دخلت روسيا الحرب في سورية الأسبوع الماضي لمؤازرة حليفها الرئيس بشار الأسد، بعدما فقد السيطرة على غالبية المواقع والمدن وتكبد جيشه خسائر عدة. وبدأت موسكو غارات مكثفة على مواقع المعارضة السورية في مدن مثل إدلب وحماة وحمص، أوقعت ضحايا ودماراً كبيراً.
وتثير المشاركة الروسية في الحرب السورية تساؤلات الخبراء العسكريين والمتابعين حول نوعية الأسلحة والمقاتلات التي نفذت وفق ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية، 60 غارة خلال ثلاثة أيام.
*المقاتلات الروسية المشاركة في الحرب في سورية وميزاتها:
يستخدم سلاح الجو الروسي في الحرب السورية مقاتلات من أنواع عدة وفق أستاذ العلوم العسكرية في «أكاديمية الدراسات الجيوسياسية» قسطنطين زيفكوف. ومن هذه المقاتلات:
1- المقاتلة «سوخوي 25»: وهي طائرة تقدم دعماً نارياً للقوات المشتبكة مع العدو، وتحلق على ارتفاع منخفض وهي مزودة برشاش ثقيل. أُدخلت عليها تعديلات وتحسينات مع نهاية الحرب الباردة. تسمح باستخدام القنابل الموجهة وذخائر ذكية أكثر دقة وأبعد مدى، وجُهّزت بكاميرا توجيه في مقدمها.
2- المقاتلة «سوخوي 24»: هي قاذفة تكتيكية بحمولة كبيرة وسرعة فائقة وأجنحة متحركة تسمح لها بالقصف من ارتفاعات شاهقة أو بالطيران المنخفض، وتُعتبر القاذفة الروسية الأولى القادرة على توجيه ضربات دقيقة بمساعدة معداتها الإلكترونية قبل ظهور «القذائف الذكية»، بالإضافة إلى أنها مجهزة لاستخدام الذخائر الذكية وتوجيهها بالليزر، وكذلك بنظام «غلوناس» للأقمار الاصطناعية.
3- المقاتلة «سوخوي 30»: هي متخصصة بتحقيق السيطرة في الجو وتوجيه الضربات إلى الأهداف الجوية والأرضية والبحرية في شتى الظروف الجوية، إذ تستخدم الصواريخ الموجهة وغير الموجهة، وتمتاز بقدرتها على القيام بدوريات بعيدة المدى والرصد الراداري، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة الذكية من دون الدخول في منطقة الدفاع الجوي المعادية.
وتستخدم «سوخوي 30» صواريخ «جو - جو» متوسطة وقصيرة المدى مزودة بالرؤوس ذاتية التوجيه العاملة بالأشعة تحت الحمراء، والصواريخ الموجهة «جو - أرض» المزودة بالرؤوس الموجهة ذاتياً بالرادار والليزر، وقنابل عنقودية، بالإضافة إلى مدفع من عيار 30 ميليمتراً.
4- المقاتلة «سوخوي 34»: تُعد من أحدث الطائرات المقاتلة الروسية، وهي متعددة المهام ومزيج بين المقاتلة وقاذفة القنابل. وتتصف بقدرتها الفائقة على تدمير أهداف صغيرة الحجم، وبإمكانها التعامل مع الأهداف البرية والبحرية والجوية في كل الظروف المناخية.
زُودت بمنظومات أسلحة موجهة حديثة، بالإضافة الى محركات اقتصادية في استهلاك الوقود، ولها خزانات وقود إضافية تمكنها من التحليق مسافات بعيدة. وتُعتبر هذه الطائرة من جيل الطائرات الرابع، أسلحتها صواريخ مجنحة وصواريخ غير موجهة وقنابل جوية ومدفع من عيار 30 ميليمتراً.
*عدد المقاتلات التي تملكها روسيا، وأبرز نماذجها بشكل عام:
- المقاتلة «ميغ 29»: يملك سلاح الجو الروسي 291 مقاتلة منها، ولها عدد من النماذج طُورت على مراحل وهي: «ميغ 29 أس» و«ميغ 29 أس أم تي» و«ميغ 29 يو بي» و«ميغ 29 يو بي تي».
- المقاتلة «ميغ 31»: تملك موسكو 134 مقاتلة منها، ولها نموذجان طُوّرا على مراحل هما: «ميغ 31 بي» و«ميغ 31 بي أم».
- المقاتلة «سوخوي 24»: عددها 280 مقاتلة، ولها ثلاثة نماذج: «سوخوي 24 أم» و«سوخوي 24 أم2» و«سوخوي 24 أم آر».
- المقاتلة «سوخوي 25»: عددها 199 مقاتلة، ولها ثلاثة نماذج أيضاً: «سوخوي 25» و«سوخوي 25 أس أم» و«سوخوي 25 يو بي».
- المقاتلة «سوخوي 27»: عددها 359 مقاتلة، وتضم أربعة نماذج: «سوخوي 27 بي» و«سوخوي 27 أس أم» و«سوخوي 27 أس أم3» و«سوخوي 27 يو بي».
- المقاتلة «سوخوي 30»: عددها 50 مقاتلة، ولها نموذجان: «سوخوي 30 أم2» و«سوخوي 30 أس أم».
- المقاتلة «سوخوي 34» و«سوخوي 35»: ويملك سلاح الجو الروسي 61 مقاتلة من الأولى و48 مقاتلة من الثانية.
وتطور موسكو حالياً المقاتلة «سوخوي تي 50»، وهي الأحدث، وتدخل ضمن الجيل الخامس لمقاتلات «سوخوي» وتتفوق على المقاتلتين «أف 35» الأميركية و«جي 20» الصينية، وفق موقع «بيزنس إنسايدر».
وتستطيع «سوخوي تي 50» التحليق على ارتفاع عال وبسرعة كبيرة، ثم التوقف التام بشكل عامودي. ومن هذه الوضعية، يمكن للطائرة أن تهبط كما لو أنها تسقط، وعندما تصل الى الارتفاع المطلوب تعود لتحلق من جديد لتنفيذ مهمات قتالية متعددة. يمكنها اكتشاف الأهداف المعادية على بعد يزيد على 400 كيلومتر، وتستطيع متابعة 60 هدفاً في آن واحد وتدمير 16 هدفاً دفعة واحدة، معتمدة على تقنية "الليزر" العالية، بالإضافة إلى أنها تستطيع حمل أكثر من سبعة أطنان من الذخيرة.
ووفق «بيزنس إنسايدر»، ستُعرض «سوخوي تي 50» على البلدان الحليفة لروسيا التي تبحث عن بديل لـ «أف 35» الأميركية نتيجة تأخر إنجاز مقاتلة الجيل الخامس منها من جانب شركة «لوكهيد مارتن». ويتوقع الخبراء الروس بيع نحو 1000 مقاتلة من «سوخوي تي 50» في جميع أنحاء العالم.