[ القيادي البارز، عزت الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ]
عن عمر ناهز 78 عاما، توفي القيادي البارز، عزت الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، عقب أكثر من 5 عقود قضاها في بؤرة المشهد السياسي.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي (محظور) بالعراق، عبر تسجيل صوتي على حسابه بموقع “فيسبوك”، وفاة الدوري عن عمر يناهز 78 عامًا.
وقال الحزب: “على أرض العراق ترجل اليوم من على صهوة جواده فارس البعث والمقاومة الوطنية العراقية الرفيق عزت إبراهيم الدوري، إننا واثقون أيها الرفاق المناضلون أنكم ستعملون بوصية رفيقنا الراحل بالثبات على المبادئ والتحلي بالصبر والتمسك بمبادئ الحزب”.
فيما لم تصدر السلطات العراقية بيانا بشأن وفاة الدوري حتى الساعة.
والدوري (مواليد عام 1942) في بلدة الدور القريبة من تكريت مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، وهي التي انحدر منها أيضا الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (1979 – 2003).
ونشأ الدوري في أسرة فقيرة وكان يبيع الثلج في صباه لإعانة عائلته على المعيشة، قبل أن يصبح ناشطاً في حزب البعث العربي الاشتراكي في أواخر العشرينيات من عمره.
بسبب نشاطه السياسي، اعتقل الدوري عدة مرات كان أطولها منذ 1963 إلى 1968، حيث أفرج عنه في “ثورة تموز” التي أطاحت بنظام الرئيس عبد الرحمن عارف، ليتولى حزب البعث العربي الاشتراكي السلطة في البلد العربي.
وعقب تولي صدام حسين رئاسة العراق في عام 1979، عين الدوري في منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة (أعلى سلطة في العراق آنذاك)، ليصبح الرجل الثاني والذراع الأيمن لصدام حسين حتى سقوط نظامه في 2003.
وقاد الدوري فريق بلاده خلال المفاوضات مع الكويت بشأن الخلافات الحدودية قبل الغزو العراقي للكويت بعام واحد، كما حمل عدة حقائب وزارية أبرزها الداخلية والزراعة وشغل منصب رئيس أركان الجيش العراقي أثناء غزو الكويت عام 1991.
وقبل شهر على الغزو الأمريكي للعراق، أسند صدام إلى مساعدة وذراعه الأيمن مهمة القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية في أبريل/نيسان 2003، لتكون آخر المناصب الرسمية الرفيعة التي يتولاها الدوري في بلاده.
واختفى الدوري كسائر رموز نظام صدام، عقب الاجتياح الأمريكي للعراق، ورصدت الولايات المتحدة آنذاك 10 ملايين دولار مكافأة لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو تصفيته، ووضعته كسادس الأسماء بقائمة المطلوبين في أمريكا.
غير أن الدوري بات أبرز المسؤولين العراقيين السابقين الذين تمكنوا من الإفلات من قبضة الأمريكان، وتم تنصيبه زعيماً لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي حظر لاحقا عام 2006 بالعراق.
عقب تنفيذ حكم الإعدام بصدام حسين في عام 2006، قاد الدوري مجاميع مسلحة مناهضة للاحتلال الأمريكي أبرزها “جيش النقشبندية” وهو فصيل جهادي صوفي.
واعتاد الدوري بين حين وآخر الخروج على العراقيين، بتسجيلات صوتية أو مصورة، كان يندد فيها بـ”الغزاة الأمريكيين” وتدخل إيران الواسع في شؤون البلاد، والحكومات العراقية التي يقودها الشيعة منذ الإطاحة بنظام صدام حسين.
وبث الدوري آخر تسجيلاته الصوتية في عام 2019، والذي قال فيه إن “الذي يجري في العراق هو احتلال فارسي مباشر وشامل، مغلف بغلاف طائفي بغيض”.
ووفق مراقبين عراقيين، لم يترك الدوري تأثيراً واسعا في الساحة السياسية عقب الإطاحة بنظام صدام، بل لعب هذا الدور تنظيما “القاعدة” و”الدولة” اللذان انضم إليهما الآلاف من قادة الجيش العراقي السابق الذي تم حله بأمر أمريكا.