ما تزال عائلة "صالحة" تعيش حالة الصدمة، بعد أن أدى صاروخ إسرائيلي، لقتل ابن العائلة "إياد" (35عامًا)، وهو من ذوي الإعاقة، وزوجته الحامل أماني مهاوش (38 عامًا)، وطفلته نغم (3سنوات)، أثناء تناولهم طعام الغداء، في منزلهم بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة .
وسقط الصاروخ دون سابق إنذار، على شقتهم في الطابق الثالث، يوم الأربعاء الماضي، في منطقة البركة، وسط المدينة، ما تسبب بقتلهم على الفور.
وما تزال حالة الحزن، تسيطر على أفراد عائلة صالحة، الذين لم يتوقعوا أن يُقتل معاق آمن في منزله مع زوجته وطفلته.
وخلال تشييع جنازته، تعالت صرخات ذوي "صالحة"، وهم يحملون بقايا كرسيه المتحرك ويقولون "ما ذنب هذا المسكين المعاق؟، ماذا فعل للإسرائيليين؟!؛ حسبنا الله ونعم الوكيل".
وعن تفاصيل الحادثة، يقول عمر صالحة (31عامًا)، شقيق الشهيد إياد "قرابة الساعة الرابعة من مساء الأربعاء الماضي، تاسع أيام العدوان الإسرائيلي على غزة، وإذ بصاروخ يصيب شقته في الطابق العلوي في المنزل حيث كان مع طفلته وزوجته يتناولون طعام الغداء، ما تسبب في قتلهم جميعًا وتقطيعهم أجسادهم إلى أشلاءً، وتدمير معظم الشقة، وإلحاق أضرار في الشقق المجاورة".
ويتساءل "ما ذنبهم؟، ما الخطر الذي شكله شقيقي المقعد؟، هل كان يحمل صاروخًا؟، في الحقيقة كانت يدهم تحمل الخبز وهم يتناولون الغداء، لكن الصاروخ شتت الأجساد وجمعهم في كفن الموت بشكل مروع".
ويضيف صالحة "أخي الشهيد تعرض لحادثة قبل 16 عامًا، تسببت في إعاقته حركيًا، ويعاني كثيرًا منذ ذلك الحين، حتى أنه يحتاج لمعيل، كما تربيت أنا وهو وبقية أشقائي مع والدتي أيتامًا، بعد أن توفى والدي ونحن أطفال؛ كانت حياة مليئة بالمعاناة".
ويتابع "نحن لسنا في عدوان، بل في حرب شاملة مدمرة، كل شيء فيه مُستباح، مجازر ومذابح بحق المدنيين، بدون ذنب".
ويشير صالحة إلى أنه لم يتخيل للحظة تعرض منزلهم للقصف؛ معتبرًا ما حدث وصمة عار في جبين الاحتلال الإسرائيلي.
ومع حلول الساعة الثانية من فجر اليوم الجمعة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية برعاية مصرية، حيز التنفيذ.
وخلّف القصف الإسرائيلي خسائر باهظة في الأرواح والممتلكات، والمنشآت السكنية والتجارية، والمؤسسات الحكومية، والأراضي الزراعية، في غزة.
وأسفرت الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على القطاع، براً وجواً وبحراً، عن استشهاد 232 فلسطينياً، بينهم 65 طفلاً، و39 سيدة، و17 مُسنّاً، فيما أدت إلى إصابة أكثر من 1900 بجروح مختلفة، منها 90 صُنفت شديدة الخطورة.
ومن بين الإصابات، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، 560 طفلاً، و380 سيدة، و91 مُسناً.