جنود الاحتلال اقتحموا الأقصى الشريف الجمعة الأخيرة من رمضان واعتدوا على المصلين (رويترز)
تواصلت ردود الفعل المنددة بالاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمصلين في ساحاته بالجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث عبرت عدة هيئات إسلامية عن تضامنها مع الفلسطينيين.
ومساء الجمعة، اعتدت شرطة الاحتلال على المصلين داخل المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وباب العامود في القدس، مما خلف 205 مصابين، وفق حصيلة أولية غير رسمية.
ومنذ أيام، يسود التوتر المدينةَ المقدسة خاصة حي الشيخ جراح، الذي تخطط إسرائيل لإخلاء منازل عدد من سكانه لصالح جمعيات استيطانية، وسط إدانة عربية ودولية واسعة.
ومن القاهرة قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب "اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمات الله بالاعتداء السافر على المصلين الآمِنين، ومن قَبلِها الاعتداء بالسلاح على التظاهرات السلمية بحي الشيخ جراح بالقدس وتهجير أهله، إرهابٌ صهيوني غاشم في ظل صمت عالمي مخزٍ".
وأضاف الشيخ الطيب، في تدوينه على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن الأزهر الشريف، علماء وطلابا، ليتضامن كليًّا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه استبداد الكيان الصهيوني وطغيانه، داعيًا الله أن يحفظهم بحفظه، وينصرهم بنصره فهم أصحاب الحق والأرض والقضية العادلة.
بدوره، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت، الأمة الإسلامية، إلى هبة شعبية ورسمية من داخل فلسطين وخارجها، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وقال الاتحاد، في بيان موقع باسم رئيس الاتحاد أحمد الريسوني، وأمينه العام علي القره داغي، إنه يتابع بقلق بالغ "الأحداث الإجرامية المتصاعدة من جانب المحتل الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين بالرصاص وقنابل الغاز".
وطالب كل قيادات العالم العربي والإسلامي، ومنظمة التعاون الاسلامي، وجامعة الدول العربية، وكل الجهات والأطراف المعنية، إلى ضرورة العمل الجاد لاتخاذ الإجراءات اللازمة والحازمة والفاعلة لوقف التصعيد دولة الاحتلال بحق المقدسات.
وأكد الاتحاد أنه يحيي صمود الشعب المقدسي في مواجهة الاعتداءات المتكررة ضد المسجد الأقصى المبارك وضد المقدسيين في حي الشيخ جراح، ويدعو إلى هبة شعبية ورسمية من داخل فلسطين وخارجها لدعم صمودهم على أرضهم في وجه اعتداءات الاحتلال.
كما طالب الدولَ الإسلامية والعربية باتخاذ خطوات عملية وليست مجرد إدانات لما يجري في القدس.
ومن جانبها استنكرت رابطة علماء فلسطين الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى، واصفة إياها بـ "الهمجية".
وقالت الرابطة -في بيان- إن الفلسطينيين المرابطين في ساحات المسجد الأقصى "يدافعون بدمائهم الآن عن شرف وكرامة المسلمين أجمعين من تدنيس الصهاينة للمسجد ومدينة القدس المحتلة".
وشددت على ضرورة "تحرك حكام العرب والمسلمين والمجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال لوقف جرائمها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني وانتهاكاتها بحق القدس والمسجد الأقصى".
وفي باكستان، أدان زعيم حزب الجماعة الإسلامية، سراج الحق، الاعتداءات الإسرائيلية ضد المصلين في المسجد الأقصى.
وقال في بيان "ندين بشدة هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى" مشددا على أن الشعب الباكستاني يقف كتفًا بكتف مع إخوته الفلسطينيين، ويشيد بتضحياتهم وشجاعتهم.
بدورها، دعت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع إلى وقف العمل باتفاق التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب انتصارا للمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.
وقالت الرابطة في بيان نشرته على تويتر "ما تشهده القدس من أحداث راهنة يعكس حجم الخطر الذي يواجه القضية الفلسطينية، وتطلعات الصهاينة هناك الرامية إلى تطهير عرقي كامل يلاحق المدينة بإخلائها من سكانها الأصليين وإبعاد كافة المقدسيين إلى مناطق أخرى".
وفي مصر، نددت جماعة الإخوان المسلمين بعدوان "العصابات الصهيونية" السافر على المسجد الأقصى، ومحاولة طرد عائلات فلسطينية بالقوة من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس وإحلال مستوطنين مكانهم.
ورأت، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، أن ما جرى الجمعة امتداد للعدوان المتواصل منذ بداية شهر رمضان المبارك على المسجد الأقصى ومدينة القدس بأحيائها وشوارعها وبواباتها، وذلك في الوقت الذي تحشد فيه جماعة ما يُسمى "أمناء الهيكل" المتطرفة أعدادا غفيرة من المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى يوم 28 رمضان تحت دعاوى باطلة باستعادة الهيكل المزعوم.
ودعت الجماعة المحكمة الجنائية الدولية إلى سرعة تفعيل قرارها الصادر في 5 فبراير/شباط 2021 بفرض ولايتها القضائية على الأراضي الفلسطينية، حيت تتزايد وتيرة جرائم انتزاع الأراضي وطرد سكانها لصالح المستوطنين الغرباء.