بعد أقل من 48 ساعة من القبض عليها، قضت محكمة جنح قصر النيل، اليوم (السبت)، بحبس الممثلة الشابة شروق عبد العزيز، سنة، لإدانتها بممارسة أعمال منافية للآداب، والتحريض على ممارسة الفجور من خلال مشاركتها على موقع إباحي شهير عبر شبكة الإنترنت.
ويأتي الحكم السريع عليها بعد أن أثار خبر القبض عليها حالة من الجدل على الشبكات الاجتماعية، خصوصاً بعد الاتهامات التي وجهتها لها الشرطة المصرية بممارسة الدعارة مستخدمة في ذلك موقع تواصل اجتماعي وصفته بـ"الإباحي"، في حين أطلق البعض هاشتاغاً للتضامن مع الفنانة الشابة، خصوصاً بعد ربط البعض بين تلك القضية والفيديو الشهير الذي نشرته في بداية العام تهاجم فيه وزارة الداخلية.
بيان "الداخلية" واستدراجها عن طريق "مخبر سري"
البداية كانت مع بيان قامت وزارة الداخلية بتوزيعه على الصحف المصرية، ذكرت فيه تفاصيل قيام قوة من وزارة الداخلية بالقبض على الفنانة الشابة بتهمة ممارسة الدعارة، ولكن جاءت التفاصيل مختلفة عن المعتاد في تلك القضايا ووجود حالة تلبّس داخل شقة، حيث ذكر البيان أن القبض على شروق جاء بعد وصول معلومات إلى رجال الإدارة العامة لمكافحة الآداب حول نشاطها.
وأوضحت "الداخلية" في بيانها، أنه تم تشكيل فريق بحث للتأكد من صحة تلك المعلومات، وتبين لهذا الفريق أن الفنانة لديها صفحة على موقع "whosher"، وبدأت الوزارة التواصل مع الفنانة عن طريق مصدر سري بشرطة الآداب "مخبر"، وذلك عقب الحصول على قرار النيابة، وطلب منها ممارسة الرذيلة مقابل منحها المبلغ المالي الذي تطلبه، ووافقت مقابل الحصول على 300 دولار، على أن تقابله في منطقة الزمالك.
وذكرت الشرطة أنها جهزت حملة أمنية، نجحت في القبض عليها في أثناء لقائها المصدر السري دون ذكر وجود لحالة تلبّس داخل شقة سكنية، وتحديد مكان القبض عليها بمنطقة الزمالك، وهو ما ذُكر في تفاصيل التحقيق معها بالنيابة العامة التي أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة القضية بتهمة ممارسة الدعارة والتحريض على الفجور.
فيديوهات ساخرة وعداء مع "الداخلية" من فبراير الماضي
وتعد شروق عبد العزيز إحدى الفنانات التي سعت للاستفادة من الشبكات الاجتماعية لتحقيق شهرة كبيرة، وذلك عن طريق نشر فيديوهات ساخرة لها تتحدث بها عن بعض القضايا العامة، وهو ما حدث معها بالفعل وأصبحت اسماً معروفاً لدى الشباب رغم أنها مازالت طالبة بالمعهد العالي للسينما، وهو الأمر الذي دفع عدداً من المنتجين للاستعانة بها في أعمالهم السينمائية والدرامية.
ولكن، أصبحت شروق مثيرة للجدل من الجانب السياسي بعد الفيديو الشهير الذي نشرته في فبراير/شباط الماضي، والذي هاجمت فيه وزارة الداخلية وقالت: "النهارده عيد ميلادي، بس أنا مينفعش أحتفل بيه وفي واحد دمه مهدور على إيد (...) من الشرطة، وبحب أقولهم كل سنة وانتوا (...)، وكل سنة وانتوا (...) ناس في مصر".
وبعد انتشار الفيديو ، طالبت إحدى الصفحات الشهيرة التي يديرها مجموعة من ضباط الشرطة باسم "الشرطة المصرية"، بمحاكمة شروق لسبها جهاز الشرطة وبعض أفرادها، ونشرت تعليقاً على صورة شروق كُتب فيه: "البنت دي ظهرت، معرفش اسمها باين شروق عبدالعزيز، في فيديو شتمت الشرطة بأقذر الشتائم وفي منتهي السفالة، هي كومبارس حلمها الشهرة، أحمد مالك وشادي وسبناهم للمجتمع ودي؟".
