انتقد مقال بموقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني تغطية وسائل الإعلام الغربية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورأى أن وسائل الإعلام الغربية لا تفوت فرصة لوصف الوحشية الإسرائيلية الصارخة من جانب واحد على أنها "اشتباكات" و"مشادات" بين الطرفين.
وقالت الكاتبة الصحفية، بيلين فرنانديز، في مقالها بالموقع، إن عمليات التطهير العرقي الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة مثلت فرصة أخرى لوسائل الإعلام الغربية لاستخدام مفرداتها المفضلة لتغطية ما يجري في حي الشيخ جراح، فيما لم تهتم بعضها بتغطية تلك الأحداث على الإطلاق.
وأشارت إلى أن حوالي 40 فلسطينيا، من بينهم 10 أطفال، يواجهون الآن الإخلاء من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية؛ لإفساح المجال أمام المزيد من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الوافدين ليحلوا محلهم، ضمن حملة التهجير القسري التي تنتهجها إسرائيل على مدى عقود بحق العائلات الفلسطينية اللاجئة منذ عام 1948.
تضليل
وقالت فرنانديز إن قوات الأمن الإسرائيلية اعتدت على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى، واستهدفتهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الحارقة؛ مما أدى إلى جرح المئات منهم.
ولكن كل تلك الاعتداءات بالنسبة لوسائل الإعلام الغربية لا تعدو عن كونها "مشادات"، وفقا للكاتبة، فقد وصفت تقارير صحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post)، وموقع "إيه بي سي" (ABC) الإخباري، وصحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian)، وفوكس نيوز (Fox News) ما يجري بأنه "مشادات" و"اشتباكات" بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
أما موقع "بي بي سي" (BBC) فقد واصل إطلاع متابعيه على المستجدات المتعلقة بما وصفه بـ"الاشتباكات" و"المواجهات" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع التأكيد على أن الشرطة الإسرائيلية بإطلاقها القنابل الحارقة وغيرها، كانت ببساطة تتصرف "ردا" على الاستفزازات الفلسطينية.
تبني الرواية الرسمية الإسرائيلية
وذكرت فرنانديز أن تقريرا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية في 7 مايو/أيار الجاري حول ما اعتبرته الصحيفة "مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين" أشار إلى أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت إن السلطة الفلسطينية والإرهابيين الفلسطينيين يسوّقون نزاعا عقاريا بين أطراف خاصة على أنه قضية قومية من أجل التحريض على العنف في القدس".
وعلقت الكاتبة بأن تصوير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني برمته هو نسخة كبرى من قضية الشيخ جراح؛ فهو "نزاع عقاري" حيث يصر الطرف، الذي اغتصب الجزء الأكبر من أرض فلسطين بعنف عام 1948، ويواصل احتلالها بشكل غير قانوني، على تصوير الفلسطينيين على أنهم إرهابيون؛ لتبرير الإرهاب الذي يرتكبه بحقهم وقتلهم واقتلاعهم من أرضهم، وهذا ما يسميه الإعلام الغربي "اشتباكات".
وخلص المقال إلى أن من يستحق نيل جائزة الجريمة الجنائية الأولى ليس التطهير العرقي الإسرائيلي، ولا وابل الرصاص المطاطي، الذي يطلق على المتظاهرين السلميين، أو خنق عناصر الشرطة للمتظاهرين عند اعتقالهم؛ بل تستحقها عناوين الأخبار، ففي غياب أي مؤشرات على تراجع بؤر الاضطهاد في أميركا وإسرائيل، فإن وسائل الإعلام التي لا تلتزم بالرواية الرسمية الصادرة عنهما تكون مفيدة بالتأكيد.