[ الفنان محمد عبده ]
أصدر فنان العرب محمد عبده، قبل أيام، أغنية بعنوان "القرار"، كلمات الشاعر السوري الراحل نزار قباني. اللافت أن الأغنية التي قام بإعادة تلحينها "طلال" غناها الفنان اللبناني عاصي الحلاني قبل 15 عاماً، بعد أن غزت موجة القصائد الغنائية في ذلك الوقت السوق العربية، وتأثر عدد من المغنين بأسلوب وأداء الفنان كاظم الساهر، لجهة إحيائه مجموعة من القصائد التي كتبها الشاعر نزار قباني، والذي كان الساهر التقاه مرات، في العاصمة البريطانية لندن، قبل رحيله.
ويبدو أن الساهر لم يكن يدرك أنه يفتح شهية عدد من الفنانين لغناء القصائد، على الرغم من تفرّده الخاص بهذا اللون الغنائي، وتقبل الجمهور له بطريقة جيدة. وبعد أكثر من عقد، تعود قصائد قباني مجدداً لتثير جدلاً في سوق الإنتاجات الغنائية، ظنّاً أن هذا النوع قد يحصد مزيداً من النجاح في صفوف المتابعين.
يدخل محمد عبده مجدداً، وسط المقارنة بينه وبين عدد من الفنانين في واحدة من أشهر قصائد الشاعر الراحل نزار قباني، قصيدة "القرار". لكن الملحن طلال الذي أقنع عبده بغناء القصائد، طمعاً في كسب مزيد من الشهرة والنجاح، قال إنه طلب إذنا من عاصي الحلاني الذي وافق على تقديم الأغنية مرة جديدة وبلحن آخر، وقال إن السبب في قبوله هو التنوع في القصائد المغناة، فكيف إذا ما كانت القصيدة بصوت محمد عبده وفق عاصي الحلاني؟
وكذلك يبدو أن شركة "روتانا" المُنتجة أو الراعية لهذا العمل لم تعد بذاكرتها إلى أن القصيدة من إنتاجها في عام 2002 وفي ألبوم للحلاني نفسه، فاكتفت اليوم، بمباركة العمل وإصداره في ألبوم آخر لمحمد عبده حمل عنوان "رماد المصابيح" وتضمّن القصيدة نفسها.
محاولة تثير فضول الإعلام، لكنها بدت ضعيفة على صعيد التوزيع الموسيقي واللحني للقصيدة، ولو أن صوت محمد عبده يبدو جيداً إنما غير متناغم مع وقع الكلمات التي كان من الأفضل نسيان النسخة الأولى بصوت الحلاني، وتجنيد الموسيقى الجديدة بطريقة تتماشى مع قدرة وحرفية عبده في الغناء، وليس العكس، وكان بإمكان التوزيع الموسيقي أن يُنقذ المفردات بطريقة سلسة تسهل من قدرة وصولها أكثر إلى الجمهور العربي.
المصدر: العربي الجديد