يتحدث العالم بانبهار عن استضافة قطر لأفضل نسخة للمونديال عبر التاريخ، غير أن جوانب الحياة الاجتماعية ومظاهر الكرم المتعددة التي قدمتها الدوحة جذبت انتباه الزوار الأجانب.
وطيلة أيام البطولة العالمية، حرص المواطنون القطريون على استضافة مشجعي ومحبي كرة القدم في مجالسهم وبيوتهم، في مبادرة منهم لإبراز العادات العربية في إكرام الضيف والتعريف بالثقافة المحلية.
وفي هذا الإطار، بادرت الكثير من العائلات القطرية إلى دعوة مشجعي الفرق المشاركة في البطولة لزيارة بيوتها ومجالسها، إظهاراً للكرم العربي واحتفاء بضيوف البلد.
ويشارك كثير من المواطنين في هذه المبادرات الاجتماعية، لضمان استضافة نسخة تاريخية واستثنائية لبطولة كأس العالم ترسخ دورهم الوطني لإنجاح الحدث الرياضي العالمي.
** مظاهر الكرم والود
وفي سياق المبادرات الاجتماعية ضمن كأس العالم، وثقت الأناضول استضافة عائلة قطرية لمشجعين من المكسيك والأرجنتين وتركيا وأمريكا الجنوبية.
وأبدى الضيوف إعجابهم بطبيعة المجلس القطري المريحة، وتناولهم القهوة العربية والحلويات التقليدية المحلية، إضافة إلى تجاربهم الجديدة مع البخور العربي.
القطري محمد النجار صاحب أحد المجالس لاستضافة مشجعي المونديال، قال: "نحن القطريين نظهر لهم أفضل أخلاقنا، وهو ما أمر به ديننا في معاملة الناس بالحسنى ولمسنا منهم كل إيجابية، وكثير منهم كان يسأل عن أخلاقنا وديننا".
وأوضح النجار أن أكثر الأسئلة التي وجهت إليهم من المشجعين كانت تتعلق بمظاهر الكرم والود التي لمسوها خلال زيارتهم للبلاد.
وأضاف: "يقولون لنا إنكم تعاملوننا وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات، ورغم أننا زرنا بلادا كثيرة إلا أننا لم نر هذه المعاملة، فنقول لهم هذه أخلاقنا وتعاليم ديننا".
وأكد النجار أن تجربة زوار قطر من محبي كرة القدم من كل أنحاء العالم ساهمت في تغيير الصورة النمطية عن العالم العربي والإسلامي.
** صورة نمطية جديدة
ووجدت المبادرات التي أطلقها أصحاب المجالس القطرية تجاوبا منقطع النظير، وعبّر كثير منهم عن سعادتهم بزيارة قطر والتجربة الفريدة التي أتيحت لهم.
واتسم العرس الكروي الذي ازدان بالاستضافة القطرية بنكهة خاصة لم تكن معتادة في كل البطولات السابقة، فهو يقام للمرة الأولى في عاصمة عربية إسلامية.
وأبدى مشجعون كثيرون انبهارهم بمستوى الضيافة والترحيب والكرم الشعبي الذي أبداه القطريون تجاه ضيوفهم من متابعي المونديال، ما أدى لتغيير صورة نمطية سالبة انطبعت في أذهان البعض عن المنطقة العربية.
وشعبيا، تنوعت أشكال الضيافة القطرية، من استضافة الزوار في البيوت والمجالس، إلى توزيع القهوة والحلوى والمشروبات على المشجعين أمام الملاعب وفي الأسواق والشوارع.
وأتاح الترحاب القطري لمشجعي المونديال، التعرف على المجالس المفتوحة والضيافة فيها بما تشكله من عادات أصيلة تنتشر خاصة في دول الخليج العربي.