في كل عام، تُطلق قطر العديد من الحملات الخيرية خلال شهر رمضان؛ لتقديم الإفطار للصائمين وتوفير المساعدات اللازمة للفئات الأكثر احتياجا داخل البلاد وفي 60 دولة.
ويشارك في الحملات، التي باتت عادة قطرية تتكرر كل رمضان، كل من "قطر الخيرية"، و"الهلال الأحمر القطري"، ووزارة الأوقاف القطرية، بالتعاون مع مؤسسات أخرى، إضافة إلى جهود المؤسسات الأهلية.
وتشمل الحملات مساعدات وخدمات مختلفة، منها توزيع الطعام والأموال والدعم الطبي والتعليمي، وغيرها مما يساهم في تخفيف العبء عن كاهل الأسر المحتاجة في شهر الخير.
** قطر الخيرية
من جانبها أعلنت مؤسسة "قطر الخيرية" (أهلية)، عن حملتها الرمضانية لعام 2023، تحت عنوان "رمضان الأثر"، التي تُنفذ مشاريعها داخل قطر وفي 40 دولة حول العالم.
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن قطر الخيرية، وهي مؤسسة رائدة في البلاد، قولها، إن "الحملة تستهدف مليوني شخص، بتكلفة إجمالية تصل إلى نحو 118 مليون ريال (32,4 مليون دولار)".
وقال مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع تنمية الموارد والإعلام بالمؤسسة حمد فخرو، إن "قطر الخيرية اختارت (رمضان الأثر) اسمًا لحملتها، للفت الأنظار إلى أهمية استثمار الشهر الفضيل في البذل والعطاء".
وتشمل الحملة خمسة مشاريع رئيسة، هي: إفطار الصائم، والسلال الغذائية وموائد الإفطار، وتوزيع زكاة الفطر، وكسوة العيد، وعيدية الأيتام وأطفال أسر ذوي الدخل المحدود.
مشروع إفطار الصائم، تُغطي وجباته وموائده أغلب مناطق قطر، وتشمل وجبات "الإفطار المتنقل" التي تُوزَّع على العمال، بقيمة إجمالية 1,8 مليون ريال (494 ألف دولار)، ويستفيد منها 108 آلاف شخص.
كما تشمل جهود قطر الخيرية لإفطار الصائمين، عمل 34 مائدة جماعية يوميا في المناطق المختلفة، بتكلفة تزيد عن 8 ملايين ريال (2,1 مليون دولار)، يستفيد منها 343 ألف شخص.
إضافة إلى تقديمها ما يعرف في البلاد باسم "الإفطار الجوال"، وهي وجبات خفيفة تُوزَّع لأصحاب السيارات، بقيمة إجمالية 540 ألف ريال (148 ألف دولار)، ويستفيد منها 60 ألف شخص.
وعن مشاريع الخارج في "قطر الخيرية"، قال مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات والبرامج نواف الحمادي، إن "الحملة تستهدف 40 دولة من خلال مكاتبها الميدانية وشركائها المحليين".
وأضاف الحمادي، أن "تلك المشاريع ستُركز على مناطق الكوارث والأزمات، مثل الشمال السوري، ومناطق الزلزال في تركيا، والصومال، وبنغلاديش، وفلسطين".
وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، زلزالان بقوة 7.7 و7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية.
** الهلال الأحمر
فيما أطلق الهلال الأحمر القطري (حكومي)، حملته تحت شعار "الإنسانية أولا: جودكم إحسان"، التي يستفيد منها نحو 720 ألف شخص داخل قطر وفي 18 دولة حول العالم، بدءا من رمضان وحتى نهاية العام.
ودأب الهلال الأحمر القطري، على إطلاق حملة خلال شهر رمضان منذ 21 عاما، بحسب تصريحات الأمين العام للمؤسسة السفير علي بن حسن الحمادي لوسائل إعلام محلية.
وتُركِّز حملة رمضان على مشاريع تنموية عديدة، مثل: بناء البيوت للنازحين، وحفر الآبار للمحتاجين، وتمويل مشاريع كسب العيش للأسر المنتجة، وتوفير السلال الغذائية.
وتشمل مشروعات الحملة، خاصة في الدول الفقيرة أو التي تمر بأزمات، دعم مشاريع إنتاج الخبز للأسر الفقيرة، وعلاج المرضى، وإعانة الغارمين، وكفالة الأسر المحتاجة.
وبين عامي 2016 و2022، نفذ الهلال الأحمر القطري مشاريع بقيمة تجاوزت 3 مليارات وربع المليار ريال قطري (قرابة 900 مليون دولار)، واستفاد منها نحو 63 مليون شخص في 57 بلدا، وفق وكالة الأنباء القطرية.
** حملة الأوقاف
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، تشارك أيضا ضمن حملات رمضان، وذلك عبر حملة "سلة العطاء"، التي أطلقتها برعاية "المصرف الوقفي للبر والتقوى" التابع لها، بالتعاون مع مركز "حفظ النعمة" (بنك الطعام).
وتهدف الحملة، التي تُطلقها وزارة الأوقاف القطرية خلال شهر رمضان للعام الرابع على التوالي، إلى توفير السلال الغذائية للأسر المتعففة والعمال داخل البلاد.
وتتنوع أحجام "سلة العطاء" وكميات المساعدات فيها بحسب عدد أفراد الأسرة المستفيدة، لكنها عادة ما تشمل جميع الاحتياجات الغذائية للأسرة خلال الشهر الفضيل.
إضافة لذلك، تنفذ وزارة الأوقاف 6 مشاريع بالشراكة مع الجمعية القطرية للسكري، والجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومدرسة التمكن الشاملة، والجمعية القطرية للتوحد، ومستشفى القلب، وبرنامج لكل ربيع زهرة.
كما تنظم الإدارة العامة للأوقاف، التابعة للوزارة، مشروع موائد إفطار جماعية، وذلك في 10 مواقع بالمناطق المختلفة للدولة، التي تشهد عادة كثافة سكانية عالية.
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن مساعد المدير العام للإدارة العامة للأوقاف القطرية محمد بن يعقوب العلي، قوله، إن "الوزارة تستهدف هذا العام إفطار 10 آلاف صائم يوميا".
** منظمات مجتمعية
لم تتأخر المنظمات الخيرية القطرية غير الحكومية عن الجهود الرسمية لإفطار الصائمين ومساعدة المحتاجين خلال رمضان، بل إن بعضها أطلق حملات ذات أفكار نوعية.
إذ أعلنت مؤسسة "صلتك" عن حملتها الرمضانية تحت شعار "عطاؤك سبيل رزق"، لدعم الشباب الأكثر تهميشا حول العالم؛ من خلال ربطهم بالوظائف والفرص الاقتصادية.
وتستهدف الحملة، التي انطلقت مع بداية رمضان، إلى حشد الموارد والتبرعات، لدعم مشاريع المؤسسة حول العالم، الرامية إلى تمكين الشباب، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولتنظيم عمل المؤسسات الخيرية، أنشأت قطر جهازا حكوميا باسم "هيئة تنظيم الأعمال الخيرية" التي تعنى بعملية التنظيم والإشراف ووضع المعايير للعمل الخيري والإنساني في البلاد.
ومع اتساع خريطة التدخلات الإنسانية للمؤسسات الخيرية القطرية، تشير إحصاءات الهيئة، إلى أن عدد الجمعيات الخاصة الخيرية المسجلة لديها حاليا تزيد على عشر مؤسسات.