أجرت وحدة "سند" للتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة تحليلا لعدد من الوسوم التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي تزامنا مع الأحداث التي تشهدها تونس.
وشمل التحليل الذي أجرته "سند" -الاثنين الماضي- عدّة وسوم، بينها "تونس تنتفض ضد الإخوان"، و"تونس"، و"قيس سعيد"، و"TUNIS"، إضافة إلى التفاعل بين حوالي 14 ألف حساب مختلف، بمعدل 40 ألف تفاعل بينها.
أدناه صورة لشبكة الحسابات المشاركة في وسم "تونس تنتفض ضد الإخوان" ووسم المشاركة في وسوم "تونس" و"قيس سعيد" و"Tunis".
وأظهر التحليل أن الحسابات المسيطرة على التفاعل في الوسوم هي جنسيات أخرى غير التونسية، تصدرت فيها شبكات سعودية وإماراتية وبحرينية التغريد على الوسوم وانخفضت نسبة الحسابات التونسية في التفاعلات، وشهد التغريد على الوسوم نشاطا غير مألوف، وهو ما يؤشر على وجود تلاعب فيها.
ورصدت "سند" الحسابات الأكثر تأثيرًا في الوسوم المتداولة، من بينها "تونس تنتفض ضد الإخوان"، وتصدرت حسابات سعودية وإماراتية قائمة الأكثر تفاعلا، من بينها "الردع السعودي @s_hm2030″، "منذر آل الشيخ @monther72″، "فهد الشليمي @Fahd_Alshelaimi"، الردع الإماراتي @emarati_shield"، وهي حسابات تحمل أجندة سياسية معروفة.
وحصلت وسوم "تونس" و"قيس سعيد" و"Tunis" على تفاعلات عديدة كان أبرزها التفاعل مع حساب الأخبار العاجلة التابع لقناة الجزيرة عبر تويتر، وحسابات شخصية تصدرها عبد الله الشاعر الذي يصف نفسه بأنه رجل أعمال بحريني وعضو بلجان الدفاع الإلكتروني، ويحيط بحساب الشاعر شبكة خاصة به من الحسابات المزيفة التي تشارك تغريداته، إلا أن تويتر علق تلك الحسابات لخرقها قواعد المنصة.
وحول شبكة التلاعب وموقعها الجغرافي، احتوى وسم "تونس تنتفض ضد الإخوان" على حسابات وهمية تقوم بعملية ممنهجة بإعادة التغريد بكثافة لأكبر قدر من الحسابات الموجودة داخل الشبكة لكل من الحسابات السعودية والإماراتية والمصرية، وكذلك حساب حسين البلوشي "hemarati73" الذي يعتمد على إعادة التغريد بكثافة لزيادة التفاعل عبر الوسم، وإليك صورة تظهر آلية عمل حسابات رفع التفاعل:
أما عن شبكات التفاعل على وسوم "تونس" و"قيس سعيد" و"Tunis"، فكانت أيضًا الحسابات السعودية والإماراتية والبحرينية سيدة الموقف، مثل حساب "1Cash9999" الذي تحيط به شبكة خاصة مهامها إعادة التغريدة ويصف الحساب نفسه بأنه متخصص في الدعاية والإعلان.
وكذلك الحال مع حساب خدمات تويتر "paolbe" والذي تحيط به هو أيضًا شبكة خاصة به لإعادة التغريد، وهذا نموذج من شبكات حسابات الإعلانات الخليجية التي تستغل الوسم.
وخلُص تحليل وحدة "سند" إلى أن حسابات مؤثرين خليجيين سيطرت على التفاعل والتغريد عبر الوسوم المتعلقة بالأوضاع بالمشهد السياسي التونسي خلال يوم 26 يوليو/تموز، بما في ذلك الحسابات الوهمية الأخرى التي تعمل على رفع معدل التفاعل.
وتحتوي الوسوم على العديد من الشبكات الخليجية التي تستغل التفاعل لغرض الدعاية الخاصة بها، بينما يأتي التفاعل عبر وسم "تونس تنتفض ضد الإخوان" في سياق "البروباغندا" السعودية والإماراتية الموجهة للهجوم على جماعة الإخوان المسلمين وتأجيج الأحداث في تونس وتصويرها على أنها ثورة ضد الجماعة.