أعلن مصدر حكومي ليبي مقرب من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن الأخير يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك في تراجع واضح لتعهده بالبقاء على الحياد عندما تولى منصبه بموجب عملية سلام تدعمها الأمم المتحدة.
حيث قال المصدر، طلب عدم نشر اسمه لكونه غير مخول بالحديث للإعلام، قبل يوم من فتح باب التسجيل رسميا أمام المرشحين: "رئيس حكومة الوحدة الوطنية سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة"، من دون تفاصيل أخرى.
فيما اكتسب الدبيبة شعبية بفضل برامج الإنفاق العام الضخمة بعد سنوات من الحرب الأهلية، وقد يكون المرشح الأبرز للفوز ليكون أول رئيس منتخب بشكل مباشر في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي قبل نحو عشر سنوات، بحسب وكالة رويترز.
تلك الشعبية جاءت في اعقاب تبنيه برامج حظيت بالتأييد الشعبي منها الدعم المالي للشبان الساعين للزواج والاستثمار في جميع أنحاء مناطق ليبيا.
نتيجة لذلك، أدت هذه الخطوات إلى وضعه في منافسة مع أطراف رئيسية أخرى في السياسية الليبية، ومنهم بعض منافسيه المحتملين في الانتخابات.
لكن قراره قد يزيد أيضاً من الخلافات السياسية بشأن الانتخابات التي خيمت بظلالها على عملية السلام.
كان الدبيبة وأعضاء بالحكومة قد تعهدوا بعدم الترشح للرئاسة عندما جرى اختيارهم لحكومة الوحدة الوطنية التي حلت محل حكومتين متنافستين كانت إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب وذلك بعد سنوات من الحرب.
رغم الخلافات المستمرة بين مؤسسات رسمية معنية بشأن قانون الانتخابات، أعلنت مفوضية الانتخابات، الأحد، فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية يوم الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني.
من المرشحين المحتملين الآخرين في انتخابات الرئاسة: فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق، وخليفة حفتر، وسيف الإسلام القذافي، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، ورجل الأعمال والدبلوماسي السابق عارف النايض، فضلاً عن ممثل كوميدي بارز وآخرون.
يشار إلى أن الخلافات حول الانتخابات تهدد انفراجة سياسية شهدتها ليبيا قبل شهور، ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلساً رئاسياً، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات.
يذكر أن هناك ثمة خلافات حول قانوني إجراء هذه الانتخابات بين مجلس النواب من جانب، والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية من جانب آخر.
فيما يأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات المرتقبة في إنهاء صراع مسلح عانى منه لسنوات البلد الغني بالنفط، فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، حكومة الوفاق الوطني السابقة، المعترف بها دولياً.