. كما من المرجح أن يكون لدى الشخص الودود فرد موضع ثقة أو شبكة من المؤيدين تتحدث معه بكل صدق دائما وتقدم له المشورة بشأن عيوبه والمجالات التي يمكن تحسينها.