[ أحمد الحفناوي يوصف بأنه أيقونة الثورة التونسية (الجزيرة) ]
قبل 11 عاما، ظهر على شاشات التلفزيون العربية والعالمية ينادي بأعلى صوته "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية"؛ فرحا بسقوط زين العابدين بن علي وهروبه لا يلوي على شيء، بعد أن امتلأت العاصمة تونس بجحافل الثوار.
ومنذ تلك اللحظة تحول أحمد الحفناوي إلى أيقونة للثورة التونسية التي ألهمت الجماهير في دول عربية عديدة.
ولكن الحفناوي رحل عن تونس أمس الأحد في ظروف لم يتوقعها؛ فقد شاهد انهيار اللحظة التاريخية التي تغنّى بها وتحدث عنها كثيرا في وسائل الإعلام العربية والعالمية.
ووفق مصادر عائلية، فإن الحفناوي خاض مؤخرا صراعا مريرا مع المرض. وذكرت مصادر إعلامية تونسية أن الوضع الصحي للحفناوي تدهور منذ أسبوع.
وتزامن رحيل الحفناوي مع انتكاسة المسار الديمقراطي التونسي، إذ عمد الرئيس الحالي قيس سعيّد إلى حل البرلمان وتغيير الدستور واتخاذ إجراءات غير معهودة بحق القضاء.
وتفاعل التونسيون والعرب مع رحيل الحفناوي أمس الأحد ودعوا له بالرحمة والغفران، وعادت مقولته الشهيرة تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى تويتر، كتب صحفي قناة الجزيرة أحمد منصور "وفاة أيقونة الثورة التونسية صاحب عبارة (هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية)".
وسبق لمنصور أن استضاف الحفناوي في برنامج "شاهد على العصر"، حيث تحدث عن يومياته في الثورة التونسية.
الوصية الخالدة
أما وجدان، فقد نشرت صورة الحفناوي وأرفقتها بندائه للشباب يوم سقوط بن علي، حيث قال "فرصتكم أيها الشباب التونسي، تستطيعون أن تقدموا لتونس ما لم نقدمه لها نحن! لأننا هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية".
وأضافت "هذه وصية كل من هرم تحت قمع بن علي، وصية كل من عايش الظلم! قدموا لتونس ما مُنع عنها سابقا.. حافظوا على الثورة وتمسكوا بها".
وتساءل عبد الله: "من يتذكر هذا الشيخ؟" وأجاب عن سؤاله: إنه أحمد الحفناوي صاحب مقولة "لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية خلال ثورة الياسمين بتونس الخضراء سنة 2011. هو في ذمة الله، فادعوا له بالرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان".
وغردت نهلة بالقول إن "الحفناوي عرف في أصقاع العالم بمقولته الشهيرة".
"يسقط الانقلاب"
ومن وفاة الحفناوي انطلق آخرون للتذكير بانتكاس الثورة التونسية، والدعوة لإسقاط ما سموه "انقلاب" الرئيس الحالي قيس سعيد على المكتسبات الديمقراطية.
وقال غسان ياسين إن "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية جملة هزتنا ولم تفقد سحرها عندي حتى اللحظة ودائما أسمعها وأنا أقود سيارتي في شوارع المنفى المزدحمة والقاسية".
وأبدى ياسين أسفه لأن الحفناوي توفي قبل أن تنعم تونس بالحرية. وغرد آخرون "يسقط_الانقلاب_في_تونس".
وبينما كان الحفناوي ورفاقه ينادون في مطلع عام 2011 برحيل بن علي، تخرج في تونس هذه الأيام مظاهرات تطالب بمغادرة قيس سعيد السلطة.
وأمس الأحد -وهو اليوم ذاته الذي رحل فيه الحفناوي- كان شارع الحبيب بورقيبة (وسط تونس العاصمة) مسرحا لاحتجاجات تنادي باستعادة زخم الثورة ورحيل قيس سعيد عن السلطة.