[ قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ]
تفقد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي جاهزية الوحدات العسكرية في مضيق هرمز والقواعد العسكرية على طول السواحل الإيرانية الجنوبية، بعد تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قال فيها إنه قد تكون هناك حاجة إلى عمل عسكري لوقف هجمات إيران المتزايدة.
وقال قائد الحرس الثوري إن على من وصفهم بالأعداء الذين يهددون إيران معرفة أن ردّها سيكون قاسيا وواسعا.
وأضاف أن على الكيان الصهيوني أن يدرك خطورة تهديداته وتصريحاته ويعيد النظر في حساباته، وفق تعبيره.
وأكد قائد الحرس الثوري جاهزية المنظومات الصاروخية والطائرات المسيّرة والقوات البحرية والبرية الإيرانية للتحرك فورا ضد أي استهداف لأمن إيران.
الأقوال لا تكفي.. حان وقت الأفعال
من ناحية أخرى، قال وزيرا الخارجية والدفاع الإسرائيليين إن المسؤول عن استهداف السفينة الإسرائيلية الأسبوع الماضي هو إيراني يدعى سعيد أره جاني.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أكد اليوم الأربعاء أنه قد تكون هناك حاجة إلى عمل عسكري لوقف الهجمات المتزايدة التي تقوم بها إيران، وذلك بعد أيام من هجوم نفذته طائرة من دون طيار استهدف ناقلة تديرها إسرائيل قبالة سواحل عمان وأسفر عن مقتل شخصين، ونفت إيران مسؤوليتها عنه.
وقال غانتس وفقا للمصدر ذاته "حان وقت الأفعال، الأقوال لا تكفي"، وأضاف "إنه وقت للأفعال الدبلوماسية والاقتصادية، وحتى العسكرية، وإلا ستستمر الهجمات".
وجاء تصريح غانتس خلال لقاء مع سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، وفقا لوكالة "بلومبيرغ" للأنباء.
وتعهدت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا بالرد على الهجوم، وأكدت إسرائيل في الوقت نفسه أنها تحتفظ بحقها في التصرف المستقل.
ماذا حدث على متن سفينة أسفالت؟
من جهة أخرى، قالت مصادر حكومية بريطانية لصحيفة "ذا تايمز" (The Times) إن فرقة إيرانية من أفراد مسلحين استولوا على سفينة "أسفالت برنسيس" (Asphalt Princess)، وحاولوا الإبحار بها إلى إيران مساء أمس الثلاثاء، في حين قالت إسرائيل إنه قد تكون هناك حاجة إلى عمل عسكري لوقف هجمات إيران المتزايدة.
وأوضحت المصادر لصحيفة "ذا تايمز" أن طاقم ناقلة النفط "أسفالت برنسيس" عطّل محركاتها ما أدى إلى إخفاق الهجوم.
وأضاف مصدر حكومي بريطاني أن الفرقة الإيرانية هربت من الناقلة بعد أن وصلت سفن حربية أميركية وعمانية لإنقاذها.
وأوضح أن أفراد الفرقة غادروا على متن قوارب، وأن أيًّا من طاقم السفينة المستهدفة لم يصب بأذى.
وأكد أحد أفراد طاقم السفينة أسفالت برنسيس، خلال اتصال عبر اللاسلكي مع خفر السواحل الإماراتية، وجود ما بين 5 إلى 6 مسلحين -قال إنهم إيرانيون- على متن السفينة.
وذكر عضو طاقم السفينة أنه لا يمكنه تحديد موعد وصولهم المتوقع إلى ميناء صحار وهو الميناء الرئيسي في سلطنة عُمان.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن على مجلس الأمن الدولي الرد على إيران، في أعقاب هجوم على ناقلة قبالة ساحل عمان الأسبوع الماضي، أسفر عن سقوط قتيلين.
وقد اتهم الوزير البريطاني إيران بانتهاج سلوك مزعزع للاستقرار، وقال إن "على المجلس الرد على تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار، وعلى عدم احترامها القانون الدولي".
وبعثت بريطانيا ودول أخرى برسالة إلى مجلس الأمن أمس الثلاثاء، اتهمت فيها إيران بزعزعة أمن الملاحة البحرية، والوقوف خلف الهجوم على سفينة زودياك التي تشغلها شركة إسرائيلية.
تساؤلات بشأن عملية الخطف
يأتي ذلك، في حين يثور التساؤل عن الجهة التي اختطفت ناقلة النفط "أسفالت برنسيس" أمس الثلاثاء وأفرجت عنها لاحقا فجر اليوم الأربعاء.
وقالت البحرية البريطانية إن الخاطفين الذين صعدوا إلى سفينة "أسفالت برنسيس" قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة في خليج عُمان غادروا السفينة وإن الحادثة انتهت.
وأعلنت منظمة الملاحة والتجارة البريطانية أن الخاطفين غادروا السفينة نحو الساعة الثانية صباحا بتوقيت غرينتش، وأن السفينة سلمت والحادث قد انتهى، وحسب الإشارات الصادرة عن السفينة فإنها في طريقها الآن إلى عُمان.
ومن جانبه، أصدر مركز الأمن البحري العماني بيانا بشأن ناقلة النفط أسفالت برنسيس التي اختطفت قبالة شواطئ الإمارات وأُفرج عنها في وقت سابق.
وقال المركز إن سلاح الجو العماني قام بتسيير طلعات بالقرب من الموقع الذي احتجزت فيه السفينة.
وأوضح مركز الأمن البحري أنه تلقى معلومات عن اختطاف ناقلة نفط تدعى أسفالت برنسيس تحمل علم بنما، وأضاف أن البحرية العمانية سيّرت عددا من سفنها للإسهام في تأمين الملاحة الدولية.
ترفع علم بنما وتنقل الأسفلت والبيتومين
وكانت وسائل إعلام غربية نقلت عن مصادر أمنية أنها تعتقد أن قوات مدعومة من إيران استولت أمس الثلاثاء على سفينة في مياه الخليج قبالة ساحل الإمارات.
وذكرت التقارير الغربية أن السفينة أسفالت برنسيس -التي ترفع علم بنما وتنقل الأسفلت والبيتومين- اختطفت عندما كانت تبحر من خورفكان في الإمارات إلى صحار في سلطنة عمان.
ونقلت وكالة رويترز عن 3 مصادر أمنية بحرية قولها إنه يُعتقد أن قوات مدعومة من إيران استولت على السفينة.
ووقع الحادث عند مدخل مضيق هرمز أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، بعد أيام من هجوم على ناقلة نفط مرتبطة بإسرائيل متجهة إلى الإمارات، واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بالوقوف وراءه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية -سعيد خطيب زاده- أمس الثلاثاء إن "الحوادث المبلغ عنها في الخليج الفارسي والمنطقة الأوسع تبدو مشبوهة".
وكتب خطيب زاده على تويتر "تأكيدا لالتزامنا القوي بالاستقرار الإقليمي والأمن البحري فإن إيران مستعدة لتقديم المساعدة في حال وقوع أي حوادث بحرية".
ولم توجّه الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران في الحادث الأخير لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس قال إن ثمة "نمطا مقلقا من العدائية من جانب إيران".
وقال برايس للصحفيين "في ما يتعلق بهذا الحادث من المبكر أن نصدر أحكاما".
وتصاعد التوتر بالمنطقة بعد هجوم وقع الأسبوع الماضي على ناقلة تديرها شركة إسرائيلية قبالة سواحل عُمان، تسبب في مقتل اثنين من أفراد طاقمها، وألقت الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا باللائمة فيه على إيران التي نفت مسؤوليتها عنه.