[ قطع بحرية تركية تشارك في مناورات البحر الأبيض المتوسط (الاناضول) ]
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إنه ليس من قبيل المصادفة أن الساعين إلى إقصاء بلادنا شرق المتوسط هم أنفسهم الذين حاولوا الاستيلاء على أراضيها قبل قرن، في حين بدأت تركيا مناورات جديدة بشرق المتوسط.
وأوضح أردوغان في رسالة نشرها بمناسبة عيد النصر الذي تحتفل به تركيا في 30 أغسطس/آب من كل عام، أن كفاح الاستقلال الذي انطلق بقيادة المؤسس مصطفى كمال أتاتورك عام 1919، تكلل بنصر حتمي ودائم عبر معركة دوملوبينار في 30 أغسطس/آب 1922.
وأكد أن هذا النصر كان بمثابة إبلاغ جديد للعالم بأن هذه الأراضي هي وطننا الأبدي والخالد، وإعلان لنهوض وارتقاء وعودة أمة إلى مسرح التاريخ بعد أن أرادوا دفنها.
ولفت إلى أن كفاح أنقرة مستمر حتى اليوم، وأن الأمة التركية لن تتردد إطلاقا في إحباط مساعي فرض معاهدة سيفر جديدة اليوم في الوطن الأزرق (المياه الإقليمية)، مثلما حققت الاستقلال رغم الفقر وقلة الإمكانات.
وأضاف الرئيس التركي "لا ينبغي لأحد أن يشك بإرادتنا في هذا الأمر وإيماننا الراسخ بالنصر".
مناورات وتدريبات
وقد بدأت تركيا السبت مناورات عسكرية جديدة في شرق البحر المتوسط، من المفترض أن تستمر أسبوعين، في مؤشر على أن التوتر بين أنقرة وأثينا بشأن تقاسم موارد الغاز في هذه المنطقة سيستمر لفترة طويلة.
وأشارت البحرية التركية في إشعار بحري (نافتكس) نشرته في وقت سابق، إلى أنها ستجري "تدريبات إطلاق نار" في الفترة من 29 أغسطس/آب إلى 11 سبتمبر/أيلول في منطقة مقابلة لبلدة أنامور جنوب تركيا، إلى الشمال من جزيرة قبرص.
وكانت أنقرة أعلنت الخميس أن تدريبات إطلاق النار ستجرى يومي الثلاثاء والأربعاء في منطقة تقع إلى الشرق من هذا الموقع.
وفي تغريدة على تويتر، قالت وزارة الدفاع التركية إنه بالإضافة إلى التدريبات التي أجريت 3 مرات في شرق البحر الأبيض المتوسط مع سفن الدول الحليفة في الساعات الـ 48 الماضية، تم إجراء تدريبات بحرية مشتركة مع إيطاليا اليوم في جنوب جزيرة قبرص.
وتجري هذه المناورات العسكرية في سياق التوترات التي تخيّم على شرق البحر المتوسط، حيث أدى اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة إلى إحياء نزاع إقليمي طويل الأمد بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى.
وتفجر النزاع بين تركيا واليونان العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أن أبرم الجانبان اتفاقيتين متعارضتين بشأن حدودهما البحرية مع كل من ليبيا ومصر.
وكدليل على حساسية وتقلب الوضع، قالت وزارة الدفاع التركية الجمعة إن طائرات تركية مقاتلة اعترضت 6 طائرات يونانية في اليوم السابق لدى اقترابها من منطقة تقوم فيها سفينة تركية بالمسح الزلزالي، مما اضطرها إلى العودة لأدراجها.
بين الدبلوماسية والحرب
وفي الوقت الذي لوّح فيه الاتحاد الأوروبي بإمكانية اتخاذ إجراءات ضدها، إن لم تحرز تقدما في حل الخلاف مع اليونان، قال فؤاد أقطاي نائب الرئيس التركي إن بلاده تنتظر من الاتحاد الأوروبي توخي الإنصاف.
وقال فؤاد أقطاي إن بلاده تنظر للتطورات في شرقي المتوسط من باب مصالحها، وإنها جاهزة لعقد اتفاقيات مع من ترغب من الدول الأخرى، على غرار الاتفاقية مع ليبيا.
وتساءل أقطاي اليوم السبت بشأن التحركات اليونانية، "هل تتوقعون منا قبول أمر كهذا؟ إذا لم يكن هذا سببا للحرب، فماذا يمكن أن يكون؟".
ونددت أثينا بشدة بهذه التصريحات، وردت وزارة الخارجية اليونانية في بيان بأن "الاحتمال غير المسبوق بأن تهدد تركيا دول الجوار باللجوء إلى القوة عندما تستخدم حقوقها، يتعارض مع الحضارة السياسية المعاصرة".
ورد نائب الرئيس التركي السبت على ذلك بأن "دعوة الاتحاد الأوروبي للحوار من ناحية وإعداده من ناحية ثانية خططا أخرى، يعني أنه يراوغ".
وأضاف "نحن نتقن اللغة الدبلوماسية لكن تركيا لن تتردد في القيام بما يجب للدفاع عن مصالحها".
وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية التركية إن العقوبات الأوروبية لن تؤدي إلا إلى "زيادة عزيمة" أنقرة.
ووسط استمرار التصعيد، تثور المخاوف من نشوب حرب في شرق المتوسط، في حين تطالب جهات إقليمية ودولية بالتهدئة وتحث أثينا وأنقرة على الانخراط في الحوار لحل الأزمة.
وحثت الأمم المتحدة الجمعة كلا من تركيا واليونان على مواصلة الحوار لحل الخلافات بينهما سلميا، إثر مواصلة أثينا اتخاذ خطوات أحادية بمنطقة شرق المتوسط.