مع تواتر تقارير إعلامية حول لقاء محتمل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، علقت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، في تصريح لشبكة "سي إن إن".
وقالت جنكيز: "قرار الرئيس بايدن بشأن عقد لقاء مع محمد بن سلمان أمر مزعج للغاية بالنسبة لي ولمؤيدي الحرية والعدالة في كل مكان".
وأضافت: "الرئيس بايدن، إذا التقى محمد بن سلمان، فسيخسر بوصلته الأخلاقية ويزيد حزني بشكل كبير".
والجمعة، أكد الرئيس الأمريكي عدم وجود "خطط مباشرة" لزيارة السعودية، لكنه لم يستبعد الذهاب إلى الدولة الخليجية لملاقاة ولي عهد السعودية، في ظل سعيه لتحسين العلاقات في الشرق الأوسط.
وقال بايدن في كلمة عن زيارة السعودية: "لست متأكدا، ليست لدي خطط مباشرة حتى هذه اللحظة".
ونشرت وسائل إعلام بما فيها الـ"سي إن إن" تقارير عن خطط الرئيس لزيارة الرياض في وقت لاحق هذا الشهر، ما يمثل تحولا في برنامجه الانتخابي الذي أشار فيه إلى ضرورة "نبذ" السعودية بسبب دورها في مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
وذكر بايدن: "من الممكن أن ألتقي الإسرائيليين وبعض الدول العربية، بما في ذلك، أتوقع، زيارة إلى السعودية، إذا ذهبت (إلى الشرق الأوسط)، لكن ليس لدي خطط في الوقت الراهن"، حسب قوله.
ودافع الرئيس الأمريكي عن رؤيته بشأن "نبذ" المملكة وولي عهدها قائلا: "لن أغير وجهة نظري بشأن حقوق الإنسان، لكنني كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، فوظيفتي تكمن بإحلال السلام إن استطعت، وهذا ما أحاول فعله"، على حد قوله.
ووصف الرئيس الأمريكي الحديث عن لقائه ولي العهد السعودي، الذي يحاول إبقاءه بعيدا عن الأضواء، بـ"السابق لأوانه".
وقال بايدن: "نحن نستبق الأحداث هنا، أريد أن أرى أننا ننهي أي إمكانية لاستمرار حدوث حرب عبثية بين إسرائيل والدول العربية، هذا ما أركز عليه"، حسب تعبيره.
وستكون الرحلة إلى الرياض تتويجًا لأشهر من العمل من قبل مسؤولي الإدارة الأمريكية لإعادة بناء العلاقة التي تدهورت في بداية فترة بايدن.
وبذلك، ستمثل الرحلة قطيعة واضحة عن رغبة الرئيس الأمريكي في عزل المملكة وولي عهدها، وهو انعكاس للتوازن الذي يواجهه رؤساء الولايات المتحدة عند التعامل مع أنظمة استبدادية أو حتى قاتلة.
ولم يتواصل بايدن بشكل مباشر مع ابن سلمان، الذي يعتبر الحاكم الفعلي للمملكة، منذ توليه منصبه، واختار بدلاً من ذلك التحدث مباشرة مع والد ولي العهد، الملك سلمان البالغ من العمر 86 عامًا.
وكان بايدن انتقد بشدة سجل السعوديين في حقوق الإنسان وحربهم في اليمن والدور الذي لعبته حكومته في مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وردا على سؤال حول تصريحات بايدن في 2019 بأن السعودية يجب أن تكون "منبوذة" على المسرح العالمي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، في وقت سابق هذا الأسبوع، إن "كلماته لا تزال قائمة".
ومن المرجح أن يثير الاجتماع بعض الجدل داخل أمريكا بالنسبة لبايدن حتى قبل الإعلان عن الرحلة إلى السعودية رسميًا، فقد تعرضت للتدقيق من قبل الجماعات التي تتهم المملكة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.