في حين قام أحد ضباط الشرطة بنشر مقطع فيديو يهاجم فيه شروق، قائلاً: "دي مجرد بنت عاوزه تتشهر وبس، ونفسها تبقى ممثلة ومش عارفة، واللي قالته ده عيب ومايصحش، هي عايزة تتشهر على حسابنا".
وحاولت الفنانة الشابة تخفيف حدة الهجوم الشديد الذي تعرضت له عقب الفيديو بنشر تصريحات صحفية، ذكرت فيها أنها لم تقصد جميع ضباط الشرطة ولكنها تقصد مجموعة بعينها، إلا أن تلك التصريحات وقيامها بحذف الفيديو من صفحتها الرسمية على الـ"يوتيوب" لم يخفف حدة الهجوم عليها في الصفحات المؤيدة للشرطة ويقودها عدد من الضباط، خصوصاً مع قيام آخرين بإعادة نشر الفيديو.
شروق تستعين بالقرآن.. والسوشيال ميديا يدافع عنها
ونشرت الصفحة الرسمية الخاصة بشروق عبد العزيز على "فيسبوك"، تدوينتها الأولى بعد القبض عليها، ذكر فيها عدد من الآيات القرآنية، في إشارة إلى أنها تتعرض لظلم من قِبل الشرطة.
الموقف القانوني
وعن موقف نقابة المهن التمثيلية منها، قال أشرف زكي، نقيب الممثلين، لـ"هافينغتون بوست عربي"، إنه ليس لديه تفاصيل ما حدث مع شروق بشكل دقيق غير الذي تم نشره بالأخبار، مضيفاً أن "شروق ليست مقيدة في النقابة، وليس لدي شيء آخر أقوله عن الأمر".
في حين قال رضا الدنبوقي، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، إن ما جاء في بيان وزارة الداخلية حول القبض على الفنانة الشابة شروق عبدالعزيز يعد دليلاً دامغاً على براءتها ولا يدينها في شيء.
وأضاف الدنبوقي أن إجراءات "الداخلية" في تلك الواقعة باطلة ولا يعتد بها أو يعول عليها، نظراً لمخالفتها قانون الإجراءات الجنائية والدستور المصري وانتهاكها حريات الأفراد، وما تم من جانب "الداخلية" يعد نوعاً من التلفيق للتهم وخلق الأدوار وتوزيعها على كل من يعبر عن رأيه.
وأضاف: "تدخّل الشرطة في تلك الواقعة يعد نوعاً من الاعتداء على الحريات؛ لأن الفجور لا يحتاج إلى الاستدعاء، كما أن الاستدعاء الممثل في التواصل معها عن طريق (الواتس آب) يشير إلى أن الوزارة أصبحت طرفاً في الاتهام؛ لأنها ساعدتها على ممارسة الفجور". وتابع: "الشرطة خرجت عن دورها وأصبحت تقوم بدور مشابه لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبطلان الإجراءات سيفسد كل شيء، ومن ثم فإن المركز يعلن استعداده التام للدفاع عنها حتى صدور حكم نهائي بشأنها".
في حين قال نجاد البرعي، المحامي والناشط الحقوقي، إن "التشكيك في الإجراءات المتبعة مع شروق يرجع إلى تجارب سابقة مع جهاز الشرطة، وحال القانون المصري وما به من مواد مطاطة في كثير من المواقع، هو ما يسمح لبعض رجال الشرطة باستخدامه ضد خصومهم فيما يعرف بـ(تلفيق القضايا)، ولكننا ليس لدينا الأدلة الدامغة في تلك القضية لمعرفة الحقيقة بها".
ويأتي القبض على شروق في الأسبوع نفسه الذي تم خلاله القبض على همام حسين، الشهير بـ"شرشوب همام" صاحب الفيديوهات الناقدة للنظام المصري بلهجته الصعيدية، ولكن التهم التي وجهتها إليه الشرطة المصرية لم تكن سياسية، حيث ذكرت أنه متهم في قضايا مخدرات ونشل.