استُشهد منفذ عملية تل أبيب التي وقعت مساء الخميس، وأسفرت عن مقتل إسرائيليين، وإصابة 10 آخرين على الأقل، بحسب ما ذكرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" مقتل منفذ العملية بعد العثور عليه صباح الجمعة.
وذكرت قناة “كان” الرسمية، أن الشاب الفلسطيني الذي قُتل، كان متحصنا داخل مسجد بمدينة يافا، المحاذية لتل أبيب.
وأشارت القناة إلى أن قوات مشتركة من “الشاباك” والشرطة، اشتبكت مع الشاب الفلسطيني، وهو من سكان الضفة الغربية، وأردته قتيلا.
وأضافت “كان” نقلا عن “الشاباك” قوله: “اتضح من التحقيق الأولي أن المرتكب يُدعى رعد فتحي حازم (28 عاما) وهو فلسطيني من مخيم جنين، وليس لديه سوابق أمنية كما أنه لا ينتمي إلى أي تنظيم”.
وقتل 11 شخصا في سلسلة هجمات داخل إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين.
9 ساعات من المطاردة
شارك أكثر من ألف شرطي وعنصر أمن إسرائيلي، في عمليات بحث واسعة استمرت أكثر من 9 ساعات عن منفذ عملية إطلاق النار في مدينة تل أبيب، مساء الخميس، قبل أن يتم الإعلان عن قتله بمدينة يافا المحاذية.
وقال المفوض العام للشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، في بيان: “بعد ليلة صعبة وساعات طويلة من النشاط الذي قامت به شرطة إسرائيل وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش، نجحنا صباح اليوم، في تعاون ميداني واستخباراتي، في إنهاء واختتام الحلقة”.
وأشار شبتاي، إلى أن المنفذ رعد حازم من سكان مخيم جنين “قُتل أثناء تبادل لإطلاق النار”.
وأضاف: “عملنا وفق محورين رئيسيَين، الميداني والاستخباراتي، وهذا الصباح أدى كلاهما إلى نهاية الحدث المتداول”.
ولكنّ وسائل إعلام إسرائيلية، أشارت إلى أنه تم تحديد مكان منفذ عملية إطلاق النار الفلسطيني، عن طريق “الصدفة”.
وقالت صحيفة “هآرتس”: “بحسب مصدر أمني، وصلت قوة من جهاز (الشاباك) إلى منطقة بُرج الساعة، في يافا لجمع لقطات من الكاميرات الأمنية وواجهت المنفذ مختبئا خلف سيارة”.
وأضافت: “أفاد أحد سكان يافا أنه سمع عدة طلقات نارية بعد وقت قصير من محاصرة قوة كبيرة للمسجد في الساعات الأولى من يوم الجمعة”.
من جهتها، أشارت صحيفة “معاريف”، إلى أن اثنين من عناصر جهاز الأمن العام، قررا بمفردهما القيام بجولة بالقرب من مسجد يافا.
وذكرت أنه “فجأة لاحظا شخصا تُشابه أوصافه الشخص الذي تم توزيع صورته”.
وأفادت بأنهما “طلبا منه التوقف، وعندها رفع ريديه وكأنه ظاهريا استسلم، ولكنه ركض فجأة وحاول الاختباء خلف سيارة متوقفة وفتح النار على عنصري الشاباك”.
وأضافت: “وجّها أسلحتهما نحوه، وأطلقا النار عليه وقتلاه على الفور”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن الشرطة الإسرائيلية، قولها إن “حازم أطلق 10 رصاصات”، فيما قالت صحيفة “معاريف” إن “إطلاق النار استمر 5 ثوان فقط”.
وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلية واجهت إشكالية واسعة، في تحديد هوية منفذ عملية إطلاق النار.
ولكنْ، بعد عدة ساعات من العملية نشرت الشرطة الإسرائيلية شريط فيديو من كاميرا محلية تظهر حازم، وهو يجلس على مقعد ثم يمشي في شارع ديزنغوف ربما بحثا عن مكان لتنفيذ عمليته.
ويُظهر الشريط نفسه حازم، وهو يمر من أمام المقهى الذي أطلق فيه النار لاحقا.
وعلى إثر ذلك، نشرت الشرطة الإسرائيلية صورة لحازم وطلبت من الجمهور الإسرائيلي المساعدة في تحديد مكانه.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر أمني إسرائيلي، قوله إن “الصور تظهر جلوس حازم على المقعد قرب المقهى قبل 15 دقيقة من إطلاقه النار في داخله”.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة “معاريف” أن انتشار قوات كبيرة من الأمن الإسرائيلي في الشوارع بحثا عن المسلح “تسبب في حالة من الذعر والهستيريا في تل أبيب”.
وقالت: “في المرحلة الأولى ولمدة ساعتين، لم يكن لدى الشرطة أو الشاباك أي معلومات حول هويته، لقد تخبطوا بالظلام ثم بدأوا عمليات بحث مكثفة لتعقبه حتى القضاء عليه”.
وأضافت: “خلال الليل، عملت آلاف القوات على الأرض في محاولة لتحديد مكانه”.
وتابعت: “شمل البحث إقامة عشرات الحواجز المتنقلة في جميع أنحاء مدينة تل أبيب وعلى جميع الطرق المحيطة بالمدينة وهو ما تقدّر الشرطة أنه منع المنفذ من الابتعاد عن مكان الحادث ودفعته للاختباء في منطقة يافا”.
وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن عمليات البحث شملت تفتيش منازل أيضاً.
وشارك في عمليات البحث قوات من الشرطة والجيش الإسرائيلي والمخابرات “الشاباك” ووحدة النخبة في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي.