شيع الآلاف جثمان الناشطة والمعارضة الإماراتية آلاء الصديق، في العاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم الأحد، بعد أسبوع من وفاتها في حادث سير بلندن.
وتوافد الآلاف على مقبرة مسيمير (جنوب غربي الدوحة) منذ عصر اليوم وحتى الصلاة على جثمان الفقيدة عقب صلاة المغرب، في مشهد نادر خاصة في ظل الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.
وكان عدد كبير من المغردين القطريين دعوا منذ أمس المواطنين والمقيمين لحضور مراسم الدفن، بعد موافقة السلطات القطرية على طلب أسرة آلاء بأن يتم دفنها في الدوحة.
وتفاعل عدد كبير مع دعوات الحضور، مبدين رغبتهم في تعويض غياب والدها محمد عبد الرزاق الصديق، المسجون في الإمارات منذ 2013.
وقال الكاتب الصحفي القطري جابر الحرمي إن الحشود الغفيرة التي حضرت الصلاة ودفن جثمان الناشطة الإماراتية آلاء الصديق تعد استفتاء على نهج الأحرار والشرفاء في كل بقعة من عالمنا العربي والإسلامي.
وأضاف الحرمي للجزيرة نت أن أهل قطر كانوا على الموعد للمشاركة في هذا الحدث الإنساني الواجب عليهم لتعويض أسرتها، موضحا أن آلاء دُفنت اليوم بعيدا عن وطنها، و"قطر التي رفضت تسليمها في الماضي تستقبل جثمانها اليوم لتُدفن في ترابها".
جنازة مهيبة في مراسم دفن #آلاء_الصديق#آلاء_الصديق_في_ذمة_الله
— شاهين السليطي (@shaheensulaiti) June 27, 2021
إنا لله وإنا إليه راجعون
الله يصبركم يا اهلها ويعظم اجركم ويغفر لها وجعل مثواها الجنة pic.twitter.com/dwusrpe51s
وأشار إلى أنه لم يشعر بالمفاجأة من الحضور القطري الكبير في مراسم التشييع، "لأن أهل قطر حاضرون دوما في أي موعد مماثل، ويؤدون دائما واجبهم تجاه من يأتي إليهم سواء كان حيا أو ميتا"، مشيرا إلى أن "آلاء كانت تمثل تيارا عربيا يرفض الظلم ويأمل في مجتمعات عربية حرة".
وكانت آلاء الصديق حتى لحظة وفاتها تشغل منصب المديرة التنفيذية لمنظمة "قسط" لحقوق الإنسان المعنية بمعتقلي الرأي في الخليج.
وآلاء الصديق مواطنة إماراتية كانت مطلوبة لسلطات بلادها بسبب نشاطها الحقوقي، الذي بدأ مع اعتقال والدها ضمن ما تعرف بقضية "جمعية الإصلاح"، وهي ناشطة في المجال الحقوقي، وكانت مقيمة في لندن، حيث حصلت على حق اللجوء السياسي.
وسحبت الإمارات جنسية الداعية الصديق وعدد من أبنائه بمن فيهم آلاء، وسبق أن كشفت آلاء في مقابلة تلفزيونية عما أسمته الوجه الآخر لبلادها الإمارات، فضلًا عن مضايقات أبو ظبي للمعارضين وناشطي حقوق الإنسان.
وتوفيت آلاء السبت الماضي جراء إصابتها في حادث سير قرب أكسفورد، مما أثار موجة تعاطف واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المغردون عن تعازيهم لوفاتها المفاجئة، مشاركين كتاباتها وكلماتها في الدفاع عن حقوق الإنسان.