تبادل حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية الجمعة القصف على الحدود بينهما على وقع توتر تشهده المنطقة الحدودية منذ يومين وصفته الأمم المتحدة بالخطير جدا. في الأثناء، قالت إسرائيل إنها غير راغبة في التصعيد أو الذهاب إلى الحرب؛ لكنها مستعدة لذلك.
وقال حزب الله إنه قصف أراضي مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة بعشرات الصواريخ من عيار 122 مليمترا.
وأضاف الحزب أن هذا الاستهداف يأتي ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي.
وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن الموقع الإسرائيلي في مزارع شبعا استهدف براجمة صواريخ.
توقيف شاحنة
وفي السياق، أعلن الجيش اللبناني توقيف 4 أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ على إسرائيل وضبط الراجمة المستخدمة في العملية.
وكان مراسل الجزيرة قد نقل عن مصدر أمني لبناني قوله إن الجيش اللبناني صادر شاحنة تحمل راجمة صواريخ في منطقة حاصبيا في القطاع الشرقي من جنوبي البلاد.
وأضاف المصدر أن بعض سكان المنطقة اعترضوا الشاحنة قبل أن تصادرها وحدات من الجيش اللبناني. ورجح المصدر الأمني أن تكون هذه الراجمة قد استخدمت في قصف المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا.
وكانت القوات الإسرائيلية قد قصفت محيط تلال كفرشوبا قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي أن عدة قذائف أطلقت نحو الأراضي الإسرائيلية اعترض معظمها، بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة.
وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن قصف المناطق المفتوحة يظهر ارتداع حزب الله على حد وصفه.
بدوره، أعلن الجيش اللبناني أن المدفعية الإسرائيلية قصفت محيط بلدات السدانة وبسطرة وكفرشوبا في جنوب البلاد بـ40 قذيفة ما تسبب في نشوب حرائق.
اجتماع طارئ
وعقد رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليان اجتماعا طارئا لبحث المسألة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحكومة تتجه لإنهاء المسألة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول أمني أن استمرار العمليات منوط بالاحتياجات والجداول الزمنية المناسبة لإسرائيل وأن أجهزة الأمن تعد خيارات رد إضافية وفقا لتطورات الأوضاع الأمنية.
وقال المسؤول الأمني -الذي وُصف بأنه رفيع المستوى- إن الجيش الإسرائيلي يقوم منذ عدة أيام بشن هجمات واسعة في لبنان بوسائل مختلفة منها إطلاق نيران المدفعية وشن هجمات على البنى التحتية من خلال استخدام طائرات مقاتلة على نحو لم يحدث منذ سنوات.
وأضاف المسؤول الأمني أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقوم بتجهيز خيارات رد إضافية بوسائل مختلفة علنية وسرية وذلك طبقا للتطورات الأوضاع الأمنية.
وأضاف أن استمرار هذه العمليات سيكون منوطا بالاحتياجات والعملياتية والجداول الزمنية المناسبة لإسرائيل.
وهذه هي المرة الأولى التي يتبنى فيها حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية، منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019.
وتكرر قيادة حزب الله تأكيدها على ضرورة "تثبيت قواعد الاشتباك" التي أرستها آخر حرب مع إسرائيل في يوليو/تموز 2006.
وحذرت قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) -اليوم الجمعة- من "وضع خطير جدا" على وقع التصعيد. وأعلنت -في بيان- أن قواتها "رصدت إطلاق صواريخ من لبنان وردا بالمدفعية الإسرائيلية والوضع خطير جدا"، وحثت "جميع الأطراف على وقف إطلاق النار".
المقاومة الفلسطينية تبارك
وتعليقا على هذه التطورات، عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن مباركتها ودعمها الكامل لقصف حزب الله لأهداف إسرائيلية.
وقالت حماس -في بيان لها- إنها تبرق التحية للمقاومة في لبنان وهي "ترد على العدوان وتكسر المعادلات التي حاول الاحتلال فرضها وتثبيت معادلة القصف بالقصف والبادئ أظلم".
وشددت حركة حماس على أن مقاومة الاحتلال والرد على جرائمه وانتهاكاته حق مكفول للشعوب المحتلة والمعتدى عليها، وأكدت أن المعركة مع الاحتلال يجب أن تظل مفتوحة على كل الجبهات حتى زواله وتحرير المقدسات والأرض العربية والإسلامية.
وكذلك قالت حركة الجهاد الإسلامي إنها تعبر عن دعمها الكامل لرد حزب الله الصاروخي، وتؤكد على الحق في مقاومة الاحتلال وعدم السماح له بفرض معادلات جديدة أو تغيير قواعد الاشتباك.
وأكدت أن "الرد على جرائم الاحتلال بكل الوسائل حق لن تتخلى عنه المقاومة وشعوب الأمة التي تنشد الحرية والخلاص من الاحتلال".